رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 18 أبريل 2007
العدد 1770

رأي

لغة النقد... بناء وهدم

 

بقلم: علي سويدان

الطبيعة التي جبل عليها الإنسان فيها - غالباً - مسحة من الانتقاد، فهو يرى نواقص الأشياء في غيره ويشير إليها بأسلوب ما، وربما تغلب هذه الصفة طبائع الكثيرين، ولعل الذين يعملون في مهنة الكتابة من فنون وآداب تتملكهم روح الانتقاد في أعمال الآخرين·

الأعمال الأدبية والفنية هي حس الكاتب وخلاصة تجربته، فهي بدورها محل مراقبة وتفحص من كاتبها ومن قارئها، فكيف بهذه الأعمال أمام من يجيد النقد، بل يتفنن فيه؟! إذن نحن أمام عمل أدبي أو فني وأمام ناقد ربما حاد النظرة ثاقب التأمل ينظر الى الأعمال بعين المتعمق وبرؤية الباحث عن شيء لا بد آخذه·

هنا يبرز أمامنا نوعان من النقاد، ناقد يشك بإبرته موضع العطب ليداوي ويدل الكاتب على أولويات الاختيار والاستدلال في ظواهر النصوص وبواطنها، وناقد آخر يدل ويشير الى ما يراه خللاً أو نقصاً في العمل الأبي فقط!

لكنني أرمي الى ثلة من النقاد عمدوا الى النقد والخدش فحسب حتى صار النقد هدفاً بذاته لا إثراء للثقافة ونتاجها! فهم ينتقدون لمجرد الانتقاد، وهنا يبدأ الانحدار في حرفة النقد إن جاز التعبير، فيصبح النقد بعينه حرفة يتبناها الناقد فيهدم ولا يبني ويسفّه الأعمال بمنظار خاص!

إن مبدأ النقد ليس حديثاً كما يظن البعض إنه موروث إنساني وطبع بشري كما تقدم فكيف بنا ننساق به الى بعيد عن نشأته لنلبسه ثياب المزاجية المطلقة!!

إن للكتابة عاطفتها الساكنة في حنايا الكاتب، ولها في رغبات القراء الحس الجلي، فمن أقبل من النقاد على هذه المهنة - أي مهنة النقد - لزمه التجرد المطلق من حظوظ النفس، ويجدر به أن يعيش مع النص بلحظات نقية يلامس فيها صفاء النتاج الثقافي الذي بين يديه دون انحياز أو استعداد مسبق! فمن الصعب بل من المخجل أن تصبح الانتقادات الثقافية شغل مَنْ لا شغل له! وتمسي ميادين الثقافة ساحة للتراشق!

الناقد إنسان حساس مهذب منتق لعباراته وكلماته، وهو في نظر المثقفين صورة تعبر عن الثقافة، وهو مؤشر صادق لقدرات الموهوبين ومقياسا دقيقا للنجاح، يمسك أداة البناء في كفه، والكل حذر أن يمسك أداة الهدم·

طباعة  

أنشطة ثقافية منوعة تحتضنها جمعية الخريجين
مركز الحوار الثقافي يعلن عن بدء محاضراته وندواته الفكرية

 
جملة مفيدة
 
قصائد