رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 18 ا كتوبر 2006
العدد 1747

شعراء مصريون يفتحون النار على مؤتمر الشعر الأول في القاهرة
لجنة الشعر تتحدث عن افتراءات ··وأدباء يتهمونها بالانغلاق والنفعية

   

 

بقلم أيمن القاضي:

حالة من البلبلة تسيطر على الدورة الأولى لـ مؤتمر الشعر العربي الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة في مصر، خاصة بعد تأجيل عقده من5  نوفمبر المقبل إلى فبراير 2007، بسبب الحالة الصحية للدكتور جابر عصفور، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وسفره للعلاج في توقيت عقد المؤتمر· المؤتمر بشكل عام، يعتبره العديد من الشعراء مجرد كرنفال من كرنفالات المجلس، ويرون أن جائزة المؤتمر ستخضع لاعتبارات سياسية· كما أبدى البعض تشاؤمهم نظرا لهيمنة لجنة الشعر في المجلس على تنظيم المؤتمر· وازدادت نبرة الانتقاد بعد نشر قائمة بأسماء الشعراء المصريين المزمع مشاركتهم ومعظمهم أعضاء بلجنة الشعر، حتى وصل الأمر بالبعض للدعوة لمقاطعة المؤتمر· في هذا التحقيق محاولة لاستطلاع وجهة نظر المنظمين، وعدد من الشعراء الغاضبين·

يتعجب الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، مقرر لجنة الشعر في المجلس الأعلى للثقافة، من الافتراضات التي تحيط بالمؤتمر قبل تنظيمه، ويقول إنه حتى اللحظة لم يتفق على أسماء الشعراء المشاركين· والقول بأن هناك ظلماً للشعراء الشباب لا يستند الى الحقيقة· فما حدث هو قيام جريدة مصرية كبرى بنشر أسماء المشاركين من مصر، ولكن الأسماء كانت من بنات أفكار المحرر· ونحن الآن نفكر في المشاركين العرب والأجانب لأن دعوتهم تحتاج إلى وقت طويل·

ويقول حجازي: "لا نحتاج إلى تعيين أسماء المشاركين من الشعراء المصريين من الآن، والمؤكد أن اللجنة ستراعي تمثيل الأجيال والتيارات المختلفة، فهي قاعدة لا خلاف عليها· ويصح أن نفكر من الآن في أسماء النقاد لأنهم سيشاركون بدراسات لا بد أن يستعدوا لها، أما الشاعر فليس محتاجا لكي يستعد من الآن"·

ويضيف حجازي: "لا بد أن يكون المؤتمر علامة مهمة في حركة الشعر المصري، مشيرا إلى أن لجنة الشعر خلال الإعداد، راعت مبادئ، على رأسها أنها لا تمثل نفسها، وإنما تمثل حركة الشعر بتياراتها وأجيالها المتعددة، لذا وجب احترام التنوع· وعند تعييني مقررا للجنة الشعر حرصت على أن تضم اللجنة عددا من الشعراء الشباب·

وأعرب حجازي عن أمله في أن تشارك في المؤتمر أهم الأصوات الشعرية المصرية وأسماء لها أهميتها في العالم وقال: "إن لجنة الشعر حرصت على أن يشارك المسؤول عن مهرجان شاميديين في كولومبيا لمبادراته المستمرة بدعوة الشعراء المصريين للمشاركة في المهرجان منذ10  سنوات، وكذلك وجهت الدعوة إلى الشاعر الأميركي الشهير سام هايد، وهو الذي قاد حملة الشعراء الأمريكيين والأوروبيين ضد الرئيس بوش بعد إعلانه الحرب على العراق"·

