رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 ديسمبر 2006
العدد 1754

احتفت بالبحر وأهازيجه في أمسية رابطة الأدباء
السنعوسي: الإبداع يولد في كل لحظة ويتشكل في صور جديدة غريبة

   

 

كتب المحرر الثقافي:

في ليلة أدبية خالفت السائد والمألوف من نشاط رابطة الأدباء أحيت الأديبة الدكتورة هيفاء السنعوسي أمسية ثقافية بعنوان: "عطر البحر في فضائي القصصي" استطاعت من خلالها أن تمازج بين الفنون الشعبية المتعلقة بالبحر مع القراءة النقدية والإلقاء القصصي المعبر وقد شهدت الأمسية حضوراً جماهيريا كثيفا غصت به صالة العرض في مسرح الرابطة وقد كانت الأمسية من تقديم الشاعرة التونسية نجوى الهمامي وبمشاركة تضمنت إلقاء قصصيا معبراً باللغة "الإنجليزية" للأديبة والمترجمة البريطانية جانيت دولنغ·

تقول الدكتورة هيفاء في بداية الأمسية·

أردت أن أكسر القاعدة التقليدية في الأمسيات القصصية فلا أقدم لكم وجبة ثقافية مكررة تعرض في كثير من الموائد الثقافية·

لعل البعض منكم يرى في الأمسية تمرداً على المألوف، نعم· أتفق معكم·· إنه تمرد على المألوف ولم لا؟ فأنا إنسان أفكر ومن جملة أفكاري فكرة وليدة عصرها تقول: الإبداع يُخلق في كل لحظة ويتشكل في صور جديدة ومختلفة وغريبة·

أتمنى أن يكون اجتهادي محببا ويلامس مشاعركم·

نعرف جميعا بلا شك بأن القصة أداة إبداعية ناجحة تقتنص لحظات القلق والاختناق المعاصر في ظل تعاظم النفاق وكثرة الأقنعة، وإذا كنت أعيش في الحياة بدون رؤية واضحة وبدون أطروحات فكرية فسأكون بمثابة المنتحرة في نفق الكتابة مع وقف التنفيذ·

أريد أن أعكس في كتاباتي رؤيتي للأشياء من زاوية إنسانية عامة تتجاوز الإنسان العربي وتقفز فوق أسوار الإقليمية ولكنها بلا شك تنطلق من بوابة الوطنية، فالإنسان الذي لا يعرف قيمة أهله وناسه فإنه لن يعرف قيمة الآخرين·

نحن اليوم في أحضان أمسية قصصية تطرح موضوعا أصيلا يتمثل في البحر الذي يرمز الى الأصالة والامتداد والعمق في عيون كل شعوب العالم وليس في عيون  الكويتيين فقط·· ومع أن الروح الكويتية  اليوم تتنفس بقوة في هذه الأمسية إلا أن البحر يثبت تواصله فالتي تقدمني هي شاعرة من تونس بلد عربي بعيد عنا مكانيا، والتي ستقدم أداء قصصيا لإحدى قصص مجموعة رحيل البحر هي بريطانية تختلف في لغتها وثقافتها وعقيدتها عنا، وقد جاءت من بريطانيا لتقدم فقرة لا تتجاوز العشر دقائق·

هنا تظهر فكرة الامتداد وبناء الجسور والتواصل اللا محدود مع المحافظة على الكينونة الخاصة والاعتزاز بها وعدم الانسلاخ منها·

 

قراءة نقدية

 

وقدمت الكاتبة نجوى الهمامي قراءة نقدية في مجموعة "رحيل البحر" تناولت خلالها مفردات البحر الواردة في المجموعة عبر تقنية نقدية إحصائية تنتهي في النهاية الى مقاربة الواقع من خلال المضمون القصصي للمجموعة·

 

قراءة قصصية

 

وقرأ مجموعة من طلاب جامعة الكويت نماذج من قصص السنعوسي جاءت حسب العناوين التالية:

اختناق

يحمل جسده النحيل وسنوات الغوص والسفر الطويل·· يقف فوق الكرسي مستندا على الحائط·· عبثا يحاول ضبط ساعة الحائط يضع بطارية جديدة ولكن العقارب تظل صامتة وترفض الاستجابة يأتي حفيده··

- ماذا تفعل يا جدي·· الساعة مضبوطة·

يقف مذهولا·· يشعر بغصة تمنعه من الكلام·

 

عاصفة

 

يستلقي على سطح قاربه يستلذ برائحة البحر التي تنفذ الى أعماقه ينظر الى السماء يرى غيوما تبشر بمطر قادم! تتحول نسمات الهواء الباردة الى شيء آخر·· ينظر الى ساعته·· يتذكر موعد حقنة الانسولين لابد من العودة الى المدينة·· تهب العاصفة وتختفي الغيوم·· ويظل البرد متغلغلا في عظامه·

 

انتفاضة مغترب

 

ارتدى نظارته ليقرأ رسالة صغيرة كتبت بلون أحمر وضعتها زوجته قرب محفظته·· "حزمت امتعتي وغادرت المنزل، لا أفكر في العودة أبداً فقد سئمت ارتداء الثوب الباهت الذي أطفأ أنوثتي، كرهت المشاعر الصامتة·· لقد وجدت طريقا آخر هناك في عمق البحر"·

 

أداء قصصي

 

وقدمت الحكواتية البريطانية جانيت دولنغ أدا قصصيا متميزا لقصة من تأليف السنعوسي استخدمت فيها موهبتها في تمثيل الأحداث والإيحاءات وغيرها وكانت دولنغ تقدم هذا الأداء بلغة إنكليزية مع مفردات عربية قليلة، ومن ثم فإن فرقة حمد بن حسين للفنون الشعبية قدمت عرضا تراثيا متوهجا بعبق التاريخ الكويتي القديم وخاصة في ما يتعلق بالتراث البحري·

طباعة  

نعاني أزمة قراءة وليس أزمة نقد أدبي
اختتام ندوة الخطاب النقدي والمثقفون أول الغائبين

 
شاعر متصوف ورائد توثيق الحركة الأدبية
خالد سعود الزيد منارة تضيء سماء الكويت

 
شعر