رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 مايو 2007
العدد 1773

في مصر والسعودية والبحرين وسورية:
المعارضة الحقيقية قد تكون معارضة كتاب المدونات!

·        حملة واسعة  رسمية للاستيلاء حتى على الفضاء

·         وخزات... إلا أنها تحدث ثقوباً وتستنفر السلطات وشرطتها ومحاكمها

·       أشرطة فيديو قصيرة تفجر فضائح كبيرة لها دوي في كل مكان

·         مصر في مدونة قرية يحكمها عجوز عنيد يخطط لتوريث القرية لابنه

·        علمانيون وليبراليون وراديكاليون وإسلاميون يقيمون في شبكة الإنترنت... ويزعجون الأنظمة

 

كتاب مدونات في مصر يطلقون على أنفسهم تسمية طريفة تجمع بين كلمة المجاهدين ولابسي رداء النوم (البيجاما)· فهم بدلاً من أن ينطلقوا ليخوضوا حروبا مقدسة، يقيمون في بيوتهم، وعلى الغالب في بيوت أهاليهم، وأداتهم هي مفاتيح الكمبيوتر· نشاط أصحاب هذه المدونات المنتشرة على شبكة الإنترنت ليسوا أصحاب تفجيرات مثل الجهاديين ذوي الأساليب الخاصة فهم الذين أزعجوا الأنظمة في المنطقة، وهم يأتون من كل الشارب والأهواء، علمانيين ليبراليين وراديكاليين إسلاميين وما الى ذلك، إلا أنهم مثل أقزام "جوليفر" بطل رواية جوناثان سويفث، هؤلاء الشبان المقيمون في شبكة الإنترنت، بعيدون عن هيمنة الحكومات العربية الطاغية·

في مصر على سبيل المثال، تطور المدونات خلال السنة الماضية من رياضة لإشباع الرغبة الذاتية الى أداة تشكل الأجندة السياسية·

كتاب هذه المدونات يفجرون بمجرد وضع شريط فيديو قصير فضائح تتعلق بقضايا مثل التعذيب واضطهاد النساء في شوارع القاهرة، ولم يكن الأمر بحاجة الى تعليق لكشف الأوهام المتعلقة باستفتاء الشهر الماضي على التعديلات الدستورية، بعد أن بث عدد كبير من مواقع الإنترنت المصرية صوراً لرسالة من أحد حكام الأقاليم الى موظفيه يأمرهم فيها بالتصويت بنعم (زغمت الحكومة أن نسبة التصويت كانت 27 في المائة، مع موافقة ثلاثة أرباع هذه النسبة على التعديلات بينما قال نقاد الحكومة إن النسبة كانت أقل من 5 في المائة)·

لقد واجهت حركة الإخوان المسلمين، الجماعة الإسلامية الرئيسية في مصر، والقوة الأكبر بين قوى المعارضة هجمة الحكومة الأخيرة عليها، ليس بتظاهرات الشوارع، بل بفعالية أكبر بواسطة حملة عبر الإنترنت للتضامن مع أعضائها المعتقلين· أحد مواقع المدونات التي لا يعرف صاحبها، صدر بطريقة ساخرة السياسة المصرية كقرية يحكمها عجوز عنيد، ورسم الموقع دوائر ساخرة حول المدائح التي تكال لهذا الحاكم وخططه لتوريث منصبه لابنه، والطموحات المشكوك فيها للرئيس المصري حسني مبارك البالغ من العمر 78 عاماً·

إن مثل هذه الوخزات من المنتظر أن تحدث ثقوباً في أي دولة عربية، ولكن مع الاستخدام الواسع للإنترنت الذي ينتشر ويصل حتى الى أكثر القرى النائية الفقيرة، ومع محتوياتها المستخدمة بحيوية وبلغة الحياة اليومية (العامية) لا العربية الكلاسيكية الفصحى، بدأت السلطات بالانتباه· في شهر فبراير الماضي أطلقت محكمة مصرية سهماً على صاحب موقع معارض· فحكمت بالسجن لمدة أربع سنوات على عبدالكريم سليمان البالغ من العمر 22 عاماً، بسبب توجيهه نقداً لاذعاً لجامعة الأزهر، المركز المصري، الرئيس الإسلامي للتربية والتعليم، وللرئيس مبارك، ونشر نقده في مدونته الشخصية·

وتقدم البحرين، وهي بلد آخر يخفي حكماً سلطوياً وراء قناع الممارسة الديمقراطية، بتوقيف أصحاب المدونات واستجوابهم، وتحاول تسجيلهم في مخافر الشرطة· وأسكتت العربية السعودية التي أغلقت آلاف المواقع على الإنترنت، الكثير من النقاد الذين يستخدمون الشبكة بتوجيه الإنذارات إليهم بالصمت· ومنذ وقت قريب أخطر لمغادرة سورية أحد أشهر نشطاء الإنترنت الذي يدير خدمة إخبارية تبث أخبار المعارضة، كما يبث وجهة النظر الحكومية للأسباب نفسها·

إلا أنه، مثلما هي آراء عبدالكريم سليمان الخلافية صاحب المدونة الإسكندرانية، فإن القصة الحقيقية لما يجري في سورية ما تزال على الشبكة، ويمكن أن يجدها من يرغب·

عن الايكونومست:

 www.Economist.com

(12  أبريل - نيسان 2007)

طباعة  

أبعد من شرم الشيخ وإعلان العهد
أفول التفرد الأمريكي بالمنطقة العربية

 
فيما تنتشر الشائعات... والقتل وهدم البيوت.. قوى المقاومة تبادر إلى الرد
عبث سياسي يضاف إلى عبث أمني... وقوات الرئاسة تنتشر بموافقة إسرائيلية

 
تحليل سياسي
تدويل وتفكيك من البوابة اللبنانية