رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 مارس 2007
العدد 1764

الحرب مع إيران.. حتمية إذا استمر المأزق الأمريكي في العراق

                                                               

 

·         قيادة الولايات المتحدة للعالم تواجه اختباراً عسيراً في الشرق الأوسط

·         يجب على واشنطن التحاور مع القادة العراقيين من خارج المنطقة الخضراء

·         الحرب على العراق كارثة استراتيجية وتاريخية وأخلاقية

 

بقلم: زبغنيو بريجنسكي:

حان الوقت لتعايش البيت الأبيض مع حقيقتين مركزيتين هما أن الحرب في العراق هي كارثة تاريخية واستراتيجية وأخلاقية، ولا يمكن سوى لاستراتيجية ملائمة تاريخيا، لا واحدة تذكرنا بالوصاية الاستعمارية أن توفر الإطار لحل مقبول للحرب وللتوترات الاقليمية المتفاقمة معاً·

فإذا استمر المأزق الأمريكي في العراق، فإن الوجهة الأخيرة لهذا الانزلاق ستكون المواجهة  مع إيران ومع العالم الإسلامي الأوسع، والسيناريو المحتمل للصدام العسكري مع إيران يتضمن فشلا عراقياً للإيفاء بالشروط الأساسية التي وضعتها الحكومة الأمريكية على حكومة المالكي،  ويتبع ذلك اتهامات أمريكية لإيران بالمسؤولية عن هذا الفشل ثم بعض الاستفزازات في العراق أو من خلال هجوم إرهابي على الأراضي الأمريكية وتهم طهران بالوقوف وراءه وقد يتفاقم مثل هذا الوضع لدرجة اتخاذ واشنطن خطوة عسكرية دفاعية ضد إيران، مما يزيد من انغماس الولايات المتحدة منفردة في مستنقع عميق يشمل في النهاية كلا من العراق وإيران وأفغانستان وباكستان·

ويجري منذ الآن الإعداد لرواية تاريخية أسطورية لتبرير اندلاع مثل هذه المواجهة متعددة الأطراف، فبتبرير دخول الحرب منذ البداية كان من خلال المزاعم الزائفة عن امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، والآن، تجري عملية إعادة صياغة لأهداف ومبررات الحرب باعتبارها صراعا إيديولوجيا حاسما، يذكر بالمواقف السابقة من النازية والستالينية·

 

تغيير جوهري

 

هذه اللعنة التبسيطية الديماغوجية في الخطابة تتجاهل حقيقة أن النازية كانت تتركز في القوة العسكرية لأكثر دول أوروبا تقدما من الناحية الصناعية وأن الستالينية لم تكن قادرة على حشد موارد الاتحاد السوفييتي فقط بل كان لها بريقها حول العالم من خلال النظام الماركسي·

إن المجادلة بأن الولايات المتحدة تخوض الحرب بالفعل في المنطقة مع ما تنطوي عليه من خطر إسلامي أوسع تمثل إيران مركز الثقل فيه هو أشبه بتعزيز نبوءة تستهدف مجرد إرضاء الذات·

إنه لمن الواضح الآن أن المصالح القومية للولايات المتحدة تتطلب إجراء تغيير جوهري في المسار الراهن·

فهناك إجماع على ضرورة التغيير، فالرأي العام الأمريكي على قناعة الآن بأن الحرب كانت خطأ وأنه ينبغي استكشاف آفاق العملية السياسية الإقليمية وأن التسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين أصبحت ضرورية، من أجل إحداث التحول السياسي المطلوب ومن الجدير بالملاحظة أن عدداً من قيادات الحزب الجمهوري البارزين عبروا عن تحفظات شديدة على سياسات إدارة بوش·

وربما تكون ثمة حاجة لاستحضار وجهات النظر التي عبر عنها الرئيس الراحل جيرالد فورد ووزير الخارجية الأسبق جيمس بيكر ومستشار الأمن القومي الأسبق برينت سكوكروفت، فضلاً عن عدد من أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري من أمثال جون وورنر وتشاك هاغيل وغوردن سميث وغيرهم·

 

4 خطوات

 

إن أي بحث عن حل سياسي للفوضى المتفاقمة في العراق يجب  أن يشمل أربع خطوات رئيسية: الأولى، يتعين على الولايات المتحدة إعادة التأكيد وبصورة لا لبس فيها، على تصميمها على الانسحاب من العراق في وقت قصير نسبياً·

فمثل هذا الإعلان ضروري لتهدئة المخاوف في الشرق الأوسط من تجدد المطامع الإمريكية بالهيمنة الإمبريالية، ويجب إثبات ضحالة مثل هذا التصور، على أعلى مستوى، وربما من مجلسي الكونغرس·

الثانية، يجب على الولايات المتحدة أن تعلن عن بدء المفاوضات مع كل الزعماء العراقيين بمن فيهم أولئك الذين لا يقطنون في المنطقة الخضراء وذلك من أجل التوصل الى إعلان مشترك عن تحديد موعد نهائي لانسحاب عسكري أمريكي كامل من العراق، وفي هذه الأثناء يتعين على الولايات المتحدة تفادي أي تصعيد للنزاع في العراق· الثالثة ينبغي للولايات المتحدة أن تصدر بشكل مشترك مع القادة العراقيين أو تسمح لهم بتوجيه دعوة لكل دول الجوار "وربما لدول إسلامية اخرى" للمشاركة في الحوار حول سبل تحقيق الاستقرار في العراق بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية من العراق، ومع عقد مؤتمر حول الاستقرار الإقليمي، ولا بأس من إشراك قوى أخرى معينة كالاتحاد الأوروبي والصين واليابان وروسيا والهند·

الرابعة وفي هذه الأثناء ينبغي للولايات المتحدة أن تفعل جهودها من أجل التوصل الى سلام إسرائيلي- فلسطيني على أسس واضحة ومن دون مثل هذه التسوية سيظل هناك من القوميين والأصوليين من يحاول استغلال هذا الصراع لخدمة أجندته الخاصة ولمحاربة الأنظمة العربية المعتدلة·

لقد نجحت الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية في الدفاع عن الديمقراطية في أوروبا لأنها انتهجت استراتيجية طويلة المدى في توحيد الأصدقاء وإثارة الانقسامات بين الأعداء وحالت دون عدوان الخصوم دون أن تشن الحرب وظلت في الوقت ذاته تستقصي آفاق السلام، واليوم فإن قيادة الولايات المتحدة في العالم تواجه اختباراً صعباً في الشرق الأوسط وقد يكون من الضروري والملح الآن انتهاج استراتيجية مماثلة تقوم على أساس الانخراط الحقيقي البناء في المنطقة وحان الوقت للكونغرس أن يؤكد دوره الإيجابي على هذا الصعيد·

"عن الفايننشال تايمز"

مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر

طباعة  

حان الوقت لعقد مؤتمر دولي للسلام حول العراق
 
غاردر في كتابه بعنوان "شعب الله المختار": اليهود سيعودون الى الشتات ثانية
 
باول كان سيهزم كلينتون لو نافسه عام 1996
هل يتقبل الأمريكيون فكرة رجل أسود في البيت الأبيض؟