
سوزان عليوان
كما لو في حلم
كان يحلم
وكانت، هي أيضاً تحلم
وفي معادلة عجيبة
( تعجز عن تفسيرها كل علوم العالم
ويرشحها، بكل بساطة، بائع ورد متجول)
التقيا
كما لو في حلم
وحين تعانقت أصابعهما
لأول مرة
ابتسما
ابتسامة كبيرة
مثل قمر
اكتمل
بنجمتين:
يده
ويدها
المشبوكتان
بوردة حمراء·
قوس قزح
كلما ابتسم الهلال
في ظل نجمتين
عادت السماء
وجهاً،
وكلما اختلسا تحت المطر قبلة
استعاد الحب
كما لو بمعجزة
ألوانه السبعة·
بعد أن كانت سمكة عطشى
يدها الصغيرة
بين كفيه
لؤلؤة
في حضن صدفتها
لهذا الحب الصافي
مطراً
ينهمر
الى أعلى
يدين البحر
بزرقته·
ولــه
أهي الوجوه كلها
تشبهه؟
أم أنها
لفرط الولع
في كل وجه عابر
تراه؟·
كواكب ونجوم من قمح
لأنه يحبها
يصعد
كل ليلة
على سلالم العتمة
بقدمين حافيتين
خشية أن يدنس السماء بحذاء
لا ينزل
إلا والقمر في يده
رغيفاً يفتته
على شكل كواكب ونجوم صغيرة
دون أن يهدر حبة قمح واحدة·
بالتساوي
بالعدل الذي لا تعرفه سوى أصابع عاشق
يوزع كعكاته الدافئة
على أطفال الشوارع
على شبابيك النائمين دون عشاء أو أمل
على الكلاب والقطط الضالة أيضا·
فقط
لأنه يحبها·
من أحبّ إنساناً
أحبّ الناس جميعاً·