رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 1 نوفمبر 2006
العدد 1748

بإعادته مزارع شبعا الى طاولة المفاوضات
قرار 1701 يعني عدم الاعتراف بأية حدود نهائية لإسرائيل مستقبلا

                                        

 

·         أخطاء حكومة أولمرت في إدارة الحرب دفعت بوش للتدخل لوقف النار

·         الإقرار الأمريكي ببقاء قوة حزب الله·· ضربة موجعة لأمريكا وإسرائيل

 

بقلم: كارولين غليك

ثمة مبرر قوي لقبول حزب الله وقف إطلاق النار مع إسرائيل بموجب القرار 1701 فالقرار يمثل انتصارا شبه كامل لحسن نصر الله وللدولتين الراعيتين له، إيران وسورية كما أنه يمثل هزيمة غير مسبوقة لإسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة، وهذه الحقيقة تتجلى في مضمون القرار وفي حقيقة أن الولايات المتحدة قررت رعاية مشروع القرار المذكور قبل أن تستكمل إسرائيل مهمتها بالقضاء على حزب الله أو نزع سلاحه أو إضعاف قدراته العسكرية على أضعف تقدير·

وفي حين أن القرار لم يخضع للبند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ولذلك ليس له قوة القانون إلا أنه يجعل من المتعذر عمليا على إسرائيل أن تدافع عن نفسها ضد أي هجوم  جديدة من حزب الله دون أن تتعرض للتنديد الدولي على نطاق واسع·

والسبب في ذلك أن القرار يوكل مسؤولية تحديد مدى التزام الأطراف بتنفيذه في يد السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان الذي لم يتوقف عن توجيه الانتقادات لإسرائيل ويتجاهل فعل ذلك عن تعرض إسرائيل للهجمات، إن جعل كوفي عنان مسؤولا عن تنفيذ القرار هو ضمانة بأن لا ينزع حزب الله سلاحه وبأن إسرائيل سوف تجبر على التخلي عن حقها في الدفاع عن النفس·

 

سابقة كارثية

 

ولا يأتي القرار الدولي على ذكر سورية أو إيران اللتين لولاهما لما كان حزب الله موجوداً أصلاً ناهيك عن مهاجمة إسرائيل وبتجاهله الراعيين الأساسيين للإرهاب فإن قرار 1701 يتجاهل الجوانب الإقليمية للحرب التي اندلعت هذا الصيف بين حزب الله وإسرائيل ويبعث برسالة الى هاتين الدولتين بأن بوسعهما مواصلة جهود تسليح المنظمات الإرهابية في لبنان وفلسطين والعراق دون أن تدفعا أي ثمن·

وقد أعطى القرار نصراً دبلوماسيا واضحا لحزب الله من خلال وضع مزارع شبعا على طاولة المفاوضات ثانية، وبهذا يعطي القرار مكافأة لحزب الله على عدوانه من خلال إضفاء شرعية دولية على مطالبه بتلك المزارع وهو أمر يناقض القانون الدولي الذي لا يقر استخدام الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية·

وبالإضافة الى ذلك فإن قبول مطالبات لبنانية بالأرض بالرغم من انسحابها عام 2000 والذي اعتبرته الأمم المتحدة أنذاك انسحابا الى الحدود الدولية يرسي سابقة كارثية للمستقبل·· إن حصول لبنان على التأييد الدولي لمطالب إقليمية ليس لها ما يدعمها قانونيا سيشجع الفلسطينيين والسوريين وحتى الأردنيين والمصريين في المستقبل، الى اللجوء الى العدوان من أجل الحصول على تنازلات إقليمية من الدولة العبرية حتى لو كانت قد سبق لها توقيع اتفاقات سلام معها، فالرسالة التي يبعث بها القرار فيما يخص مزارع شبعا هي أنه لا يمكن لإسرائيل توقع الحصول على اعتراف دولي بحدود نهائية لها·

إن رعاية الولايات المتحدة لقرار دولي يبقى على حزب الله كقوة مقاتلة يمثل ضربة موجعة للأمن القومي لكل من إسرائيل والولايات المتحدة  للأسباب التالية:

أ- إن القرار يعطي الحكومة والجيش اللبنانيين شرعية منقوصة فالحكومة تخضع لإرادة حزب الله ولوصاية سورية والجيش اللبناني ساعد حزب الله بفاعليته في هجماته الأخيرة ضد إسرائيل·

ب- إنه يثير المزيد من العنف الشيعي في لبنان فمن وجهة نظر أمريكية يزيد القرار من خطر تمرد شيعي عنيف في العراق، فهناك صلة وثيقة بين حزب الله والزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في العراق، فالحزب فتح له مكاتب في جنوب العراق بعد إبريل 2003 وقام بتدريب أفراد "جيش المهدي" التابع للصدر·

ولابد من الافتراض بأن انتصار حزب الله في حربه مع إسرائيل سيحرض مجموعة الصدر على العنف ضد الحكومة العراقية وقوات التحالف في الأشهر المقبلة، وفي الواقع سيؤدي أيضا الى إضعاف الشيعة المعتدلين في حكومة المالكي وفي التيار التابع لأية الله السيستاني·

ج- القرار يقوي إيران التي برزت باعتبارها المنتصر الأكبر في الحرب حيث لم يندد بها أحد لكونها الراعية لحزب الله والآلة المحركة للحرب·

 

سوء إدارة

 

ومن ناحية أخرى فإن سلوك روسيا في هذه الحرب وحقيقة أن نسبة كبير من ترسانة حزب الله من الصواريخ المضادة للدروع هي من الصواريخ الروسية المباعة لإيران وسورية يذكرنا بأن دور موسكو في الصراع الحالي يشبه مواقف الاتحاد السوفيتي السابق في الحروب السابقة التي اندلعت في الشرق الأوسط·

لقد ابلغتني العديد من المصادر في واشنطن أن القرار الأمريكي الساعي الى وقف إطلاق النار كان نتيجة لسوء إدارة إسرائيل للحرب خلال الأسابيع الثلاثة الأولى·

وذكرت لي تلك المصادر أن هناك من وجه اللوم لإدارة بوش عند عجز حكومة أولمرت ولذلك قررت هذه الإدارة تقليص خسائرها والسعي الى وقف إطلاق النار·

ولا يوجد الكثير ممن يشككون في عجز حكومة أولمرت في إدارة الحرب ولكن دفع الولايات المتحدة بثقلها وراء قرار وقف إطلاق النار في وقت مبكر سيلحق ضررا كبيراً بكل من إسرائيل والولايات المتحدة أولاً ثم بكل من القوى التي تحارب الجهاديين في العالم ثانياً·

إن التسليم بانتصار حزب الله في هذه الحرب من شأنه أن يعزز اعتقاد الملايين من أنصار الجهاد في كافة أنحاء العالم أن معسكرهم يحقق المكاسب وأن عليهم مضاعفة جهودهم لتحقيق أهدافهم المتمثلة بتدمير دولة إسرائيل وطرد الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط·

عن: جيروزاليم بوست

طباعة  

العراقيون يريدون جدولاً زمنيا للانسحاب الأمريكي خلال عام
 
لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام مع الفلسطينيين