رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 مارس 2007
العدد 1764

حان الوقت لعقد مؤتمر دولي للسلام حول العراق

                                    

 

·         تداعيات الفشل الأمريكي في العراق ستطال الغرب وآسيا وصولاً الى روسيا والصين

·         المفاوضات مع إيران حول العراق قد ينظر إليها باعتبارها اتفاق لتقاسم النفوذ بين البلدين

 

بقلم هنري كيسنجر:

حان الوقت لبدء الإعداد لعقد مؤتمر دولي لتحديد النتائج السياسية للحرب على العراق، فالمرحلة الدبلوماسية ضرورية بصرف النظر عما يحدث·

وينبغي للعراق أن ينضم للمجتمع الدولي ثانية، بهذا الشكل أو ذاك، فالتوترات الداخلية ستظل تغري بالتدخلات الأجنبية، ولا يمكن وقف هذه التدخلات في غياب مبادئ أساسية يتم الاتفاق عليها ويجب ضبط المصالح المتعارضة للدول من خلال مزيج من ميزان القوة وشرعية متفق عليها لتوفير الدعم الدولي·

إن الدعوة لعقد مؤتمر دولي تعد خطوة مهمة للتعاطي مع هذه الحالة المعقدة للسياسة الدولية الراهنة فهناك تنديد واسع بالولايات المتحدة لسلوكها في الحرب على العراق في وقت لم تبد أية دولة استعدادها بالمشاركة في استقراد جاد للدلالات السياسية للنتائج المتطورة لهذه الحرب·

وإذا فشلت الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها المباشرة من الحرب وإذا برزت معسكرات أو أنظمة إرهابية على أرض العراق، مدعومة بموارده النفطية الهائلة، فلن تنجو أية دولة، لا سيما تلك التي تعيش فيها جاليات إسلامية مهمة، من العواقب، وسوف يطال الخطر الهند التي تضم ثاني أكبر تجمع للمسلمين في العالم، ولا تنجو منه أندونيسيا، أكبر دولة إسلامية ولا تركيا التي تتعرض الى اعتداءات بالفعل من أكراد العراق، كما سيطال الخطر ماليزيا، وباكستان ودول أوروبا الغربية وروسيا وحتى الصين·

 

تأثير مدمر

 

وإذا توجت الحرب في العراق بقيام إيران نووية "كنتيجة غير مباشرة وتنامي الأصولية الإسلامية التي يمكنها أن تزعم أنها نجحت في طرد الاتحاد السوفييتي "السابق" من أفغانستان والولايات المتحدة من العراق، فسوف يكون من المتعذر تفادي فترة من الاضطراب الشديد الذي لن يقتصر على منطقة الشرق الأوسط وسيكون لتهديد منابع وامدادات النفط العالمية تأثير مدمر على الاقتصاد العالمي، لا سيما اقتصادات الدول الصناعية·

ومع ذلك فإن أيا من الضحايا المحتملين لمثل هذه التطورات لم يطلب منه الإسهام - ولو حتى بالأفكار - ناهيك عن أن أحداً لم يطلب رأيهم في سياق البحث عن حل سياسي·

وبدلا من ذلك فإن أكثر  ما يدور حوله الجدل هو ما إذا كان ينبغي اللجوء الى الدبلوماسية من الأساس، أم لا فإدارة بوش التي تتبنى وجهاً واحداً للدبلوماسية تلمح الى أنها لا تزال غير مستعدة للتفاوض حول العراق ولا سيما مع إيران وسورية، الدولتان اللتان تتهمهما واشنطن بتغدية الصراع وتأجيج العنف هناك·

ومنذ بدء النزاع في عام 2002 حول اللجوء الى القوة العسكرية ضد العراق وبعد ذلك، أيدت قرار إسقاط صدام لكني جادلت أيضا، بأن العمل العسكري وحده لا يمكن أن يأتي بالنتائج المرجوة في قلب العالم العربي، ويجب التعامل مع الدبلوماسية دائما باعتبارها جزءاً مكملاً للاستراتيجية المتعلقة بالعراق·

وربما تكون ثمة حاجة  لقادة حكماء من جميع الأطراف للتأسيس لنظام دولي يوفر الأمن لكل الأطراف ويحترم كل الأديان، ومع ذلك فإن أهداف كل من الولايات المتحدة وسورية وإيران سوف تتحقق من خلال المفاوضات الثنائية·

 

تقاسم نفوذ

 

بالنسبة لسورية، دورها يظل محدوداً، ومشكلة البرنامج النووي الإيراني، لا يمكن حلها إلا في إطار يشمل العديد من الدول أو من خلال خيار آخر تشارك فيه الدول النووية·

إن أية أجندة لمفاوضات ثنائية حول العراق تستثني السنة سينظر إليها في العالم السني على أنه تقاسم للنفوذ بين إيران والولايات المتحدة في العراق أو بداية لتخلي الولايات المتحدة عنهم·

وربما يكون المؤتمر الدولي أفضل سبيل للتعاطي مع الوضع العراقي ويجب أن يشارك في وضع الإطار السياسي لمثل هذا المؤتمر كل الدول التي لها مصلحة في العراق، بما في ذلك الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، وجيران العراق، والهند وباكستان وماليزيا وكبار الدول المستهلكة للنفط مثل ألمانيا واليابان·

ويستحسن أن يتجاوز مثل هذا المؤمتر الوضع المتفجر في العراق الى الاتفاق على تأمين إمدادات مستقرة للطاقة وانتقال البلاد من الاحتلال العسكري الأمريكي الى قوات دولية لحفظ الأمن ويجب ربط السياسة العسكرية للولايات المتحدة بمثل هذه الاستراتيجية الدبلوماسية· إن الانسحاب الأمريكي من جانب واحد وفقا لجداول زمنية محددة وغير المرتبط بالظروف المحلية لا ينسجم مع هذه الدبلوماسية·

وتعتمد رغبة الدول الأخرى بالمشاركة في مثل هذا الجهد على تقييمها لتوازن القوة في الشرق الأوسط بعد الحرب والدبلوماسية الناجحة تتطلب بقاء الدعم العسكري الأمريكي لأية سياسة إقليمية متسقة·

لقد حان الوقت لعقد مؤتمر دولي من أجل وضع القواعد لإنهاء الحرب، كما فعل الغرب في الحربين الأولى والثانية، وأمام العالم فرصة مواتية ليفعل ذلك بالنسبة للعراق الآن·

"انترناشيونال هيرالد تريبيون"

طباعة  

الحرب مع إيران.. حتمية إذا استمر المأزق الأمريكي في العراق
 
غاردر في كتابه بعنوان "شعب الله المختار": اليهود سيعودون الى الشتات ثانية
 
باول كان سيهزم كلينتون لو نافسه عام 1996
هل يتقبل الأمريكيون فكرة رجل أسود في البيت الأبيض؟