رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 مايو 2007
العدد 1773

تحليل سياسي
تدويل وتفكيك من البوابة اللبنانية

·      خلال عام ونصف ربما ستكون ساحة المعركة لبنان وسورية لا إيران!

 

معقل زهور عدي*

بعد التصريحات والتسريبات التي رافقت زيارة نيكولا ميشال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبيروت، أصبح شبه مؤكد أن مجلس الأمن مقبل على اتخاذ قرار بتشكيل محكمة دولية وفق الفصل السابع، وتلك خطوة ينبغي التوقف مليا عند دلالاتها ونتائجها على صعيد مستقبل لبنان وسورية·

بمنظار الصراع الجاري في لبنان والذي وصل الى نقطة الاستعصاء، يعتبر تشكيل المحكمة الدولية إشارة لتورط الدول الكبرى بصورة أعمق في الداخل اللبناني، وهو تورط لن يكون من السهل الانسحاب منه·

ولبنان منذ لحظة إقرار المحكمة الدولية لن يعود لبنان قبل المحكمة· لبنان قبل المحكمة هو بلد يحتفظ الفرقاء فيه بهامش من استقلالية الحركة بغض النظر عن مساحة ذلك الهامش، أما لبنان ما بعد المحكمة فسيندمج فيه كل فريق بطرف دولي بطريقة لا تدع له هامشا حقيقيا للقرار·

ففريق 14 مارس "آذار" لن يعود بإمكانه تعديل الأجندة الأمريكية المرسومة للبنان بل تنفيذها، وحتى قبل إقرار المحكمة شهدنا كيف عدل ذلك الفريق عن موقفه من سلاح حزب الله ليصبح متطابقا مع الموقف الدولي في الدعوة لتجريد حزب الله من السلاح، وفي المقابل فقد جاء رد حزب الله سريعا (لقد ذهبتم الى أبعد مدى في التطابق مع الأهداف الأمريكية - الإسرائيلية)·

من جانبه سيندفع حزب الله في سعيه للدفاع عن نفسه للتطابق هو الآخر مع الطرف الداعم له أعني سورية وإيران شاطبا الهامش المستقل الذي كان يتحرك من خلاله· وما سعت من أجله قوى 14 مارس "آذار" - الحرية، السيادة الاستقلال - حصدت عكسه تماماً، وتكرس لبنان ساحة للصراع أكثر من أي وقت·

لكن على الأرض ماذا سيضيف تورط الدول الكبرى، وكيف سيتم تعديل ميزان القوى؟ ربما لا أحد يعرف تماما· على الأرجح في المرحلة الأولى لا شيء سوى محاولة ردع حزب الله بالتلويح بضربات جوية، وزيادة عدد وكفاءة قوات اليونيفيل في الجنوب، ومحاولة نشرها على الحدود السورية·

هذا يعني أن الصراع في لبنان لن يحسم في النهاية من الداخل، وهنا يأتي الدور على سورية·

حين سأل مذيع الجزيرة السيد سيمور هيرش الصحافي الأمريكي الواسع الاطلاع عن النوايا الأمريكية الحقيقية تجاه الحكم في سورية أجابه ببرود وثقة (ليس الآن بل في 2009)، فإذا تذكرنا ما قاله السيد نيكولا ميشال من أن تشكيل المحكمة سيحتاج لسنة تقريباً، يكون لنا أن نقدر أن عاما ونصف العام - ربما - يفصلنا عن الهجوم الدولي الذي يجري التحضير له تحت راية العدالة والقرارات الدولية، وإذا لم تحسم مسألة تحجيم إيران النووية خلال تلك الفترة فربما تكون ساحة المعركة في لبنان وسورية وليس في طهران·

من جهتها، فقد اختارت إيران التصعيد الحذر لتظل ممسكة بزمام المبادرة، وستعمل كل ما في وسعها لتعزيز التحالف مع حزب الله وسورية وتحصين تلك الجبهة من الاختراق· لكن يبقى الوضع في العراق كجرح نازف في الاستراتيجية الأمريكية، ومعه يبقى السؤال الى متى ستظل الإدارة الأمريكية الحالية قادرة على تحمل الخسائر بما في ذلك تدهور شعبيتها الى أدنى حد؟!

فوق يوميات الصراع يبدو التدويل استكمالا لمشروع الهيمنة الأمريكي المتعثر في العراق، وربما إعادة اكتشاف أدوات جديدة لذلك المشروع، أدوات أقل كلفة وأكثر مشروعية، وهو في حقيقة الأمر جزء من الاستراتيجية الأمريكية لتفكيك الدول في المنطقة وإلغاء مقومات السيادة الحقيقية لها· دول مفككة بفيدراليات وسلطة مركزية واهية، وحكام أشبه برؤساء بلديات، وحدود مفتوحة بدون حدود·

وريثما تنضج الظروف للحملة القادمة بعد عام ونيف، لا تضيع الولايات المتحدة الوقت في إرسال الرسائل المخادعة لسورية، من أجل منع الحكم من التفكير في مخارج حقيقية لتحصين البلاد، يأتي في مقدمتها مراجعة الوضع الداخلي، وإشراك الشعب في الدفاع عن بلده، وقبل ذلك إطلاق الحريات العامة، والمصالحة الوطنية، وإنهاء الفساد·

بعد نحو عام ربما تكون قد ضاعت آخر الفرص لإصلاح الوضع الداخلي، وحينها قد نكتشف أن نشوة الانتصار التي يشعر بها البعض لدى قدوم الوفود الأمريكية والأوروبية الى دمشق لم تكن في محلها، بل كان ذلك مقصوداً كجرعة للتخدير وتمرير الوقت ريثما تكتمل الاستعدادات لفتح الصراع، لكن ذلك الاكتشاف سيكون متأخراً للغاية·

*عن نشرة كنعان الالكترونية:

 www.Kanaanonline.org

(21 نيسان - أبريل 2007)

طباعة  

في مصر والسعودية والبحرين وسورية:
المعارضة الحقيقية قد تكون معارضة كتاب المدونات!

 
أبعد من شرم الشيخ وإعلان العهد
أفول التفرد الأمريكي بالمنطقة العربية

 
فيما تنتشر الشائعات... والقتل وهدم البيوت.. قوى المقاومة تبادر إلى الرد
عبث سياسي يضاف إلى عبث أمني... وقوات الرئاسة تنتشر بموافقة إسرائيلية