رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 فبراير 2007
العدد 1763

اتفاق مكة اثبت أن واشنطن لا تملك وحدها مفاتيح السلام

                                   

 

·         كلما برزت إشارة على جدية واشنطن سارع أبرامز لطمأنة الإسرائيليين بأن الأمر ليس كذلك

·         مطلوب مبادرة أوروبية على أساس حدود 67 واعتراف متبادل

·         المساعدات السعودية للحكومة الفلسطينية تحررها من الضغوط الأوروبية

 

بقلم هنري سيغمان:

اتفاق مكة الأخير بين حركتي فتح وحماس يظهر زيف الاعتقاد السائد على نطاق واسع بأن الولايات المتحدة تمسك وحدها، مفاتيح حل الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني·

وفي الواقع فإن الاتفاق الذي وقع برعاية سعودية يفتح الباب لدور أوروبي كبير في جهود السلام الشرق أوسطية والسؤال هو ما إذا كان الأوروبيون سيلجون هذا الباب أم لا·

وعلى الرغم من التزام حركة حماس بـ "احترام" الاتفاقات السابقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل إلا أنه ما زال من غير الواضح ما إذا كان اتفاق مكة يلزم "حماس" بالاعتراف صراحة بإسرائيل بيد أن الواضح أنه إذا طبقت "فتح" و"حماس" الاتفاق من تشكيل حكومة وحدة وطنية الى العودة الى حكم القانون في غزة والضفة الغربية فأنهما ستبتعدان عن شبح الحرب الأهلية التي ستقضي إذا وقعت على ما تبقى من عملية السلام على مدى المستقبل المنظور وعلى أمل إقامة الدولة الفلسطينية وهذا إنجاز عظيم يعود الفضل فيه الى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز·

والذي جعل مثل هذا الاتفاق ممكنا هو إدراك حركة حماس والرئيس محمود عباس وكذلك الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنه مهما اقتربت "حماس" من تلبية شروط اللجنة الرباعية فإن إسرائيل ليست لديها النية للانسحاب الى حدود ما قبل عام 1967 كما أن الولايات المتحدة لا تنوي الضغط على إسرائيل كي تفعل ذلك·

لقد أثبت الرئيس عباس ولو نظريا على الأقل بأن الاعتدال الذي يمثله يجلب المكاسب للفلسطينيين وأن بوسعه أن يتغلب على حركة حماس في نهاية المطاف ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وحكومته فشلا ليس فقط في القيام بأية إجراءات لتحسين ظروف معيشة الفلسطينيين بالرغم من الوعود المتكررة بهذا المعنى  بل أهانا محمود عباس ودمرا ما تبقى من مصداقيته من خلال الضغط عليه كي يبدو ألعوبة بيد إسرائيل ويقبل بأموالها وأسلحتها ليقتل بها فلسطينيين آخرين، ولم تفعل إدارة بوش شيئا للضغط على إسرائيل للالتزام بتعهداتها باستثناء الخطابة الفارغة حول الأفق السياسي الذي يشمل قيام دولتين·

 

مبادرة أوروبية

 

وفي كل مرة يبدو أن هناك إشارات طفيفة على أن إدارة بوش سوف تنخرط بصورة أكثر جدية في عملية السلام يلتقى إليوت أبرامز المسؤول عن ملف عملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية بمبعوثي رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت سراً في أوروبا أو أماكن أخرى لطمأنتهم أن مثل هذا الخطر ليس موجوداً·

والآن بات حتى محمود عباس مقتنعا بأن لا صلة لدور أمريكي بأية إمكانية للتقدم في جهود السلام والسؤال هو ما إذا كان بوسع أوروبا التخلص من التبعية لأمريكا، في هذا الشأن وتقديم مبادراتها البناءة·

وإذا كان الاتحاد الأوروبي عاجزاً عن ذلك هل يمكن لائتلاف من الدول الأوروبية أن يفعل ذلك؟

يتعين على الأوروبيين أن يعلنوا فوراً إنهاء مقاطعتهم لحركة حماس ويفتحوا حواراً مع حكومة الوحدة الوطنية الجديدة وفقا لشروط تمكنهم من إنهاء العقوبات التي فرضتها اللجنة الرباعية على السلطة الفلسطيينة وهذه الشروط يجب أن تتضمن عدم الطلب من "حماس" أن تفعل ما لا يستطيع المجتمع الدولي أن يطلب منه إسرائيل·

وما ينبغي طلبه من "حماس" هو أن تبدي استعدادها للاعتراف بإسرائيل إذا وحينها تعلن الأخيرة اعترفها بحقوق  الشعب الفلسطيني في حدود ما قبل عام 1967·

إن أية حكومة فلسطينية تتلقى قدراً كبيراً من المساعدات السعودية ستكون أقل اعتماداً على الاتحاد الأوروبي مما كانت عليه قبل اتفاق مكة ولكن ما من مشكلة في أن المساعدات الاقتصادية من الاتحاد الأوروبي تظل حافزاً قوياً للدبلوماسية الفلسطينية وبعد أن كسرت المملكة العربية السعودية إحدى المحرمات المتمثلة بدعم حكومة تشارك فيها "حماس" فإن الأمر لا يحتاج كثيراً من الشجاعة ليحذو الآخرون حذو الملك عبد الله·

وفي ضوء اعتماد الولايات المتحدة على تأييد الأنظمة العربية المعتدلة لمجابهة إيران وفي التعاطي مع المشكلات التي تخلقها في العراق، فليس من المستبعد أن تضطر واشنطن لتأييد مثل هذه المبادرة الأوروبية إن عاجلا أم آجلاً·

وربما كان الأوروبيون بحاجة لمن يذكرهم بأسس مثل هذه المبادرة، ففي شهر مارس 2004 أعلن زعماء دول الاتحاد الأوروبي بالاجماع، نيتهم عدم الاعتراف بأية تعديلات على حدود عام 1967 لا تنشأ عن اتفاقية سلام متفاوض عليها وقد حان الوقت لتفعيل هذا القرار

"عن انترناشيونال هيرالد تربييون"

طباعة  

بانتظار الضوء الأخضر من واشنطن
اتفاق السلام مع سورية.. جاهز

 
واشنطن فشلت في تدويل غزو العراق فهل تنجح في ذلك عند الخروج؟