رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 1 نوفمبر 2006
العدد 1748

لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام مع الفلسطينيين

                                                                  

 

·         جدعون ليفي: الحكومة الإسرائيلية تتصرف كمنظمة إرهابية

·         اللجنة الرباعية تحولت الى مجرد ذراع لوزارة الخارجية الأمريكية

 

بقلم: جوناثان ستيل

(شكرا للسويسريين، فحكومتهم هي الوحيدة من بين كل دول الاتحاد الأوروبي التي تجرأت على التنديد بالممارسات الإسرائيلية في غزة من عقوبات جماعية وانتهاك لمبدأ الاستخدام المتكافىء للقوة، وعدم اتخاذ إسرائيل الاحتياطات المطلوبة بموجب القانون الدولي، لحماية المدنيين·

وكان أمرا حتميا أن يقابل هذا الموقف السويسري موجة من الانتقادات وصلت الى حدّ قيام بعض المواقع على شبكة الإنترنت وبعض وسائل الإعلام بنبش دور البنوك السويسرية إبان الحقبة النازية، ولكن سويسرا ترى أن من واجبها كراعية لميثاق جنيف أن ترفع صوتها عاليا ضد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان·

ويعتبر الموقف السويسري نقيضا للصمت الأوروبي المشين تجاه السياسات الإسرائيلية، لقد ردّت إسرائيل على مقتل اثنين من جنودها وأسر ثالث بتدمير محطات الكهرباء والجسور وأنظمة المياه والصرف الصحي في غزة، إضافة الى عمليات الاغتيال وهدم المنازل وإلقاء القنابل الصوتية التي تروّع الأطفال ليل نهار ضد شعب جائع يخضع للحصار في ما يشبه سجنا كبيرا، فجاء الرد الأوروبي على شكل بيانات غامضة في التعبير عن "القلق" والدعوة الى "ضبط النفس"!

لقد أثبت الأوروبيون أنهم لا يمتلكون ولو جزءاً بسيطاً من شجاعة الكاتب الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي الذي كتب في صحيفة هآرتس مؤخرا يقول "إنه لأمر غير شرعي أن نقوم بقطع الكهرباء عن سبعمائة ألف فلسطيني، وليس مشروعا أن نقوم بخطف نصف أعضاء الحكومة الفلسطينية ورُبع أعضاء المجلس التشريعي، إن أية دولة تقوم بمثل هذه الممارسات لا يمكن تمييزها عما تفعله المنظمات الإرهابية"·

فرئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وخلال حديث مطوّل أمام مجلس العموم مؤخرا، لم يأتي بجديد حيال موقفه المعتاد الذي يحاول فيه الإمساك بالعصا من المنتصف حين قال: "لقد تعلمت الكثير في ما يتعلق بهذا الوضع على مدى السنوات الماضية والذي يجعلني أدرك أن التنديد بهذا الطرف أو ذاك لن يكون مجديا"·

 

لحظة حاسمة

 

وبالطبع، فإن العجز الأوروبي حيال الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني هو مشكلة قديمة، وكان آخر أعراضها عند فوز حركة حماس في الانتخابات الفلسطينية في شهر يناير الماضي، فقد كان لهذا التطور انعكاسات عميقة داخل إسرائيل وبما يتصل بعلاقات مختلف الدول بالسلطة الفلسطينية، وعلى مستقبل الإسلام السياسي في العالم العربي وعلى صورة الغرب عند المسلمين· وباختصار، كانت نتائج الانتخابات الفلسطينية لحظة حاسمة بكل المقاييس·

لقد اختار الاتحاد الأوروبي تبني الموقفين الأمريكي والإسرائيلي في مطالبة حركة حماس بتغيير سياساتها أو معاقبتها، وقد تحولت اللجنة الرباعية الى فخ، فهي مجرد ذراع لوزارة الخارجية الأمريكية وإملاء السياسات الأمريكية على الآخرين، فمطالب اللجنة من حماس هي المطالب الإسرائيلية ذاتها·

ويبدي بعض الدبلوماسيين الأوروبيين الآن، ندمهم على التردد في اتخاذ موقف واضح، فالقرار بقطع المساعدات عن الفلسطينيين وكذلك الاتصالات مع الحكومة الفلسطينية، يرى البعض أنه كان خاطئا، وتجلّى ذلك في الاقتراح الفرنسي لإيجاد آلية جديدة لإيصال المساعدات·

