رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 6 ديسمبر 2006
العدد 1753

حصدت جائزة ليلى العثمان للقصة والرواية
ميس العثمان: سافرت بعيداً ونسجت عزلتي

 

كرمت الأديبة الروائية ليلى العثمان القاصة ميس العثمان بتسليمها جائزة ليلى العثمان في القصة والرواية (من أجل إبداع متميز) وقد اشتمل حفل التكريم الذي أقيم على مسرح رابطة الأدباء فقرات متنوعة، حيث ألقى أمين عام رابطة الأدباء عبدالله خلف كلمة أشاد فيها بالروائية ليلى العثمان وبدورها في دعم جيل الشباب من المبدعين وقال احتضنت الأديبة ليلى العثمان، كاتبة القصة والرواية جموعا من الشباب المبدعين في مجال القصة القصيرة والرواية، فخصصت لهم جائزة دورية بعنوان "من أجل إبداع متميز" هذه المبادرة الكريمة هي امتداد لكرم موروث من عميدد أسرتها ووالدها المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان الذي كان شاعرا وأديبا وله مجلس يقصده الأدباء والمفكرون كما عرف بالكرم والإحسان وأعمال الخير للوطن والمواطنين، فمن شابه أباه فما ظلم·· الأديبة ليلى العثمان كرمت بالأمس، وتكرم اليوم للمرة الثانية كوكبة من الشباب وذلك في نطاق رابطة الأدباء التي استقطبت الشباب وتركت لهم حرية التعبير والتحرك الفكري حتى نبع منهم الكثير، كتجربة رائدة بين الروابط واتحادات الكتاب·· وأضاف القول: الأديبة ليلى العثمان قد أعلنت قبل سنتين عن هدفها ورغبتها في فتح آفاق جديدة لجيل الشباب كإحساس بالمسؤولية الأدبية تجاه الشباب المبدعين من أبناء الكويت الذين يصمدون أمام كل التحديات ومشاغل العصر، وقالت في احتفالية سابقة لجائزتها: (إن القصة كانت عشقي الأول، فقد سعيت من وراء هذه الجائزة الى تعزيز مكانتها، وتشجيع الإبداع في مضمارها وفتح الآفاق أمام الشباب وتشجيعهم على القراءة والكتابة وتجديد دماء القصة، وتعزيز حضورها الإبداعي) وجائزة ليلى العثمان إحدى مفاخر الحركة الثقافية في البلاد وهي مفخرة لرابطة الأدباء أيضا، إذ تنبثق من إحدى الرائدات فيها لتتسع بجائزتها آفاق الثقافة والآداب··

 

راعية الحفل

 

وقد ألقت راعية الحفل ليلى العثمان كلمة جاء فيها قبل عامين احتفلنا بحصول الكاتبة استبرق أحمد على الجائزة وهي مبدعة أزاح ضوؤها بعض عتمة الركود في ساحتنا الثقافية ووهبنا فرحاً وأملا بأن الأجيال تتواصل والإبداع يستمر، كل يأخذ بيد الآخر وكل يفتح الطريق ويمهّد لخطوات تدوس على الشوك لتزرع الورد·

وفي هذه السنة تطل عرائس مبدعة أخرى، عرائس وإن كانت من الصوف إلا أنها أشبه بعرائس النور تكمل سطوعها وتزيح مزيدا من العتمة فيعم الضوء مؤكدا أن الأدب بخير، والإبداع الجديد بألف خير، وأن هذا الجيل الذي تنفس عطر من سبقوه يكوّن عطره الخاص، ويجد له مكانا مضيئا في صفوف من بدأوا وأضاؤوا من الشعلان الأولى ما استطاعوا وظلوا على الدرب سائرين·

وأضافت قائلة: إن الدافع لإنشاء هذه الجائزة ليس بدافع البحث عن مجد شخصي أو شهرة، بل هو إحساس بالمسؤولية تجاه جيل الشباب المبدعين من أبناء الكويت وأتمنى أن تكون مسؤوليتهم كبيرة، ليس من أجل الجوائز بقدر ما تكون تجاه الوطن الذي منحهم خيره وفتح لهم أبواب النهوض بمواهبهم ليساهموا في بناء ثقافته بكل جدية وإيمان بأن الكلمة هي الضوء الذي ينير هذا العالم، وإنني إذا أكرّم واحدة من هؤلاء المبدعين فإنه تكريم لكل أبناء جيلها وأتمنى لهم التوفيق جميعا·

 

سهام الفريح

 

