رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 18 ا كتوبر 2006
العدد 1747

حاصلة على جائزة سعاد الصباح للقصة في عام 2001م
زهرة بوسكين: المثقف أطول عمرا وأبقى من السياسي

·         العمل الصحافي نموذج آخر للإبداع والبحث عن المتعة

حاورها محمد سعيد الريحاني:

" ما سبب تعدد اهتمامات زهرة بوسكين: الشعر والقصة والصحافة؟

- إنه الانفصام الجميل من خلال هذا التوزع الذي تتشكل منه ملامح زهرة الكاتبة والإعلامية، زهرة التي لا تستطيع أن تستغني عن القلم لكن النص هو الذي يختار شكله، المعاناة الابداعية ومخاض الكتابة لا يمنحاني فرصة اختيار شكل النص الذي أكتبه واحسني هكذا أكثر صدقا وحتى العمل الصحافي هو نموذج آخر للابداع وللبحث وللمتعة لكنه أكثر قسوة لأن الجميع بين الصحافة والكتابة من الأمور الصعب التوفيق فيها، هذا الجمع الذي يخلق بدوره معاناة جميلة وصراعا ألذ، لتبقى في كل هذه الفوضى زهرة كاتبة جزائرية تسعى لتبدع ولتعبر عنها وعن الآخر خدمة للأدب وللثقافة في بلدي الذي اكتب له كثيرا وأحبه بكل المعاني التي تحملها كلماتي ونصوصي·

" كيف جاءت زهرة بو سكين الى عالم القصة القصيرة؟ هل الأمر يتعلق بشكل من أشكال التجريب الإبداعي بحثا عن الذات؟ أم هو بداية الطلاق مع عالم الشعر والانتقال لتجريب أجناس ادبية اخرى؟

- عالم القصة جئته سنة 1992 وكانت أول قصة كتبتها عنوانها "تعويذة الولادة" تصور معاناة الكاتب في مجتمع لا يعرفها "المعاناة" وتلك السنوات تمثل بداياتي لكنني لم أترك الشعر ولن اتركه والقصة لم اذهب اليها لكنها جاءتني أنا أرى أن الشكل أيضا يفرض نفسه في كثير من  الأحيان فقط الكتابة القصصية تمنح للمبدع فضاء أرحب للتعبير وللإبداع والشكل الوحيد الذي أذهب إليه من باب التجريب هو الرواية وأنا بصدد وضع اللمسات الأخيرة لرواية اتعبتني كثيراً وأعيش تفاصيلها وأحداثها منذ أكثر من سنتين·

زهرة تكتبين الشعر وتكتبين القصة القصيرة والريبورتاجات هل خطر على بالك في يوم من الأيام هذا السؤال الذي يتطلب استراحة وخلوة وشجاعة في الإجابة قبل كل إصرار على إتمام المشوار: ما جدوى الكتابة؟ لماذا تكتب زهرة بوسكين ولا تكتفي بعيش حياتها كما تعيشها العامة من الناس؟

- لكم أرقني هذا السؤال وذات زمن من أزمنة الدم والضياع رأيت أن ذلك حتمية وأنه لا جدوى من الكتابة وسعيت للهروب لكنني لم استطع أن لا أكتب لم أستطع أن لا أكون وأن لا أتنفس، صحيح في الوطن العربي  يعاني الأديب كثيرا لكن لا يجب أن ننظر من هذه الزاوية لكي لا نقع في المحظور من اليأس لننظر الى الكتابة من زاوية التميز من زاوية التنفس هي الأكسجين الوحيد الذي ينعشنا والذي ليس في متناول الجميع·· هذا السلاح يمنحني القدرة على مواصلة الدرب·

" صدر لك سنة 2001 أول مجموعة قصصية بعنوان "زهرة والسكين" وهي مرآة صافية تعكس اسمك الفردي والعائلي "زهرة بو سكين" لدرجة أن طابع الكتاب قدمك للقارئ وعلى الصفحة الثانية من الكتاب على أنك عنوان الكتاب وعلى أن عنوان المجموعة القصصية هو اسمك  الكامل، أمام هذا التطابق أو التماهي، ألا تشعرين بأنك في هذه الحياة جئت لمهمة محددة سلفا وهي كتابة مجموعة قصصية تحمل كل سماتك بما فيها اسمك؟

