رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 6 ديسمبر 2006
العدد 1753

وزير الإعلام اعترف بوجود قصور في دعم الثقافة
بالحفاوة وتكريم المبدعين انطلقت فعاليات مهرجان القرين

 

 

كتب آدم يوسف:

بحضور وزير الإعلام الكويتي محمد السنعوسي وعدد كبير من رواد الفكر والثقافة والفن انطلقت فعاليات مهرجان القرين الثقافي الثالث عشر وقد كان الحدث الأهم في حفل الافتتاح هو توزيع جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية على الفائزين بها حيث تنوعت فقرات الحفل متضمنة فيلما تسجيليا عن حياة الفائزين وإبداعتهم وتضمن الحفل كذلك فقرة غنائية للمطرب نبيل شعيل غنى خلالها مقطوعات غنائية وطنية بالإضافة الى  أغنية واحدة واجدانية وقد تفاعل الجمهور كثيراً مع أغنيات المطرب المحبوب·

 

وزير الإعلام

 

وكان وزير الإعلام قد ألقى كلمة أكد فيها أن الثقافة في الكويت ما زالت تعاني القصور وهي أحوج ما تكون اليوم الى دعم السلطة في الدولة من أجل إحياء المؤسسات الثقافية التي تعاني الركود والإهمال لا سيما تلك المتعلقة بالمتاحف والآثار الكويتية القديمة·

كما اعترف بوجود تراجع وتخلف نسبي في الحركة الثقافية الكويتية وقال: "نعترف بوجود قصور كبير من الدولة في جوانب عديدة تصب كلها في منظومة الثقافة"·

وأوضح أن طموح المثقفين في الكويت كبير جداً لذلك يشعرون بالألم وقال طموحنا نحن أيضا كبير ونتألم مثلهم لأننا نتحدث عن نشر الكتاب والدعوة الى الإبداع، والقراءة وهناك رقابة نتحدث عن الفنون، وهناك قمع للمبدعين وهذه أشياء تؤلمني جداً لكنها لا تعيقني عن العمل لأن عندنا إصراراً على المضي قدما في تطوير وتنمية الثقافة·

وأشاد بالدور التنويري والفكري الذي قام به وزير الثقافة المصري السابق الدكتور ثروت عكاشة الذي تم اختياره ليكون شخصية المهرجان وقال "هذا اختيار موفق جداً من قبل اللجنة العليا للمهرجان لأن إسهامات الدكتور عكاشة في مجال الثقافة والفنون كمبدع ومفكر ومسؤول واضحة وجلية وباقية حتى الآن ليس في مصر فقط ولكن انعكاساتها موجودة في معظم أنحاء العالم العربي"·

وشدد على أهيمة تكريم الرواد والمبدعين من قبل الدولة لتشجيع الصغار منهم والاعتراف بقيمة  وعطاء الكبار وقال أشعر بالفخر ونخن نكرم في افتتاح القرين ثلة من المبدعين والرواد الذين أثروا حياتنا الثقافية والفنية بعطائهم وإبداعهم لأن هؤلاء الرواد الذين نكرمهم اليوم وهم الفنان الكبير سعد الفرج والإعلامية فاطمة حسين والشاعران يعقوب الرشيد وعلي السبتي الحائزان على جوائز الدولة التقديرية عملوا الكثير من أجل الثقافة ومن أجل رفعة بلدهم كما نشد على أيدي الفائزين بجوائز الدولة التشجيعية لأنهم تميزوا وأبدعوا·

واستغرب الوزير كيفية تعامل بعض وزارت ومؤسسات الدولة مع الآثار، وتساءل: هل سمعتم يوما أن وزارتي الأشغال والتخطيط مثلا طلبتا معرفة الموجودة في باطن الأرض قبل البناء عليها؟ وأضاف التطور العمراني الذي نشهده في الكويت جميل ورائع لكننا نعتقد أن هناك ما هو أهم من ذلك على هذه البقعة المحدودة من الأرض وهو هذا الكم الهائل من الآثار التي يتم اكتشافها فعندنا الآن حفريات في 20 موقعا وقد تندهشون كما اندهشت أنا من وجود آثار في بعض تلك المواقع يعود تاريخها الى ما قبل تاريخ الفراعنة والسؤال ماذا فعلنا من أجل هذا الكنز الحضاري؟

