أخطاء المذيعين
إعداد: مظفر عبدالله
توجهنا بهذا السؤال إلى أستاذة اللغة العربية بجامعة الكويت د·ليلى خلف السبعان: ما أسباب وقوع بعض المذيعين والمذيعات في تلفزيون وإذاعة الكويت في أخطاء لغوية واضحة؟ وعن ماذا تكشف هذه الظاهرة؟ فكانت الإجابة كالتالي:
إن الحاجة ماسة إلى توجيه وترشيد العاملين في إذاعة الكويت المسموعة، حتى يستقيم أداؤها، وتقوم بمهمتها الأساسية في خدمة أفراد المجتمع الكويتي، ومواجهة مختلف تحديات العصر، ولن يتأتى ذلك إلا إذا أخذت هذه الوسائل بالعلم ومعطياته، وصاحب هذا الأداء، قدر كبير من الوعي المهني المتفتح، وملازمة مهنة الإعلام والالتزام بمبادئها وقوانينها ومرتكزاتها·
والظروف الحضارية والثقافية التي يمر بها المجتمع الكويتي تصبغ لغة المجتمع بلغة العصر الذي نعيشه·
وطبيعة الواقع الاجتماعي تفرز تقابلاتها داخل اللغة العصرية، وقد يكون لهذه التقابلات والأساليب الجديدة امتداد للتشكيل اللغوي القديم، فنجد كثيرا من الأساليب مستعملة في سياقات ودلالات حديثة وعليه يمكن رد كل الظواهر اللغوية في اللغة الإعلامية إلى الواقع الثقافي الكويت·
وتضيف السبعان: إن عوامل التغير التي تعرض لها المجتمع الكويتي تختلف في طبيعتها عن عوامل التغير التي تتعرض لها المجتمعات التقليدية أو المجتمعات النامية، فعوامل التغير في الكويت كانت عوامل داخلية أو ذاتية بالدرجة الأولى·
وعليه فاحتياج المتكلم إلى مفردات جديدة للتعبيرات الحديثة أو المصطلحات الحضارية لهو أمر طبيعي يحدث في كل المجتمعات الآخذة بالحضارة·
ومن خلال دراسة علمية قمت بعمل استبيانات للعاملين في الإذاعة المسموعة ورصدت نتيجة أحد هذه الاستبيانات وبينت نتائجها لتعطي مؤشرات عامة لاحتياجات العاملين في إذاعة الكويت المسموعة، من معدي ومذيعي ومحرري، ومقدمي البرامج· ثم تتبعت الدورات التدريبية التي أعدت لتدريب أو رفع مستوى هذه الكوادر في إذاعة الكويت ودرست موادها، وقمت بعمل دراسة مقارنة بين هذه المواد وما يناظرها في إذاعتي جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية لمعرفة أنواع الدورات ومستوياتها وموادها الدراسية·
ولا تقتصر الدورة التدريبية في دولة الإمارات، على دراسة اللغة العربية، والأخطاء الشائعة، وإنما يدخل ضمن هذه الدورات: الإعداد، والهندسة الإذاعية، والإخراج، والإضاءة، والديكور· كما أن الأداء يحظى باهتمام بالغ نظريا وعمليا، والأداء له أهمية كبيرة لأنه يركز على قواعد النحو والصرف والإلقاء والقراءة أمام الميكروفون· وهذا هو محور دراستنا·
أما الدورات في مصر فهي تمتاز بالشمولية والتفصيل مع التركيز، حيث تدرس الأساسيات في قواعد النحو والصرف، ومبادىء التجويد نظريا ثم تطبيقها عمليا، كما يجري اختبار عملي بعد كل دورة يتبعه استبيان للمذيعين، كما تشتمل الدورات على تدريس الصوتيات، والإلقاء، والقراءة أمام الميكروفون، والأخطاء الشائعة، ومتابعة كل جديد في اللغة، ومحاضر جلسات مجمع اللغة العربية· وأيضا يدرس ميثاق الشرف الإذاعي ويشمل المبادىء العامة والأخلاقيات الإذاعية· وخريطة لمختلف البرامج الإذاعية وكيفية تنويعها، كما يوجد قسم خاص بالترجمة، وهو متنوع التخصصات ففيه الترجمات العملية والأدبية والاقتصادية وغيرها، وكذلك تخصص جلسات لإصلاح عيوب النطق الناتجة عن العيوب الخلقية، ومخارج الألفاظ· كما يدرس فن الإلقاء الصوتي لكل تخصص نحو: قراءة الفقرات الثقافية، نشرات الأخبار، والحوار، وكل ما ستوجبه هذا الفن·
في حين كانت الدورات في إذاعة الكويت أقل في عدد ساعاتها من مثيلتها في الإذاعة المصرية، وتفتقر الإذاعة الكويتية إلى:
1- الشمولية، والتفصيل مع التركيز في اللغة العربية·
2- الإلقاء، والقراءة أمام الميكروفون والتدريب عليها·
3- وجود قسم للترجمة قائم بذاته متنوع التخصصات، كما هي الحال في الإذاعة المصرية·
4- القصور في مواد الدورات عموما·
وقد بدأت الكويت في التفكير الجدي لأهمية تلك الدورات، والإفادة منها·
أما الظاهرة المشتركة بين الدول الثلاث في برامج التدريب الإذاعي، فهي عدم وجود خطة واضحة، ومكتوبة لتلك البرامج التدريبية·