أضاف حجازي: "ومن المبادرات الجديرة بالذكر ما قررته مؤسسة شبار كولار، إحدى المؤسسات الثقافية الكبرى في إسبانيا التي رأت أن تنتهز فرصة انعقاد المؤتمر كي تعلن عن نتائج جوائزها الشعرية والأدبية في إطاره بالقاهرة، وتجعلها فرصة لمشاركة الشعراء الإسبان في الأمسيات التي ستقام· الآن نحاول مخاطبة الإسبان لتأجيل مشاركتهم إلى الموعد الجديد أو اذا كان لا بد من إعلان جوائزهم لهذا العام فيمكن أن نقترح عليهم برنامجا مشتركا وترتيب لقاء بين شعراء مصر وشعراء إسبانيا في المجلس الأعلى للثقافة ومكتبة الإسكندرية يعلن من خلاله الإسبان عن جوائزهم·

على الجانب الآخر يرى الشاعر رفعت سلام أن تأجيل المؤتمر تم لأسباب شخصية تخص جابر عصفور، وهو ما يكشف عيوب مثل هذه المهرجانات التي تتحكم فيها الاعتبارات الخاصة، سواء في اختيار الشعراء أو التأجيل أو حتى الإلغاء· وأضاف أن لجنة الشعر التي يختارها جابر عصفور لا يعترف بها أحد في مصر كممثلة للواقع الشعري، خاصة أنها مشكّلة من مجموعة من المحافظين الذين لم يوجهوا انتقادا واحدا في حياتهم لا لجابر عصفور ولا لسياسة الدولة الثقافية· وطالب رفعت سلام بضرورة ألا تأتي المبادرات بشكل فردي شخصي، مستشهدا بما حدث عندما أقيم مؤتمر الشعر الأول منذ عشر سنوات· كان هناك شبه اتفاق أن ينعقد بالتبادل مع مؤتمر الرواية، ولكن خرج عصفور بفكرة في ذلك الحين أن هذا الزمن هو زمن الرواية، فقرر من تلقاء نفسه وبشكل فردي إلغاء مؤتمر الشعر، والآن يعود الى هذا المؤتمر دون أن نفهم لماذا ألغي منذ البداية، ولماذا عاد به الآن؟

ويقول الشاعر يسري حسان: إن هذه الأزمة ظهرت بسبب انغلاق لجنة الشعر على ذاتها في اختيار أكبر عدد من الشعراء من داخل اللجنة نفسها، سواء في تشكيلها الحالي أو السابق، واصفا تأجيل المؤتمر بأنه محاولة من جابر عصفور لتأجيل الفضائح أطول فترة ممكنة أمام العالم العربي، متهما لجنة الشعر بعدم الأهلية لتنظيم ندوة صغيرة فما بالنا بمؤتمر عربي كبير· وخذ مثلا دور اللجنة في جوائز الدولة الخاصة بالشعر وبخاصة التشجيعية، فنجد أن كافة المستندات تؤكد التجاوز وأنها تمنح لمن لا يستحق، ولا يتم الالتزام بقانون الجائزة الذي يشترط عدم مرور 3 سنوات على طباعة الديوان المرشح للفوز· ورغم ذلك منحت الجائزة لشعراء تقدموا بدواوين مر عليها20  عاما، ناهيك عن دعوات لحضور مؤتمرات عالمية يقتصر توزيعها على أعضاء لجنة الشعر دون غيرهم، ويستبعد الشباب المتحمس والطامح للانتشار والتعلم· يضيف يسري حسان: الشاعر حلمي سالم الذي اختارته اللجنة للسفر الى كولومبيا في سنة من السنين بناء على دعوة رسمية لحضور المهرجان العالمي للشعر، لم يسافر لأسباب غير مقنعة، الأمر الذي فوت إمكانية السفر على زميل آخر له· والغريب، أن اللجنة اختارت نفس الشاعر للسفر إلى كولومبيا في العام التالي·

ودعا حسان كافة الشعراء إلى مقاطعة أنشطة المؤتمر من ندوات وفعاليات، على أن تكتفي لجنة الشعر بأعضائها ومن يدورون في فلكها وأن تتحمل مسؤولية اختيارها لشعراء يمثلون مصر في المؤتمر، وهم لا يستحقون·

