خلود المعلا*
1- سماء تستحق المطر
لن أغلق نوافذي بعد الآن
سأرفع أسدال كعبتي
وأمضي قُدُما
غير آبهة بالنفوس القاحلة
هكذا أكشفني
أتبين ماتبقى من الجسد والذاكرة
أقرأني بصوت عال
أمرِّن حنجرتي على الشهيق
لأجتاز كسوف الذات
هكذا،
أكون أفضل مما مضى
وما سيمضي
هكذا أبدأ مسيرتي الجديدة
وأترك الفعل الماضي يطير خلفي أسرابا
والفجر فاتحة أمري·
منذ الآن
سأختصر العتمة
وأتدخل في تحديد مسارات الريح
لتتسع حقولي تحت سماء تستحق المطر
وأبلغ قمة الجبال النقية أضيء شمسا في سماء العالمين·
2- لا جدوى
أُغير عاداتي كلَّ ليلة
أقرِّرُ أن أعتمد على عزلتي
وأتقمَّصُ انعتاقي
أشرب لون القصائد
وماء اللغة الزلال
بقلبي أعبر الوجود على مهل
أستدل على شغاف الحياة
أدنو من البحر
أسير بمحاذاة المطر
أجمع فضائل الكون
أصنع منها مرايا القلب ليستعيد النخيلُ قاماته
ها أنذا
أغمض عيني
أرسُمُ حلما
أختارُ بلادا
أتذكر وجوه الذين تخلوا عن الحياة بعزيمة
أراهم صاعدين
صاعدين في الأعالي
نحو قمم لا نعرفها
وليست لسواهم
وقبل أن أُغفو
أتذكر قلبي
أتفقده
مازال دافئا
أنهض مسرعة نحوي
أتزين،
ألبس قميصا رقراقا لم يره حبيبي من قبل
أخرج
حاملة مشكاة سماوية
أطل على الدنيا
شمسا تبحث عن يقينها
أصعد للسماء
أتباهى في صعودي
بعيدا عن الرائحة التي تلجم مسامات الأرض·
هناك
أغزل سربا من مدن مضيئة تحتضن بعضها
أتحرر من محارتي
أتوسد الغيوم
أسكن قليلا،
فتباغتني أصداء
تردد
لاجدوى
إنه
العدم السرمدي
3- شاعرة غير استثنائية
لا أشعر بشيء
قصائدي مكدسة في خزائن لم أفتحها منذ عمر
أنا شاعرة تطيل الصمت
ولا تجيد الكلام
حين أتحدث بقلبي
تتدفق القصائد من فمي أجسادا تتقد رغبتها
لكنني،
أجلس كثيرا الآن
لا أشعر ببعضي
ولا أعرف جسدي
كنت أراني أكثر عمقا
وأكثر رغبة
كنت أحسب أنني من يخلق أحلام المارين بي
ويقترب من المحال
كنت أشهق بملء توقدي
لكنني الآن وحدي
أجلس على أريكة العمر مكشوفة
والشتاء على غير عادته
نوافذي في مواجهة الريح
أجلس مكشوفة
أفتح عيني اللتين طالما أغمَضَتهما القبل المرسلة من البحر
والبحر غير شواطئه
ها أنذا الآن وحدي
عن(الخليج)
* شاعرة من الإمارات