- "الزهرة والسكين" مجموعة قصصية بها 20 نصا بدءاً من أول قصة كتبتها ونصوص أخرى متفاوتة زمنيا وإبداعيا وقد نالت في 2001 جائزة سعاد الصباح والخطأ الذي أشرت إليه هو مطبعي وكم جنت المطابع على مختلف الإصدارات لكنني أعتبره مصادفة جميلة رغم أن العنوان لا يختلف عن المجموعة سوى بحرف واحد وأردت هذا كي أعبر عن الجمال والعنف كي أصور ما تحمله نصوص المجموعة من حب وخوف من ألم وأمل خاصة في تلك المرحلة التي عاشت فيها الجزائر ظروفاً أمنية عصبية عبرت عنها في ثنائية الموت المباح·· في شهرزاد الزمن الأخرس وغيرهما·

"  القارئ لنصوص زهرة بوسكين لا تخفي عليه الأصول الشعرية للكتابة فكل نصوصك مونولوجات تستغني عن كل أشكال الحوار، هل يتعلق الأمر باختيار معين أم بقدر لا مفر منه؟

- يقال صعب أن تذهب من القصة الى الشعر لكن سهل أن تذهب من الشعر الى القصة أو الى النص المفتوح كما هي أغلبية نصوصي لذلك تبدو الأصول الشعرية واضحة في لغة الكتابة وأظن أنها تمنح للنص متعة وجمالية والأمر لا يتعلق باختيار معين لأنه لكل واحد منا قاموسه الإبداعي الخاص·

" من مجموعتك القصصية "زهرة والسكين" نقرأ في ختام نص "الصاعدون على جثث الاغاني" الأبيات الشعرية التالية:

يا أيها الصاعدون على جثث الأغاني

أمهلوني موتي قليلا

لألم بقايا الحياة بأجنحتي

فالرحيل  ثقافة عصفور

يفتش على مرفأ في الفصول

بعد أن فقد أرصفة المدينة خبزه

في رأيك لماذا يكرم المبدع أو المثقف في المجتمعات العربية بعد وفاته بينما يكرم السياسي في حياته؟

- هذا قدر المبدع أن يقضي حياته يحترق دون مقابل و"الصاعدون على جثث الأغاني مستقاة من واقع الناقد الجزائري محمد بوشحيط الذي يمكن إسقاط حالته على الكثيرين منهم أيضا الكاتب والناقد شريبط أحمد شريبط الذي يعاني حاليا من أزمة صحية ومن عجز كلوي ورغم ذلك لم يتوقف وصدر له أكثر من 14 كتابا آخرها منذ أيام ولكن لا أحد يقيمه الآن سوى أصدقاؤه الأدباء تقييما معنويا وعرفانا لخدمة الثقافة في الجزائر لكن أنا علي يقين بعد موته وهو عزيز علي وأتمنى له العمر الطويل، حينها سيرسم ملتقى ثقافي في عنابة باسمه وستخصص جوائز باسمه وسنلتقي جميعا نأكل ونشرب المشروبات ونتحدث عنه ونحتفي  بأسمه وهذا شيء مر جداً فلماذا لا يكرم هذا الرجل الآن وهو في قمة عطائه متحديا المرض؟ لماذا لا يتكفل به؟ لماذا··؟·· لماذا؟·· لماذا هذه صور تعكس واقع الأديب في الوطن العربي ككل لكن رغم كل شيء الأديب أطول عمرا من السياسي الأديب أبقى من السياسي الأديب لا يزول بزوال الأنظمة وبتغيير الأيديولوجيات·

" من تقاليد الحوار الصحافي تواضع المحاور لفائدة الضيف المحاور، لكن ما رأيك، في ختام هذا الحوار أن نقلب الأدوار لأسمع رأيك في نيتي إصدار كتاب يحمل عنوان "زهرات من المغارب العربي" هو سلسلة حوارات أجريت مع كاتبات من المغرب العربي يحملن نفس اسم "زهرة" بوسكين التي ستكون أولى ضيفات المتاب المرتقب؟

- زهرات من المغرب العربي التفاتة متميزة وبناءة وأكون جد ممتنة بتواجدي ضمن هذه السلسلة وأكيد كل الزهرات ستفوح وستهدهد برحيقها القارئ لأن  الربيع يرسمه لها كاتب متميز وجاد وسعيد وله رياحينه·

طباعة  

التوازي وخاصية التكرار في مقاطع من شعر دخيل الخليفة
قراءة في المستوى المعجمي والإرث التاريخي للعبارة الدالة

 
شعراء مصريون يفتحون النار على مؤتمر الشعر الأول في القاهرة
لجنة الشعر تتحدث عن افتراءات ··وأدباء يتهمونها بالانغلاق والنفعية

 
استراحة رمضانية
الهاربون بعيداًعن ومن العيد!

 
البصرة مدينة لا مرئية