رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 يناير 2007
العدد 1758

حلقة نقاش حول كتابه "الثقافة في الكويت"
منتدى المبدعين برابطة الأدباء يستضيف خليفة الوقيان

               

 

ضمن أنشطته الثقافية، استضاف منتدى المبدعين في رابطة الأدباء الدكتور خليفة الوقيان في حلقة حوارية حول كتابه الأخير "الثقافة في الكويت·· بواكير و اتجاهات" وسط حضور أمين عام رابطة الأدباء عبد الله خلف وعدد من أعضائها، وقد بدأ اللقاء بتقديم الكاتب ماجد القطامي لموضوع الحلقة، ممهدا الحديث عن الكتاب و الكاتب، بما تعرض له من أهمية إصدار الكتاب في وقت بات من الضروري توثيق مسيرة الثقافة في الكويت، وأن الكتاب يأتي جامعا لشواهد على البداية المبكرة لمسيرة الثقافة· ثم كان الحديث للدكتور خليفة الوقيان، الذي اكتفى بتقديم موجز أساسي عن أسباب وضعه للكتاب، مشددا على ضرورة التواصل بين الأجيال الأدبية مع تأكيده على فرص التواصل أكثر بين الأجيال القريبة من بعضها· بعدها قدّم الكاتب و الناقد فهد توفيق حامد قراءة موجزة عن الكتاب، حيث قال:

 *ولعل الهدف الذي من أجله وضع الكتاب كان واضحا، بحسب ما ذكر الدكتور الوقيان في المقدمة،  ليطفو حرص الباحث في قراءة جديدة لما وثّق سابقا لمسيرة الثقافة في الكويت، ليقف طويلا كمحلل و مدقق في كل شاردة وواردة من هذه الوثائق و المعلومات، إما معللا أو مدللا بما توصلت إليه أدوات البحث و التنقيب في التراث الثقافي للكويت، ليقدم لنا نموذجا جديدا للمؤرخ المهتم بالشأن الثقافي، الذي لا يكتفي بسرد الشواهد أو عرض المخطوطات على علاتها، وإنما يرصدها بعين التأكد من صحتها، وفك ما التبس أو قد يلتبس منها، مع تحري الموضوعية و المصداقية في منهج الكتاب و  تأصيل مراجعه و مصادره·  بما يمكن المتلقي لأن يطلع و يشارك في إحياء نصوص و أدلة و شواهد الكتاب بحسب المنهج العلمي و الزمن الذي ينتمي إليه المتلقي"· ليتوقف بعدها عند أهم النقاط المهمة التي خرج بها بعد قراءته للكتاب، وهي كالتالي :

أولاً: ذلك الحرص الكبير على إبراز منابع و بواكير الثقافة في الكويت، بما تجاوزه الباحث لعدد كثير من العناوين المكررة إلى أهم التفاصيل المغيبة تحتها، ليفسح المجال للمتلقي أن يطلع على تلك الدقائق المهمة لديه، بما يجعل المشهد واضحا مكتملا، و الربط العلمي بين أطراف و أجزاء المعلومة التوثيقية عبر شواهد مبعثرة أو موزعة بين  مراجع و مصادر شتى، كما هو الأمر فيما تعلق بنسخ المخطوطات·

بالإضافة إلى إيراده لجملة من المؤلفات القديمة لعلماء و كتاب كويتيين، وصل تاريخ تأليف أقدمها إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي· 

ثانياً: تحري الباحث للدقة و الموضوعية فيما تعلق ببعض الأحداث التاريخية التي واكبت مسيرة الثقافة في الكويت، وهو ما عبر عنه الباحث في أول حديثه في الفصل الثالث عن اتجاهات فكرية، حيث قال:

"قام النموذج الكويتي على أساس تنوع المنابع الثقافية، وتجذر مبدأ الحرية و الديمقراطية، والانفتاح على الآخر و التفاعل الإيجابي معه، و نبذ الغلو و مقاومة ثقافة احتكار الحقيقة"· ص 133