من جانبه يقول الشاعر عبد المنعم رمضان "لا أعلق على ما يشاع عن المؤتمر" ولكن ما أتمناه أن يتعايش مؤتمر الشعر العربي الأول مع الأحداث التي تعيشها المنطقة وأن تعنى دورته بـ "الشعر اللبناني" ويكون لبنان ضيف شرف هذه الدورة دعما لصموده ومقاومته، وهذه ليست مجاملة، فالشعر في لبنان طويل القامة وله ثقله·

ويستطرد رمضان: "إذا كان المنظمون اشترطوا على أنفسهم عددا معينا من الشعراء لكل دولة، أرجو ألا يتم ذلك مع لبنان، أتمنى أن تتجرأ أو تتجرد لجنة الشعر من حصر جائزة المهرجان بمجموعة من الأسماء على غرار مؤتمر الرواية، وأن تكون الأسماء الكبيرة في الشعر ضمن لجنة التحكيم، بحيث تمنح الجوائز للأجيال الشابة وأن يكون من بينها أيضا لبنان· ولفت رمضان الى وجوب عدم تنحية قصيدة النثر باعتبارها شيئا مزعجا، واعتبارها قاسما مشتركا أساسيا وشريكا في صناعة الشعر حاليا·

أما الشاعرة نجاة علي، وهي تتحدث بوصفها شاعرة وليس بحكم عملها في المجلس الأعلى للثقافة فتقول: "يمكن للمؤتمر أن يكتب له النجاح عبر استقطاب الأجيال الشابة"· وكان يجب تكوين لجنة فرعية من الشباب تنسق مع لجنة الكبار الكلاسيكيين للوصول إلى النتائج المرجوة تعود بالفائدة على الجميع، فالخلاف يثري ولا يفسد للود قضية"· وتضيف نجاة: "غريب ان يتم الاعتراف بالنماذج الجيدة من الشعراء المصريين الشباب في الخارج ولا يأخذون حقهم داخل بلدهم"·

وبنبرة تشاؤم يقول الشاعر شعبان يوسف "إن لجنة الشعر بقوامها وأعضائها المختارين بدقة وعناية شديدتين إذا كانوا سيقومون بتنظيم هذا المؤتمر فنتيجته الفشل، لكن اذا تم تدارك ذلك بتشكيل لجنة موسعة ديمقراطية تمثل كافة التيارات وترفع أيدي أعضاء لجنة الشعر عنها، يمكن إعادة صياغة المؤتمر عبر اختيار شعراء جيدين وليس شعراء إعلاميين"· وأوضح يوسف أن الــ15 شاعرا الذين يضمهم المؤتمر هم نفس الشعراء الذين يظهرون في كل احتفالية وبرنامج· أما الجائزة فالغريب، كما يرى شعبان، "أننا نعرف من الآن لمن سيتم إعطاؤها، حيث قررت اللجنة سلفا منح الجائزة للشاعرين سعدي يوسف ومحمود درويش، وهو اختيار سياسي غير موضوعي ودون اعتبارات علمية، وأخشى أن تتكرر حادثة مؤتمر الرواية والمدينة" عندما رفض صنع الله إبراهيم قبول الجائزة وأحرج القائمين على المؤتمر، والأكثر من ذلك أن أحمد عبد المعطي حجازي مقرر لجنة الشعر، لم يفعل شيئا إيجابيا سوى الصراعات التي تدب في لجنة الشعر·

 

عن موقع:www.jehat.com

وصحيفة الشرق الأوسط

طباعة  

التوازي وخاصية التكرار في مقاطع من شعر دخيل الخليفة
قراءة في المستوى المعجمي والإرث التاريخي للعبارة الدالة

 
حاصلة على جائزة سعاد الصباح للقصة في عام 2001م
زهرة بوسكين: المثقف أطول عمرا وأبقى من السياسي

 
استراحة رمضانية
الهاربون بعيداًعن ومن العيد!

 
البصرة مدينة لا مرئية