وكان رفض الاتصال بحركة حماس خاطىء أيضا، لاسيما وأن الحركة حافظت على موقف من جانب واحد، لإطلاق النار منذ أكثر من عام (وهي الحقيقة التي تحاول إسرائيل إخفاءها باستمرار)، وحقيقة تصنيف حركة حماس على أنها منظمة إرهابية يجب ألا تمنع التعامل معها خاصة وأن الحكومة الأوروبية تفاوضت مع حركات مشابهة ذات أجندات قومية مثل منظمة الجيش الجمهوري الإيرلندي و"نمور التاميل" وحركة "إيتا" الانفصالية·

ولكن مرة أخرى، شكرا لسويسرا، لقد واصلت هذه الدولة غير العضو في الاتحاد الأوروبي، اتصالاتها بحركة حماس وتقوم بدور الوساطة بين الحركة وحكومات أوروبية أخرى وضعت نفسها في شرَك لعدم قيامها بذلك·

إن المخرج لهذه الأزمة ليس واضحا، ولكنها ستنتهي حتما حين يتوقف الأوروبيون عن سياساتهم العبثية الداعمة لإسرائيل والولايات المتحدة، فحكومة أولمرت لا تحاول تدمير "حماس" فحسب بل محمود عباس أيضا، فهذه الحكومة تسعى - كما حكومة شارون من قبل - الى إضعاف المعتقلين الفلسطينيين من خلال إظهارهم بأنه لا حول لهم ولا قوة· فإسرائيل لا تسعى إلا إلى الهيمنة ولا تريد التفاوض مع أحد، وسواء كانت السياسات الإسرائيلية تسعى الى تجويع الفلسطينيين من أجل إجبارهم على الرحيل الى مصر أو الأردن أو أماكن أبعد، أم أنها تهدف الى تحويل غزة الى سجن كبير وتقسيم الضفة الغربية الى بانتونات، فإن إسرائيل تستهين بكل قرار صدر عن الأمم المتحدة في ما يتصل بالصراع·

 

حقائق على الأرض

 

يجب على الاتحاد الأوروبي أن يعترف الآن بأنه لا يوجد شريك إسرائيلي للفلسطينيين في محاولة التوصل الى تسوية سلمية·

ولن يوجد مثل هذا الشريك إلاّ إذا اعترفت إسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني، إن بيانات من مثل أن إسرائيل تعترف بحق الفلسطينيين في الوجود هي عبارات فارغة طالما واصلت الحكومة الإسرائيلية توسيع المستوطنات وبناء الجدار الفاصل ورفض التفاوض حول كيفية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة·

ويجب على إيهود أولمرت وشركائه في الحكومة من حزب العمل اتخاذ موقف واضح وتبني أجندة سلمية جدية تكون قريبة من مقترحات إيهود باراك في طابا قبل خمس سنوات، فالفلسطينيون لم يقبلوا بتلك المقترحات آنذاك، ولكن الظروف السياسية تغيّرت الآن، وإذا تبنّت حكومة أولمرت أو حاولت فرض ما هو أقل من تلك المقترحات، على الفلسطينيين، فلا يمكنها الزعم بأنها تريد إنهاء الصراع·

وأخيرا، يجب على إسرائيل أن تنبذ العنف ولا سيما عمليات اغتيال القادة الفلسطينيين، فعدد المدنيين الذين سقطوا في هذه الهجمات هذا العام فقط، يفوق عدد الإسرائيليين الذين قتلوا منذ إعلان حركة حماس الهدنة العام الماضي، والحقائق لا تدعم مزاعم إسرائيل بأنها "ترد" على الاستفزازات، وينطبق ذلك أيضا، على هجماتها التي أعقبت خطف الجندي، فقد سبق هذه الحادثة وقوع الكثير من الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية·

وقد يجادل البعض بأن قيام الاتحاد الأوروبي بالتنديد بالممارسات الإسرائيلية يُفقده التأثير على الحكومة الإسرائيلية· ولكن ما الذي أنجزه هذا التأثير طوال فترة حكم شارون وأولمرت؟

فالحكومات يكون لها تأثير أكبر حين تتخذ مواقف أخلاقية واضحة وسياسة حازمة، فالتنديد بالسياسات الخاطئة والعزلة السيكولوجية تخلقان "الحقائق على الأرض"، الأمر الذي قد يشكل جرس إنذار لجمهور الناخبين، إن لم يكن لحكوماتهم مباشرة· كما أن الجمهور ليس في إسرائيل وحدها، فهناك جمهور كوني يتوقع من أوروبا اتخاذ الموقف السليم، سواء اختارت إسرائيل الاستماع لصوتها أم لا·

"عن: الغارديان"

طباعة  

بإعادته مزارع شبعا الى طاولة المفاوضات
قرار 1701 يعني عدم الاعتراف بأية حدود نهائية لإسرائيل مستقبلا

 
العراقيون يريدون جدولاً زمنيا للانسحاب الأمريكي خلال عام