رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 14 فبراير 2007
العدد 1762

بعض النواب مثلوا علينا ولم يمثلونا
المحامية فوزية الصباح: تنامي الفكر القبلي والديني المتعصب أدى إلى تراجع دور المرأة

                                                               

 

·         لم أفهم تصويت بعض النساء للرجال الذين كانوا ضد منحهن حقوقهن السياسية

·        لا يجب ترك البدون معلقين  بين السماء والأرض

·        بعض المرشحات لم يكنَّ مؤهلات  لإدارة حملاتهن الانتخابية

 

كتبت سعاد بكاي:

أكدت المحامية فوزية سالم الصباح عضو وأحد مؤسسي اللجنة الشعبية لقضايا البدون ورئيسة اللجنة القانونية بالجمعية الكويتية لحقوق الإنسان أن جميع التشريعات والقوانين بحاجة إلى تعديل وتمحيص بين الفينة والأخرى كي تتماشى مع متطلبات العصر الذي يشهد تطورا مستمرا على جميع الأصعدة، مشيرة في هذا الصدد إلى ضرورة تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي أدى بعض القصور فيه - كما قالت - إلى جعل الكثير من النساء يحجمن عن اللجوء إلى القضاء على الرغم من تعرضهن لسوء معاملة من قبل أزواجهن معربة عن أمنيتها في تشكيل جمعية خاصة لحماية المرأة من التعسف· وفي لقائها مع "الطليعة" تطرقت المحامية فوزية الصباح إلى دور تنامي الفكر القبلي والديني المتعصب في تراجع دور المرأة لافتة إلى أن المرأة الكويتية تتمتع بالوعي والذكاء والقدرة على العطاء بشكل يفوق مثيلاتها الخليجيات ويفوق الرجل أيضا·

وحول أداء الحكومة الحالية ترى المحامية  فوزية الصباح أن بإمكان الحكومة الحالية أن تحل جميع التحديات التي تواجهها سواء كانت داخلية أو خارجية بتضافر جهود أعضائها مشددة أخيرا على ضرورة حل مشكلة "البدون" حلا جذريا وعادلا··· وفيما يلي تفاصيل اللقاء:

 

تعديل القوانين

 

·   بصفتك امرأة عاملة في مجال القانون ما هي برأيك أبرز المشكلات القانونية التي تعاني منها المرأة الكويتية من ناحية التشريع ونقص القوانين؟

- كل التشريعات والقوانين بحاجة إلى تعديل وتمحيص بين الفينة والأخرى لتتواكب مع التطور العلمي الهائل والسريع، والمرأة الكويتية في نظري لا تلجأ إلى المحاكم إلا مضطرة أو بعد أن تسد جميع الأبواب بوجهها، لذلك نجد أن أغلبية الكويتيات يتعرضن للضرب المبرح من قبل أزواجهن أو الإساءة بطرق شتى ورغم ذلك يحجمن عن اللجوء إلى القضاء ويفضلن تحمل المآسي، لأن اللجوء إلى المحاكم بالنسبة للمرأة ليس بالأمر السهل، لذلك أتمنى إنشاء جمعية تحمي المرأة التي تتعرض لتعسف عائلي· ولو كان الأمر بيدي لوضعت قانونا لا يجيز طلاق المرأة إلا أمام القضاء، فهل تصدقين أن إحدى الزوجات لم تعلم أن زوجها قد طلقها طلاقا نهائيا إلا بعد عشرين عاما وبالصدفة وكان طوال تلك السنين يتعامل معها كزوجة حتى يحرمها من الميراث بعد وفاته؟!

 

·   ما أبرز القضايا التي تخص المرأة وتعالجونها كمحاميات؟

- دور المحامية يجب ألا يقتصر على العمل في المحاكم فقط بل يجب أن يكون لها دور تثقيفي وقانوني في وسائل الإعلام لتكشف للمرأة حقوقها وواجباتها الشرعية والقانونية، وعلى جمعية المحامين إصدار كتيبات تثقيفية للمرأة·

 

مصاعب المرأة

 

·   هل صحيح أن نصوص قانون الأحوال الشخصية تميل لصالح الرجل أحيانا ومجحفة بحق المرأة؟

- لم يكن قانون الأحوال الشخصية مجحفا بحق المرأة في كل نصوصه وكما ذكرت هو بحاجة إلى بعض التعديلات التي تواكب التطور السريع والهائل للعصر، ولكن من ضمن المصاعب التي تواجه المرأة وبالأخص الزوجة هو إثبات الضرر الذي يقع عليها من قبل الزوج، كما أن طول فترة التقاضي التي قد تمتد لعدة سنوات تجعلها تحجم عن مواصلة قضيتها، كما أنها إذا رفعت ضده دعوى طلاق للضرر فقد يبادر إلى رفع دعوى مضادة ويطالب بإلزامها بالدخول في طاعته، وهنا يكون لزاما عليها المكوث في بيته إلى حين صدور الحكم فكيف تقاضيه وتطلب الطلاق وهي في بيته؟

 

·   ماذا أضافت لك مهنة المحاماة في حياتك العملية؟

- مهنة المحاماة مهنة إنسانية بالدرجة الأولى، ولا يمكن أن يكون الشخص محاميا ناجحا إلا إذا امتلك ثقافة لا بأس بها حتى يستعين بها في مرافعاته، وهي مهنة يغلب عليها الطابع العلمي لا سيما إذا تخصص المحامي في القضايا التجارية والمدنية ويغلب عليها أيضا الطابع الفني إذا تخصص في الجنايات ونلاحظ أن أغلب قادة الثورات ورؤساء الأحزاب هم من رجال القانون، لأنها تصقل شخصية الإنسان وتمنحه قوة غير طبيعية فهل سمعت عن محام "أكل حقه"·

