| أن تعيش بلا وطن هذا يعني أنك تعيش بلا معنى، ومن منا يرضى أن يكون بلا معنى···
أن تفرح وأنت ترى آلاف من الأطفال يتألمون من الأحزان هذا يعني أنك تعيش بلا إحساس، ومن منا يرضى أن يعيش بلا إحساس···
وبعد من منا يستطيع أن يتصور أو يتخيل تلك الحياة القاسية التي يعيشها (البدون)·· معاملة أورثت هؤلاء الفئة نصيبا لا بأس به من الكآبة والأحزان ونظرة جعلتهم يعيشون في مأتم وعزاء وعويل مع قدوم كل مولود لهم والسبب حرمان هذا المولود من الحصول على شهادة ميلاد، بكاء وعويل لأن مستقبل هذا المولود ضياع مع مرتبة الشرف ما لم تحل هذه القضية التي استغربت كيف لا تحل وفي بلدي نخبة من الأخيار كيف؟ لا تحل وفي بلدي أناس يطالبون بالعدل ويشاركون في ندوات حقوق الإنسان···؟
قضية البدون وأدت الكثير من الطاقات المفيدة وجعلت الكثير من شبان البدون في حالة من القلق والاكتئاب كيف لا وهم في حالة منع دائمة؟ (البدون) ممنوع من الحصول على رخصة قيادة وممنوع من السفر وممنوع من الدراسة الجامعية في جامعة الكويت·
كلمة (بدون) كلمة صغيرة إلا أنها أثقل من الجبال الراسيات تتخيل لو وقفت أمام نقطة تفتيش وأنت لا تملك إثباتا أو رخصة قيادة·
تخيل لو طرق عليك الباب ليس زائراً بل رجل يطالبك بسداد الإيجار وأنت لا تملك ثم تخيل حفظك الله كم عدد الشبان الذين يفكرون في الانتحار والسبب لأنهم من فئة البدون، وتتخيل كم عدد الفتيات اللواتي اتجهن إلى الممنوع؟ والسبب تلك القضية التي يتناولها الكثير وكأن تناولها ضرورة من ضروريات الحياة·
كلمة (بدون) هي أن تقف في كل صباح وتنادي بأعلى صوتك "الراحمون يرحمهم الله··· الراحمون يرحمهم الله" ثم تذهب لتعود وتقول في المساء: "أفضل المعروف إغاثة الملهوف··· أفضل المعروف إغاثة الملهوف قضية البدون باتت في أمس الحاجة إلى التدخل وإنصاف هذه الفئة التي تعاني من الألم الكبير·
والحق يقال والشيء بالشيء يذكر نحن في بلد يعد بحرا من بحور الكرم ونبعا من ينابيع العطاء وجدولا من جداول الحنان ولكن هل جفت البحور أم ضاقت الينابيع أم نضبت الجداول أمام هذه الفئة وإذا كانت قضية البدون تنقسم إلى أقسام عديدة فإن هناك قسمين هما صلب هذه القضية أما القسم الأول فهو القضية من الناحية الإنسانية ويشمل الحصول على هوية رخصة قيادة والحصول على فرص عمل وكذلك الحصول على شهادة ميلاد وإعطاؤهم حقوقهم في الدراسة وكذلك العلاج والسكن· أما القسم الثاني: القضية من الناحية الأمنية فلا شك أن وطننا عزيز علينا ولا أحد منا يقبل أن يكون هذا الوطن كنزا يأخذ منه فقط ولكن هناك فئات يجب النظر إليهم كالعاملين في السلك العسكري وأبناء الكويتيات وأبناء الأسرى والشهداء وحملة إحصاء 65 وما قبل وأصحاب الأعمال الجليلة وغيرهم من المستحقين لتنتهي القضية التي ينتظر الكثير إنهاءها بفارغ الصبر ثم وليتذكر البعض أن الظلم عاقبته وخيمة وأن الله حرم على نفسه الظلم وكما يقول أحد الشعراء·
لا تعجبوا للظلم يغشى أمة
فتنوء منه بفادح الأثقال
ظلم الرعية كالعقاب لجهلها
ألم المريض عقوبة الإهمال
وأخيراً ربما تناولنا هذه القضية كثيراً على أمل أن تحل وتعود الشمس بأشعتها لتداعب الأبرياء··· |