وانتهز الوزير فرصة تواجده في الافتتاح لتقديم لمحة سريعة عن كم وحجم إنجازاته خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها مسؤولية الوزارة قبل مناقشة مجلس الأمة "البرلمان" الاستجواب المقدم له من النائب الإسلامي فيصل المسلم وقال مازحا هذه فرصة لأتحدث إليكم قبل طرح الثقة في البرلمان لتعرفوا حجم الإنجاز الذي تم وهو كبير جداً وأستطيع القول إن عام 2006 هو عام الثقافة بامتياز على مستوى البنية التحتية نشيّد الآن مبنى عصريا للمكتبة الوطنية، وأقر مجلس الوزراء ثلاثة أبنية كبري هي مركز جابر الأحمد الثقافي الذي سيقام على مساحة 50 ألف متر مربع في ساحة العلم، ومجمع عبد الله السالم الثقافي ومكتبة عبد الله السالم ومبني مجلة العربي الذي نحتفل العام المقبل بمرور 50 عاماً على أصدارها وسيكون هذا المبنى مركزا ثقافيا يليق باسم المجلة العريقة، كما سنبني مركزا دوليا للصحافة والمطبوعات يليق بالصحافة والصحافيين·

وتساءل: هل يعني ذلك أننا أكملنا منظومة الثقافة حتى نفتخر ونعتز بذلك؟ وأجاب: بالطبع لا، وأضاف: ما زال أمامنا الكثير لكننا وضعنا أقدامنا على الطريق وسنسير فيه من أجل رفعة الثقافة الكويتية وسنواجه أي عثرات قد تقابلنا لأن  دور الكويت الثقافي في محيطها العربي كان ولا يزال من أهم الأدوار ويسعدنا أننا حققنا جزءاً من أحلام المثقفين كما يسعدنا أننا خطونا خطوات ملموسة في المساهمة بتطوير وتنمية الثقافة العربية بأبعادها الفكرية والإنسانية والفنية وجميع الأنشطة التي نقوم بها من خلال وزارة الإعلام أو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تصب في هذا الاتجاه·

من جانبه أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي أن تكريم الرواد والمبدعين في افتتاح المهرجان يحمل أكثر من معنى ودلالة أهمها أن الدولة مهتمة جداً برعاية ومساندة جيل الشباب من المبدعين والمتميزين الذين سيحملون راية قيادة البلاد في المستقبل القريب كما يعني اعتراف وامتنان الدولة بعطاء وجهد جيل الرواد الذين اثروا حياتنا الثقافية بإبداعاتهم·

وأوضح أن تنوع برنامج المهرجان سيساهم في إثراء العمل الثقافي وقال مما لا شك فيه أن من يلقي نظرة سريعة على البرنامج سيجد أنشطة متنوعة ومتكاملة في الوقت نفسه فعندنا الندوة الرئيسية بعنوان "الخطاب النقدي العربي·· الإنجازات والأسئلة" التي تأتي لتكمل العقد الثلاثي الذي بدأ قبل سنتين بندوة الرواية العربية ثم في الدورة الماضية بندوة الشعر العربي الحديث، وهذه الندوة هامة جدا لأن النقد أحد أدوات الإبداع وتطوير الملكات الفكرية ولا يمكن تطوير الفنون والثقافة ما لم يكن لدينا نقد واع وأضاف: لدينا جانب تكريمي مهم يتمثل في الاحتفاء بأحد رواد الثقافة العربية وهو الدكتور ثروت عكاشة وفي قسم منارات ثقافية سنحتفل بالأديب خالد سعود الزيد والفنان معجب الدوسري ولدينا ليلة غنائية للاحتفاء بالمطرب الكبير الراحل غريد الشاطئ هذا فضلا عن الأمسيات الموسيقية والعروض المسرحية ومعارض الفن التشكيلي والمحاضرات والندوات وغيرها من الأنشطة·

وقال: إن مهرجان القرين الذي تبوأ مكانته التي يستحقها كواحد من أهم المهرجانات الثقافية العربية بفضل أنشطته المتنوعة وعدد المثقفين المشاركين فيه وبرنامجه الحافل والاهتمام الإعلامي المصاحب له يؤكد من جديد حاجتنا الماسة الى التمسك بالثقافة والفكر والعلم لمواجهة الجهل والتخلف لأنه يعلي من قيمة الفن الراقي في مواجهة السوقية والابتذال، ويشدد على أهمية الاحتفاء بالرموز الثقافية والمبدعين والنابغين ليعيد الاعتبار الى القيمة والإبداع في مواجهة استشراء روح الاستسعال كما يؤكد أن الثقافة الجادة والمبدعة والخلاقة والمتطورة والمنفتحة على الآخر وحدها قادرة على حماية هذه الأمة من محاولات تغريبها أو طمس هويتها·

طباعة  

قصة قصيرة
 
حصدت جائزة ليلى العثمان للقصة والرواية
ميس العثمان: سافرت بعيداً ونسجت عزلتي