رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 يونيو 2007
العدد 1778

الانقلاب العسكري يقوّض فرص تركيا في الانظمام إلى الاتحاد الأوروبي

                                                                            

 

·         تركيا أشبه بباخرة تبحر شرقا بينما أقلية من الركاب تهرول نحو المؤخرة "غربا"!

·         حكومة أردوغان "الإسلامية" أكثر انفتاحا على الغرب من أية حكومة علمانية سابقة

·         "الإسلاميون" في تركيا والشرق الأوسط أسرع من العلمانيين في فهم المتغيرات والاستجابة لها

 

بقلم: أتش· دي· أس· غرينواي:

يقول البعض إن تركيا أشبه بباخرة في المحيط تبحر شرقا مع وجود أقلية من ركابها تهرول باتجاه مؤخرتها على أمل مواصلة المسير غربا، نحو الاتحاد الأوروبي·

فحكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ذات الميول الإسلامية مع "حزب العدالة والتنمية" الذي يتزعمه، ظلت تكافح من أجل إجراء الإصلاحات الديمقراطية التي من شأنها أن تجعل تركيا المسلمة، أكثر جاذبية في نظر الاتحاد الأوروبي· ولكن أوروبا تجعل الأمور أكثر صعوبة على تركيا لدخول الاتحاد الأوروبي، عاما بعد عام· وفي هذه الأثناء، يتضاءل عدد الأتراك الذين يؤمنون بأن عضوية الاتحاد الأورروبي تستحق كل هذه التضحيات من تركيا·

ومن المؤكد أن تعطي الأزمة التركية الراهنة على انتخاب رئيس الجمهورية، مزيدا من الذخيرة لخصوم تركيا في أوروبا· وربما بالغ أردوغان في دعم ترشيح وزير خارجيته عبدالله غول لمنصب الرئيس، ولكن تدخل الجيش باسم العلمانية، في تسمية الرئيس، والذي كشف عنه ترشيح غول، خلق شكوكا "أوروبية" حول استقرار تركيا· والملايين الذين تظاهروا ضد أسلمة الدولة، يعطون الإشارة على قوة العلمانية في البلاد، ولكن أي انقلاب يقوم به الجيش سيقضي على فرص تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي·

 

شكوك عميقة

 

فما يسمى بالنخبة العلمانية المكونة من أتراك متغربين WESTERNIZED TURKS والتي تعتبر العلمانية دينا لها، تنظر لحكومة أردوغان بشكوك عميقة بسبب جذورها الإسلامية· ومع ذلك، فقد أثبتت حكومة حزب العدالة والتنمية أنها ذات فكر متفتح وأكثر موالاة للغرب أكثر من أية حكومة علمانية سبقتها· ولكن بالنسبة للعلمانيين، وخاصة للنساء اللواتي يصبحن أكبر الخاسرات في حال أسلمة الدولة، فإن انتخاب غول الذي هو مرشح أردوغان، رئيسا للجمهورية سيضع الكثير جدا من السلطات في يد حزب يستند إلى الدين·

لقد بدأ التحديث في تركيا كردة فعل على هزيمة الجيش· فانهيار الإمبراطورية العثمانية والهزائم المتواصلة على يد دول مسيحية، قاد الجيش إلى التحديث ثم أجبر الدولة على أن تتبع خطاه· وكما حدث في أوروبا المسيحية، فقد تزامن الحديث مع نمو المشاعر المناهضة للدين·

لقد حقق مصطفى كمال أتاتورك، أحد أبطال الحرب العالمية الأولى، قفزة عظيمة نحو العلمانية، وأنشأ جمهورية حديثة من بين ركام الإمبراطورية العثمانية في عام 1923· فقد غير لغة الكتابة إلى الأحراف الرومانية، وحظر ارتداء الزي الشرقي التقليدي، من أجل رفع أبعاد الدين والتقاليد عن السياسة في تركيا·