ليربط ذلك بالاتجاه الإصلاحي السائد في الكويت، مع تأكيده على نقطة مهمة، ألا وهي أن الكويتيين على الرغم من حبهم للديمقراطية، إلاَّ أنهم لم يتخلوا عن هويتهم العربية، خاصة في ظل الحماية البريطانية، وما أورده من شواهد تعبر عن استقلال رأي المثقف الكويتي و مجاهرته به· كذلك فيما تعلق  في الاتجاه القومي في الكويت، الذي كان متمثلا في إيمان الكويتيين بالقضايا العربية على رأسها قضية الحق الفلسطيني ودورهم في جمع التبرعات عام 1923 أثناء زيارة الحاج أمين الحسيني، و قيام الكويتيين بتهريب السلاح إلى الثوار عام 1929 ، مشيرا إلى  اهتمام المثقف الكويتي بمتابعة الصحف العربية، وتواصله مع المفكرين و المهتمين بالقضايا القومية، خاصة من زار منهم الكويت في تلك السنوات المبكرة من مسيرة الثقافة·

ثالثاً: أورد الباحث معلومات بتصوري هي مرجعيات و أصول لبعض بنود الدستور الكويتي، بما يبرهن على توسع مدارك الثقافة لتصل إلى أفق قانونية مطلعة على دساتير و قوانين الدول الأخرى· وذلك في الصفحة 178  في معرض الحديث عن إقرار ما قد يعتبر أول دستور للكويت عام 1938 ، ومادته الأولى "الأمة مصدر السلطات ممثلة في هيئة نوابها المنتخبين"·  كذلك ما أورده الباحث في صفحة 184 ، في الحديث عن كتلـة الشبـاب الوطني وما وضعوه من ميثاق القانون الأساسي،  جاءت المادة الثانية منه بالنص الآتي : اعتبار الكويت "بلد عربي" و أنه جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير· 

رابعاً: الشعر كان شاهدا ملازما للباحث لكونه أحد عمالقته و متذوقيه بالكويت، وهو ما يؤكد على اهتمام الباحث بتوثيق مسيرة الثقافة عبر أحـد روافـدها الإبداعية المهمة في الكويت، ونعني الشعر العربي الفصيح منه و الشعبي·

ليختتم قراءته مشيداً بأهمية الكتاب و الجهد الكبير الذي بذله الدكتور الوقيان باقتراح  بأن يكون الكتاب مرجعا مهما في تدريس المقررات المتخصصة في تاريخ الثقافة في الكويت في المؤسسات الأكاديمية على رأسها جامعة الكويت و مدارس وزارة التربية·

ثم كانت عدة مداخلات من قبل أعضاء المنتدى، حيث ركز يحيى طالب على الجانب الخاص بتوثيق مسيرة المسرح في الكويت، وكيف أن الباحث بيّن أن المسرح واكب اتجاهين أحدهما مثّله محمد النشمي و الثاني حمد الرجيب، وكيف أن المدارس الأولى في الكويت ساهمت في بدايات تأسيس المسرح أي منذ عشرينيـات القرن العشرين، وهو ما أكده الدكتور الوقيان على أن المسرح كان شاهدا على الخطوات الإصلاحية في تنمية الثقافة في الكويت في تلك الفترات المبكرة جدا، كما وضّحه و استدل عليه في الكتاب·  ومن بين المتحدثين، كان الدكتور سليمان الشطي الذي بيّن أن الكتاب يضم في حواشيه و هوامشه كما هائلا من الإحالات و مداخلات الكاتب بما يضيفها كنص رديف أو مواز لمتن الكتاب· ثم تقدم الأستاذ عبد الله خلف الأمين العام لرابطة الأدباء بالشكر إلى أعضاء المنتدى لتنظيمه هذا الحوار، و بالتقدير للدكتور خليفة لحضوره و مشاركته أبنائه الشباب في حوارهم حول كتابه· و في ختام الحلقة تم تقديم درع شكر و تقدير للدكتور خليفة الوقيان من قبل أعضاء المنتدى، لمشاركته في الحلقة الحوارية حول كتابـه، ليعبـر الدكتور الوقيان عن شكره و اعتزازه بأبنائه المبدعين الشـباب·

طباعة  

ثلاث فعاليات أساسية في وقت واحد
قليل من التنسيق كي يلتقط الجمهور الشحيح أنفاسه

 
قصة قصيرة
 
إصدارات