رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 17 يناير 2007
العدد 1758

ثلاث فعاليات أساسية في وقت واحد
قليل من التنسيق كي يلتقط الجمهور الشحيح أنفاسه

                                       

 

·       المجلس الوطني ومجلة العربي جهتان تؤديان ذات الرسالة فماذا  يضير لو تم التنسيق بينهما؟

·         الجوائز مكرسة للكتابة الإبداعية ولكن ألم يحن الوقت لتخصيص جائزة للقراءة؟

 

كتب آدم يوسف:

شهدت الكويت نشاطا ثقافيا شديد التنوع والثراء وفي وقت يمكن اعتباره قصيرا نسبيا إذا ما قيس بحجم النشاط المقدم والجهد المبذول وهو جهد يستغرق الكثير من الوقت والإرهاق الفكري والمادي على السواء بالنسبة للمؤسسات القائمة على هذا النشاط أو الأفراد المكلفين بمتابعته وإذا ما ألقينا نظرة على المناشط الثقافية التي تمت خلال فترة لا تزيد عن ثلاثين يوماً وبين شهري نوفمبر وديسمبر فقط فإننا نجد الآتي: نشاط معرض الكتاب والأمسيات الثقافية المصاحبة له ثم فعاليات مهرجان القرين الثقافي وكذلك افتتاح ندوة مجلة العربي المخصصة لمناقشة موضوع المطبوعات الثقافية واستمرار فعالياتها لمدة ثلاثة أيام وشهدت ذات الفترة أيضا استمرار نشاط رابطة الأدباء المتمثل في محاضرة أسبوعية وبعض الفعاليات الأخرى الطارئة بالإضافة الى موسم نشاط مكتبة البابطين الثقافي وقد استضاف القائمون على هذا النشاط في هذه السنة الأمير الشاعر خالد  الفيصل يضاف الى ذلك الكثير الكثير من المعارض التشكيلية والفعاليات الفنية الأخرى ذات الطابع الثقافي·

 

وقت قصير

 

إنه مما سبق يتضح لنا الكم الهائل من الأنشطة المبذولة في وقت قصير مما جعل المتابعين لهذه الفعاليات في حيرة من أمرهم وكذلك الصحافيون العاملون في المجال الثقافي لذا كان من الجدير بالنسبة لمنظمي هذه الفعاليات طرح سؤال عن الوقت، والغرض من إقامة ثلاث فعاليات أساسية في مدة لا تتجاوز كما ذكرنا ثلاثين يوما وهذه الفعاليات هي: معرض الكتاب، مهرجان القرين، وندوة العربي وهذه الفعاليات جميعها تنتمي الى قطاع واحد هو وزارة الإعلام وليس من الصعب تأخير نشاط ندوة العربي لمدة أربعين أو خمسين يوما وهي الندوة التي أصبحت تقليداً سنويا يتوقعه وينتظره القائمون على الثقافة والأمر ذاته يمكن أن يقال على نشاط معرض الكتاب الذي ينبغي أن يقام في وقت لا يخالطه أي نشاط آخر، ولكن الحاصل الآن، ومنذ سنوات خلت أن نشاط معرض الكتاب يتلاقح ويتداخل مع مهرجان القرين الثقافي ولا يفصل بينهما سوى يومين أو ثلاثة ولا ننسى أن معرض الكتاب ليس مناسبة لعرض الكتب أو بيعها فقط بل أصبح مناسبة ثقافية تحوي أمسيات شعرية أو أدبية يحضر إليها ويتابعها جمهور الثقافة عن كثب وذلك على اختلاف مشاربه أو أطيافه وكنا نتمنى أن يكون هناك فاصل زمني لا يقل عن شهرين أو ثلاثة بين معرض الكتاب ومهرجان القرين الثقافي·

