الكويت (كونا) - قال مدير عام دار قرطاس للنشر أحمد الديين إن المجلات الثقافية العربية الأولى بشكل عام ومجلتي (الكويت) و (البعثة) بشكل خاص لعبتا دورا رياديا بارزا في انطلاقة الإصلاح الثقافي والاجتماعي في مجتمعاتنا العربية وفي مجتمعنا الكويتي·
وأكد الديين في ندوة عقدها بعنوان (مجلتا الكويت والبعثة ودورهما الريادي في الإصلاح الثقافي والاجتماعي) أن هاتين المجلتين تمثلان مرحلتين متميزتين لبدايات انطلاقة الصحافة الكويتية وفي الوقت نفسه تعبر موادهما المنشورة عما يشهده المجتمع الكويتي في هاتين المرحلتين من تحولات·
وأوضح أن المرحلة الأولى كانت في نهاية العشرينيات ومشارف ثلاثينياته من القرن العشرين والثانية كانت في النصف الثاني من أربعينيات القرن العشرين والنصف الأول منه وفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية وما شهدته من تطورات عالمية عاصفة وبدايات تحول الكويت إلى بلد مصدر للنفط وما أحدثه فيها من آثار وتبدلات اقتصادية واجتماعية وثقافية كبيرة·
وأفاد أن العدد الأول من مجلة (الكويت) صدر في العام 1928 كأول مجلة كويتية وكان ناشرها ومحررها الشيخ عبدالعزيز الرشيد وعرفت بأنها مجلة دينية تاريخية أدبية أخلاقية واستمرت المجلة في الصدور حتى العام 1930·
أوضح الديين أن مجلة (البعثة) الثقافية الشهرية وهي ثاني المجلات الكويتية إذ صدرت عن (بيت الكويت) في مصر الذي يضم المبعوثين الى الدراسة فيها واستمرت في الصدور منذ عام 1946 حتى عام 1954 وتولى رئاسة تحريرها الأستاذ عبدالعزيز حسين وبعده عبدالله زكريا الأنصاري وشارك في تحريرها الطلبة المبعوثون إلى مصر وبعض الكتاب الكويتيين والعرب·
وذكر أن مثلما حظيت قضايا الإصلاح الثقافي في الكويت باهتمام مجلتي (الكويت) و(البعثة) فقد حظيت قضايا الإصلاح الاجتماعي وتطوير مؤسسات المجتمع ومرافقه وخدماته الاجتماعية العامة باهتمامهما·
وقدم الديين من خلال بحثه نماذج من كتابات رائدة من المجلتين في فترات مبكرة نسبيا من تاريخ الكويت تبين مدى إسهامها في انطلاقة حركة الإصلاح الثقافي والاجتماعي والإصلاح الاقتصادي والسياسي مع تبيان مساهمة المجلات الثقافة الأولى في قيادة حركة نهوض المجتمع وارتباط النخبة المثقفة بهموم وطنها ومشكلاته وعدم انعزالها عن واقع الحياة·
بدوره قال الأستاذ المساعد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس الدكتور محسن الكندي خلال موضوع بحثه (الصحافة العمانية ودورها في الإصلاح الثقافي) إن الصحافة العمانية تشكل منذ صدورها المبكر في أوائل القرن الـ 20 واقعا تسجيليا مهما لفترة مزدهرة من تاريخ الثقافة العمانية حيث التطلعات الحضارية الغنية بكثير من الرؤى التي اضطلع بها العمانيون في حضارتهم ماضيا وحاضرا وعلى كل الأصعدة والمستويات السياسية والاجتماعية والأدبية·
وألقى الدكتور محسن الضوء على العوامل المؤثرة في نشأة الصحافة العمانية ومفهومه للإصلاح الثقافي إذ تناول بواكيرها في مرحلة التطور والازدهار فضلا عن الصحافة العمانية في المهجر العربي والإفريقي والعالمي·
وأكد أن البداية الحقيقية للحركة الثقافية التي شهدتها البلاد إنما ترتبط بحركة الصحافة سواء في الموطن أم في المهجر لأن القائمين عليها اتصلوا بالحركات التنويرية وارتبطوا برواد التحرر والإصلاح في الوطن العربي·
وقال إن الصحافة العمانية في المجمل العام ما هي إلا تجسيد للدور الحضاري العماني في الثقافة العربية وإحدى ركائز الارتباط الحميم بها·
بدوره روى الدكتور عبدالله العثيمين في ندوة قدمها بعنوان (مجلة العرب ساحة لعطاء الجاسر الموسوعي) سيرة الراحل الشيخ حمد الجاسر الذي أنشأ مجلة العرب وسرد صفاته التي كان أبرزها حبه وعشقه للقراءة والكتابة·
ونقل العثيمين ما كان يقوله مؤسس مجلة العرب حمد الجاسر الذي كان يردد ويقول "إنني أشعر بالحياة ما دمت أقرأ وأكتب" وقد تجاوز ما دونه من كتب ومقالات وتعليقات 1500 عمل·
وأضاف العثيمين أنه "لم يكن غريبا أن يحتل علامة موسوعي اتصف بالصفات الذاتية والعلمية التي اتصف بها الشيخ حمد مكانة رفيعة بين الباحثين والدوائر المرموقة في الوطن العربي"·
وقال إن الشيخ الجاسر انتخب في المجامع العربية اللغوية والعلمية وأدى من خلالها أدوارا كبيرة لم يكن في وسع غيره أن يقوم بأمثالها وبخاصة ما يتعلق بتراث جزيرة العرب شعرا ولهجات وأمكنة وتاريخا وقبائل وأنسابا·
ومن أعماله الرائدة إنشاؤه دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر وقد أصدرت سلسلة كتب تشمل بحوثا جغرافية وتاريخية عن الجزيرة العربية ومن رحابها العامرة انطلقت مجلة العرب شهرية التي تعنى بتاريخ العرب وآدابهم وتراثهم الفكري·