وبدورها ألقت الدكتورة سهام الفريح كلمة أشادت فيها بميس العثمان، وبما تحتويه قصصها من مستوى فني وإبداعي راق، تستحق بموجبه الجائزة تقول: قد يصادفنا كم هائل من التأليف الأدبية تردنا على اختلافها من كل حدب وصوب لكن تبقى تلك الكتابات المتميزة التي تبرز من بين هذا الركام لتفرض تميزها على المتلقي دون وساطة·· وميس العثمان في قصصها من هذه الكتابات التي لاقت صدا ليس في نفس المتلقي عامة، وإنما في نفس ذي الذائقة الفنية العالية ممن يملك الدراية الكافية في فنون الأدب المختلفة·

وقد قرأت لميس العثمان منذ فترة وقبل موضوع جائزة الأديبة ليلى العثمان، لذا فقد سعدت بفوزها بعد ذلك لأنها أهل لهذا الفوز من بين الشباب الذين شاركوا في هذه المسابقة التي تشكر لأجلها الأخت الأديبة ليلى العثمان على هذا الدعم لإبداع الشباب الذين هم عماد المستقبل في حياتنا القادمة في الكويت، وما يعنينا هنا هو الإبداع القصصي، والمبدع الحقيقي هو الذي يفرض سطوته وتأثيره منذ الوهلة الأولى وذلك بما يملكه من فطنة، وقوة ملاحظة، وقدرة على التعبير السليم، مع قدر من حسن الذوق ورهافه الحس، ثم يأتي دور الدربة والإعداد في تملك قدر وافر من الأدوات الفنية لتصقل هذا الإبداع، وتضاعف من قيمته الفنية، وهذا ما تبينته في قصص (ميس العثمان)·

 

سعاد عبدالوهاب

 

وبدورها ألقت الدكتور سعاد عبدالوهاب كلمة جاء فيها أود أن أعبر عن صادق ابتهاجي، واعتزازي، بالمناسبة التي تجمعنا في هذا المكان الحميم، وهذا الابتهاج من أجل حرفة الأدب بكسر الحاء، وهي الصناعة، وليس حرفة الأدب - بضم الحاء، وهي المشقة والفقر والمعاناة·· وقانا الله شرها·· فبيننا الآن عروسان: الأم، صاحبة الجائزة، وصانعة السبق في الإبداع، ومؤسسة الأدب النسوي - في الكويت - بصدق الرؤية، وشجاعة الرأي، وجمالية الأسلوب·

هذه ليلى العثمان في إنتاجها السخي، الأصيل، المتموج مع مطالب الحياة في وطنها الكويتي، وتطلعات وطنها الكبير·· العربي··· وحالاتها النفسية وتطلعاتها الأنثوية عبر مراحل العمر الجميل، التي دفعتها اريجيتها الى تخصيص جائزة لتنشيط النوع الأدبي (السرد) الذي أطلت من خلاله على قرائها منذ صباها الباكر وحتى شبابها الدائم المتدفق بالعطاء، وكان من صدق إرادتها وإيمانها بالمستقبل أن خصصت جائزتها لإبداع الشباب·· وكان من التوفيق أن الجائزة كانت من استحقاق كاتبة شابة، هي ميس خالد العثمان، التي واجهت واقع الكتابة، وسعت الى قارئها عبر ثلاثة مؤلفات في هذا النوع السردي، وإن راوحت بين المجموعة القصصية: عبث - التي صدرت 2001، والمجموعة القصصية: أشياؤها الصغيرة - صدرت 2003 - ورواية غرفة السماء - صدرت 2004·

 

ميس العثمان

 

ألقت ميس العثمان كلمة على هيئة نص أدبي نلتقط فقرة منه:

سافرت بعيدا بالكلام

زرعت الحروف

ونسجت عزلتي الرفيعة من حولي دون الالتفات للعقبات!

في عزلتي فرصة لأن أجلس الى ذاتي

أدون أحاسيسي المفرطة بالأشياء والأماكن والأزمنة والناس!

أكتب، وأشعر بشيء يشبه النزف

يشبه السفر

التحليق

النشوة

الامتلاء

الامتلاك!

بالكتابة تتكاثر دوائر الأسئلة في داخلي، وبها أحاول أن أطمر الحفر الممتدة حولي·· هناك، بين الورقة والقلم، أنسج لنفسي مكانا في اللامكان

وأحس بأن المسافة الفاصلة بيني وبين القارىء عدمية!

هناك، "في السرد"، أشعر بأن صورتي أكثر وضوحا وحقيقية وجنونا من صورتي في المرآة!

طباعة  

وزير الإعلام اعترف بوجود قصور في دعم الثقافة
بالحفاوة وتكريم المبدعين انطلقت فعاليات مهرجان القرين

 
قصة قصيرة