نقول هذا ونحن ندرك أن معرض الكتاب مرتبط بمعارض أخرى في المنطقة، من حيث التوقيت الزمني لا سيما معرضي الشارقة والقاهرة، ولا ننسى أن دور النشر الكبرى لا تفضل أن تتواجد في مكانين في وقت واحد لذا فإنهم يضعون في اعتبارهم أن ينتهوا من معرض الكويت مثلا ثم ينتقلون الى الشارقة ومنها الى بيروت ومن بيروت الى القاهرة وهكذا وهي مسألة حسابات تجارية وفنية بحتة لذا فإنه يفضل أن يترك للقائمين على معرض الكتاب حرية اختيار الوقت المناسب، بما يتماشى ورغبة دور النشر وجدول أعمالها، وبناء عليه يتم ازاحة فعاليات مهرجان القرين الثقافي الى وقت آخر لا يكون فيه أي تعارض مع نشاط آخر وحسب علمنا فإن مهرجان القرين ليس نشاطا تجاريا أو خاضعا لحسابات اقتصادية بل هو نشاط ثقافي تشرف عليه وتتولى رعايته مؤسسة حكومية·

وإذا ما رُوعي الفصل الزمني بين هذه الفعاليات الثلاثة فإنه النشاط الثقافي في الكويت يمكن أن يستمر لمدة ستة شهور أو أكثر بدلاً من أن يكون مكدساً في ثلاثين يوماً·

 

نشاط صيفي

يحمد للمجلس الوطني ما قام به من نشاط ثقافي صيفي في صيف العام المنصرم 2006 م تراوح بين الأمسيات الشعرية والأدبية والمعارض التشكيلية وهي المرة الأولى التي يقام فيها هذا النشاط برعاية رسمية من المجلس الوطني في وقت يعتبر فيه الناس الصيف هو موسم لهو وسفر وهي نظرية بطبيعتها خاطئة لأنه موسم الإجازة وفي نظر كثير من الشعوب التي توصف بأنها متقدمة ومتحضرة هي فرصة للقراءة والإطلاع الحر، والإبداع الفني والثقافي لذا فإننا نعتبر أن النشاط الثقافي الصيفي هو خطوة متقدمة للعمل الثقافي ونتمنى أن يكون تقليداً سنوياً لا يتوقف·

 

استراتيجية القراءة

 

بقيت مسألة أخيرة يمكن الإشارة إليها وهي المتعلقة بالجمهور المتابع للأنشطة الثقافية في الكويت وهو جمهور شحيح قليل للغاية لذا من الأجدر الأخذ باستراتيجية ترسخ بين الناس قيم القراءة الحرة، ولا ننسى أن من لا يكلف نفسه قراءة كتاب واحد خلال عام كامل فإنه وبكل تأكيد لا يكلف نفسه حضور أمسية أو فكرية  لا يفهم من خلالها شيئاً·

ويمكن ترسيخ استراتيجية القراءة بين الأجيال القادمة من خلال إقامة المسابقات المخصصة لقراءة وتلخيص الكتب الأدبية والفكرية وتخصيص الجوائز الثمينة لذلك·

وهي مسألة يمكن أن تتولاها أية مؤسسة ثقافية مثل رابطة الأدباء أو المجلس الوطني أو مجلة العربي·

ولا بأس أن يكون لكل واحدة من هذه المؤسسات مسابقة مستقلة وقائمة بذاتها·

إن الفكرة السائدة الآن هي إقامة مسابقات للأعمال الابداعية وهي فكرة جيدة ولا بأس بها ولكن ينبغي ألا ننسى أن الكتابة الابداعية مرحلة متقدمة يسبقها تأسيس جيد من القراءة والمطالعة الثقافية ومن هنا فإنه من الأجدر بنا أن نرسخ بين الأجيال القادمة حب القراءة قبل أن نطلب منهم كتابة أعمال إبداعية·

وخلاصة ما يمكن أن يقال إن الكويت تحوي مؤسسات ثقافية ضخمة وأنشطة شديدة التنوع والثراء، وما ينقصنا هو قليل من التنسيق بين القائمين على هذه المؤسسات كي يلتقط الجمهور الشحيح أنفاسه ولا يضطر للحيرة والضياع بين أنشطة كثيرة وحضور قليل·

 

 

طباعة  

قصة قصيرة
 
حلقة نقاش حول كتابه "الثقافة في الكويت"
منتدى المبدعين برابطة الأدباء يستضيف خليفة الوقيان

 
إصدارات