رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 13 يونيو 2007
العدد 1778

مع أنه ألحق أكبر الضرر بإسرائيل وبالسلام...
الجميع في إسرائيل يبحث عن شارون جديد

                                        

 

·         أفضل للإسرائيليين أن يكونوا أيتاما في حضن أولمرت من أن يحكمهم زعيم مقامر

·         شارون مسؤول عن تدمير معسكر السلام الفلسطيني وتقوية حركة حماس وحزب الله

·         طالما بقي الاحتلال سيطور الفلسطينيون أشكالا جديدة للمقاومة

 

بقلم: جدعون ليفي

مرة أخرى، تضرب الإسرائيليين موجة واسعة من الرغبة في إيجاد "رجل قوي"· وبدأت تسمع الأصوات من كل زاوية في اليمين واليسار، التي تفتقد أرئيل شارون، كأصوات أطفال يحنون إلى والدهم الذي غادرهم منذ وقت طويل· وبدأت تسمع من يقول "لو كان شارون موجودا لانتهت الحرب بشكل مختلف"· و"لو كان شارون موجودا لوضع حدا لصواريخ القسام"·

ولكن دعوني أقولها بوضوح: "إنني أفضل أن نكون أيتاما في ظل رئيس الوزراء إيهود أولمرت أفضل من أن يكون رجل من أمثال أرئيل شارون زعيمنا· فالفضل يعود لشارون أن "حماس" الآن، تسيطر على قطاع غزة· وسيكون "حزب الله" ناكرا للجميل أن لم يقدم الشكر لهذا الرجل الذي كان السبب في اشتداد عود الحزب على الساحة اللبنانية· وهنا في إسرائيل، فإن "سيدروت" مدينة لشارون في سقوط صواريخ القسام فوق رؤوس سكانها· فأولئك الذين يفتقدون شارون اليوم هم الذين يفضلون القوة الغاشمة والبلطجة والاعتداء على الآخرين، وهو ما قادنا إلى حافة الهاوية· وهكذا، فإن إسرائيل تحن إلى الرجل الأخطر في تاريخها، الرجل الذي جلب لها الدمار أكثر من أي شخص آخر·

 

لغة القوة

 

لقد قضى شارون خلال ست سنوات من توليه رئاسة الوزراء، على آخر فرصة لوجود شريك سلام فلسطيني· فقد شنت إسرائيل في عهد شارون، الحرب على منظمة التحرير الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى إضعاف هذه المنظمة العلمانية التي تؤمن بالحلول الوسط، وتقوية الحركات الإسلامية وعلى رأسها حركة حماس، تماما كما أدت حرب لبنان الأولى إلى تعزيز موقع "حزب الله"· فمن المسؤول عن كل ذلك؟ إنه شارون بالطبع·

وتحت قيادة شارون، قام جيش الدفاع الإسرائيلي بتدمير كل مؤسسات الكيان الفلسطيني الهش من مقرات الشرطة وحتى مكاتب الخدمات الاجتماعية· وبالنسبة لياسر عرفات، الرجل الوحيد الذي كان قادرا على إقناع شعبه بتسوية تاريخية، فقد قضينا عليه كزعيم، دون أن يسأل أحد في إسرائيل عن البديل لمنظمة التحرير، أو لعرفات· لقد اعتقلنا مروان البرغوثي وأصدرنا عليه أحكاما عالية في السجن وهو الزعيم السياسي الواعد، إضافة إلى عدد كبير من النشطاء السياسيين الذين كانوا يدعون من أجل السلام· كما حرمنا خليفة عرفات، محمود عباس الذي يعتبر واحد من أكثر القادة الفلسطينيين اعتدالا، من فرصة تعزيز سيطرته، ولا نسمح له بتحقيق أي إنجاز أمام أبناء شعبه الذين يعانون من الاحتلال·

شارون هو المسؤول عن كل ذلك· فإسرائيل في عهده، لم تعرف سوى لغة القوة والعمليات العسكرية من عملية "الدرع الواقي" إلى الجدار الفاصل· ثم جاء الانسحاب من غزة الذي قرره شارون من جانب واحد· لقد تجاهل شارون معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على نحو عنصري ومتعال، وتجاهل احتياجات هذا الشعب وتطلعاته وتجاهل قيادته وسحب قوات جيش الدفاع والمستوطنين دون أي اتفاق ودون إعطاء أي أمل بالمستقبل، بل فعل ذلك من أجل تعزيز قبضة إسرائيل على الضفة الغربية والقدس·

لقد دمرنا كل شيء وغادرنا سجن قطاع غزة وأغلقنا أبوابه خلفنا· وظلت بوابات هذا السجن محكمة الإغلاق كما كانت دائما·

 

تحريض إسرائيلي

 

ولا عجب في أن يلجأ شعب داخل سجن كبير ويعاني من الجوع والظروف الصعبة، ولا مخرج له، لا عجب أن يتحول إلى الفوضى والعنف· وحين جرت الانتخابات، ولم يكن من المفاجىء أن تفوز حركة حماس الذي أدى إلى فرض عقوبات ظالمة ومقاطعة اقتصادية للحكومة الفلسطينية من المجتمع الدولي وبتحريض من إسرائيل، حتى بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية· وهكذا بدت الحرب الأهلية وصواريخ القسام غير بعيدة، وربما يكون القادم أخطر· فما الذي توقعه شارون في استبدال شكل من أشكال الاحتلال بشكل آخر؟

ولو كان لا يزال شارون رئيسا للوزراء، لأمر الجيش الإسرائيلي بغزو غزة مرة أخرى، كما فعل عام 2002 حين اجتاح جنين ونابلس ونشر الموت والدمار هناك· وإذا فعلنا ذلك، فربما يتوقف انطلاق صواريخ القسام لبعض الوقت، ولكن في ظل الفقر والدمار واليأس، سينطلق بشكل جديد من أشكال المقاومة العنيفة·

ولو كان شارون موجودا لقضى على ما تبقى من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية· وحينها لما كان أحد في إسرائيل قد تساءل عن البديل· وهذا لا يعني أن حكومتنا الراهنة برئاسة أولمرت لا تمارس البلطجة مثل خطف وزير التعليم الفلسطيني تحت جنح الظلام وقصف محلات صرف العملة في غزة· ولكن أولمرت أحجم - حتى الآن على الأقل - عن المضي حتى النهاية في الطريق الذي كان يسلكه شارون· فكم هو أمر يستدعي الفرح - نسبيا وبصورة مؤقتة - أن نكون - نحن الإسرائيليين - أيتاما في حضن إيهود أولمرت، على أن يتولى قيادة الدولة رجل مثل شارون·

عن: هآرتس

طباعة  

ابتداء بالرئيس وانتهاء بأصغر مراسل صحافي..
الكل يلوم الكل في أمريكا بسبب تعثر المهمة في العراق

 
الانقلاب العسكري يقوّض فرص تركيا في الانظمام إلى الاتحاد الأوروبي