 

·   ما العوامل التي لعبت دورا سلبيا في عدم وصول المرأة إلى البرلمان؟

- في الحقيقة لم تكن المرأة مستعدة لخوض الانتخابات بسبب الفترة القصيرة التي تمت بها كما أن خبرتها السياسية مازالت محدودة وهذا الأمر ليس مقتصرا على الكويت بل في كل أنحاء العالم، حيث إن أغلب النساء لا يفضلن العمل السياسي، وهذا ما نراه في معظم البرلمانات الأوروبية· والمرأة الكويتية لا تختلف عن أي امرأة في العالم، وفشلها في الحصول على مقعد نيابي لا يمنعها من تكرار المحاولة كما فعلت المرأة اليمنية والبحرينية، ولكن ما يلفت نظري أن معظم الناخبات صوتن لرجال كانوا ضد منحهن حق الانتخاب والترشيح وهذا ما لم أفهمه·

 

العادات والتقاليد

 

·   هناك من يرى أن التيارات السياسية استغلت المرأة في الانتخابات للتصويت فقط فما رأيك؟

- رغم وجود بعض المرشحات المؤهلات علميا واجتماعيا إلا أنهن لم يكن مؤهلات في كيفية إدارة الحملات الانتخابية وهذا ما جعل الرجل يستغل هذه الثغرة، فالمرأة مهما كانت جريئة لا تستطيع دخول جميع الديوانيات كما يفعل الرجل، كما أن العادات والتقاليد ما زالت تشكل عاملا مؤثرا يمنح المرشحة التحرك بسهولة، فعندما تعلن مواطنة الترشح تواجه من قبل المقربين لها آراء من قبيل: "من صجج شنو لج بهذي البهذلة"· وكما يعلم الجميع فإن طابع تكوين التيارات السياسية رجولية، وأغلبها تيارات دينية متعصبة تدعي أن المرأة لا تصلح للعمل السياسي وللعلم فقد كذب التاريخ مقولتهم إذ حكمت المرأة أكبر الإمبراطوريات وقادت أكبر الجيوش كما سجل التاريخ أسماء الكثير من الشاعرات والأديبات على مر الأزمان·

 

·   هل ترين أن المرأة الكويتية برغم الحرية الاجتماعية التي تعيشها لم تستغل هذه الناحية لتطوير نفسها لتكون أكثر وعيا بقضايا وأمور المجتمع؟

- المرأة الكويتية هي الأكثر وعيا بين مثيلاتها الخليجيات بل أكثر تعليما وثقافة· والآن أصبحت الكويتية متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات كما نص الدستور الكويتي· وقد تبوأت مناصب قيادية مهمة وأثبتت جدارتها ومقدرتها، والمرأة عندنا أكثر ذكاء وعطاء من الرجل في كل المجالات ونتائج الثانوية العامة تثبت ذلك·

 

تنامي الفكر القبلي

 

·   ما أبرز المتغيرات الاجتماعية والسياسية التي أدت إلى تراجع دور المرأة كما كان في الستينات والسبعينات؟

- هو تنامي الفكر القبلي، والتيارات الدينية المتعصبة، وحتى أوضح الصورة أكثر، فقبل خمسين عاما لا أكثر وفي البادية كانت الزوجة أو الأخت تستقبل الضيوف الذين لا تعرفهم ولا يرتبطون بها علاقة قرابة أو معرفة في بيت الشعر وتقدم لهم الطعام والمساعدة ليكملوا سفرهم في حال عدم وجود زوجها أو شقيقها معها هذه المرأة البدوية الأصيلة التي تقوم مقام الرجل وأكثر·

 

·   إلى أين يسير مجلس الأمة من وجهة نظرك، وهل يلبي بأدائه طموح المواطنين؟

- مجلس الأمة -الناس اختاره ولم يأت لوحده، ولكن للأسف الشديد بعضهم مثلوا علينا ولم يمثلونا في المجلس فكل همهم هو الحصول على مصالحهم الخاصة، ولكن هناك أعضاء بصماتهم في كل المجالات مميزة ويحظون باحترام كل أطياف الشعب كالدكتور حسن جوهر·

 

·   وماذا عن الحكومة الحالية؟

- الحكومة الحالية تواجه مرحلة صعبة للغاية على الصعيد المحلي والخارجي، ولكن بإمكانها تجاوز كل الصعاب إذا توحدت كل الجهود، وأخطر ما يواجهها هو الوضع الأمني الإقليمي الخطر والملتهب، أما القضايا الداخلية كالقضايا التعليمية والاقتصادية والإسكانية فبالإمكان حلها إذا تضافرت الجهود، وكذلك قضية البدون التي يجب حلها فورا حلا عادلا وإنسانيا ومنح المستحقين حقوقهم بدلا من تركهم معلقين بين السماء والأرض·

طباعة  

أكد أن الملوث الأول للبيئة هو الحكومة ثم الحكومة ثم الحكومة
الهاجري: الكويت لم تحقق معادلة الاستفادة من النفط ومشتقاته للمحافظة على البيئة

 
رأي مهني
 
أعاد هيكلة قطاع الرقابة
ديوان المحاسبة: ضخامة القطاع النفطي تتطلب تقارير منفردة

 
التكليفات الصادرة من مجلس الأمة والدراسات التي أعدها القطاع النفطي
 
غياب النواب
 
ردود على أسئلة برلمانية
 
البدون يتحدثون
 
أول فضائية متخصصة في عالم البحر في المنطقة
انطلاق قناة بحظري الفضائية