ومنذ ذلك الحين، ظلت الطبقة العلمانية ذات الميول الأوروبية تعارض خلط الدين بالسياسة· وبالنسبة لهم، يمكن السماح للحزب الحاكم أن يكون ذا جذور إسلامية، ولكن الرئاسة في نظرهم هي "بيت أتاتورك" وأية محاولة للسيطرة عليها من قبل حزب العدالة والتنمية، تشكل مخالفة للأعراف وقلبا للتوازنات في الدولة·

 

تسييس الحجاب

 

ومع ذلك، فسيكون من الخطأ، اعتبار علمانيي تركيا ديموقراطيين بالمفهوم الغربي· فبعضهم مناهض لأوروبا، وبعضهم يرغب في تولي الجيش السلطة وطرد الإسلاميين خارج البرلمان· ففي العرف التركي، فإن الدين مسخّر لخدمة الدولة وليس العكس· ولكن وفقا للمؤرخ البير أورطايلي، لاتزال تركيا تفتقر لتقاليد المجتمع المدني·

ومن المآّخذ العلمانية على المرشح الحداثي والمعتدل عبدالله غول أن زوجته ترتدي الحجاب· فالمعروف أن علمانيي تركيا يعارضون الحجاب، وهكذا، فقد عمد كلا الفريقين الأساسيين على المسرح السياسي التركي، إلى تسييس الحجاب·

ومع ذلك، فإن المسألة لا تقتصر على خلاف بين الأحزاب الإسلامية والعلمانية، بل لها علاقة بالنزاع بين الريف والمدينة وبين التقاليد والحداثة وبين الأغنياء والفقراء· فمعظم قوة حزب العدالة والتنمية تتركز في الأحياء الفقيرة المحيطة بالمدن والتي استقر فيها المهاجرون من الريف إلى المدن· وحتى تتعقد المسألة أكثر وأكثر، هناك طبقة ناشئة من رجال الأعمال التقليديين ممن حققوا الثروة في تركيا الجديدة، لكنهم ليسوا من النخبة العلمانية·

ويبدو أن حزب العدالة والتنمية "أكثر دراية" بمحنة الأتراك التقليديين الذين هم في الغالب من المتدينين والفقراء، كما يقول الأستاذ في جامعة بيلجي إيلتار توران، الذي يضيف، أنه "أي الحزب"، "أسرع في تلمس احتياجات هؤلاء الناس"·

وهكذا، تبدو الصورة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها؟ فالأحزاب الدينية، كحركة حماس في فلسطين و"حزب الله" في لبنان وحركة الإخوان المسلمين في مصر، "تفهم الوضع" بسرعة، بينما يبدو العلمانيون بطيئون في فهم التغيرات وأكثر بطئا في الاستجابة لها وفي تلبية احتياجات الناس· وفي الشرق، ربما تصب الديمقراطية في صالح الإسلاميين، أينما أتيحت الفرصة لقول كلمتها بحرية عبر صناديق الاقتراع·

ويجب على أوروبا أن تعتبر نفسها محظوظة لوجود هذا الحزب المعتدل والمسالم والموالي للغرب··· حزب إسلامي ولكنه ليس متأسلما· إنه حزب العدالة والتنمية الذي يحكم في تركيا الآن· وإذا ما حرم هذا الحزب من السلطة بوسائل غير ديمقراطية فإن السفينة التركية ستتجه شرقا بأقصى سرعة وسوف يغلق الاتحاد الأوروبي موانئه في وجهها·

عن: انترناشيونال هيرالدتربيون

طباعة  

مع أنه ألحق أكبر الضرر بإسرائيل وبالسلام...
الجميع في إسرائيل يبحث عن شارون جديد

 
ابتداء بالرئيس وانتهاء بأصغر مراسل صحافي..
الكل يلوم الكل في أمريكا بسبب تعثر المهمة في العراق