رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 1 نوفمبر 2006
العدد 1748

العراقيون يريدون جدولاً زمنيا للانسحاب الأمريكي خلال عام

                                    

 

·         بوادر تنسيق بين التمرد في العراق ومقاتلي "طالبان"

·         تجاهل المشاعر الوطنية.. خطأ أمريكا الأكبر منذ نصف قرن

·         كل الخيارات الأمريكية في العراق سيئة بما في ذلك الانسحاب

 

بقلم: نيكولاس كريستوف

بالنظر الى التخبط في السياسة الأمريكية حيال العراق، فقد حان الوقت أن نأخذ النصح من الخبراء، أي العراقيين أنفسهم·

وموقف العراقيين واضح جداً مما ينبغي أن تفعله الولايات المتحدة أنهم يطالبونها بإعلان جدول زمني لسحب قواتها خلال عام واحد·

وهم محقون في ذلك فإخفاق الولايات المتحدة في الإعلان عن جدول زمني للانسحاب وفوق كل ذلك خططها لبناء قواعد عسكرية للمدى الطويل في العراق تغذي التمرد وهو ما يعني سقوط المزيد من القتلى في صفوف الجنود الأمريكيين·

فقد أظهر استطلاع مخيف أجري خلال شهر سبتمبر أن %61 من العراقيين يؤيدون الآن، الهجمات ضد القوات الأمريكية وهذا الرقم الذي كان %47 فقط في شهر يناير الماضي، يجعل مواجهة التمرد أمراً شبه مستحيل لأن المواطنين العاديين يؤيدون الآن، ويوفرون الملجأ والحماية لأولئك الذين يزرعون القنابل لقتل الأمريكيين·

والتغيير الكبير الذي كشف عنه هذا الاستطلاع هو أنه بينما كان السنة دائما يؤىدون الهجمات ضد الأمريكيين زاد عدد الذين يؤيدون هذه الهجمات من الغالبية الشيعية بنسبة %50 عما كان عليه في شهر يناير الماضي·

وأظهر الاستطلاع الذي أجراه برنامج مواقف السياسة الدولية Program On International Policy Attitudes التابع لجامعة ميريلاند أيضا أن %78 من العراقيين يعتقدون الآن، أن الوجود العسكري الأمريكي "يثير المزيد من الصراع أكثر مما يمنعه"·

 

تغيير النهج

 

وهكذا فإن المواطنين العراقيين العاديين الذي هم أكثر الناس المعنيين بهذا الوضع تعتقد غالبيتهم العظمى أنهم سيكونون أفضل حالاً لو تنسحب القوات الأمريكية وفق جدول زمني ولم يؤيد سياسة جورج بوش في العراق سوى %9 فقط بينما أيد %71 الانسحاب خلال عام واحد·

وربما كانت انتخابات الكونغرس النصفية خلال شهر نوفمبر مناسبة لإثارة جدل عام حول السياسة الأمريكية في العراق، وقد كان السيناتور الجمهوري جون ورنر محقا في طرح إمكانية "تغيير النهج" فهناك المزيد من الأدلة على ما ينبغي أن يفعله الأمريكيون وهو عدم الاندفاع نحو الخروج من العراق، وفي الوقت ذاته نبذ إقامة قواعد عسكرية دائمة والإعلان بأننا سوف نسحب قواتنا خلال عام·

ويجب أن يكون نفينا إقامة قواعد عسكرية في العراق قاطعا فهذه أبسط طريقة لإنقاذ حياة الأمريكيين، إذ يقول %77 من العراقيين إنهم يعتقدون أن الولايات المتحدة تخطط لإقامة قواعد دائمة في العراق "وهم على صواب بالرغم من محاولاتنا التزام السرية حول هذا الأمر" وكما يكشف الاستطلاع فإن هناك علاقة قوية بين الاعتقاد بأن الولايات المتحدة تنوي إقامة قواعد عسكرية دائمة وتأييد الهجمات على القوات الأمريكية·

فالعراقيون الذين لا يعتقدون أن الولايات المتحدة ترغب في إقامة قواعد عسكرية على أراضيهم وهم أقل تأييداً بنسبة %50 للهجمات التي تستهدف الأمريكيين من أولئك الذين يعتقدون· إذن، لو وفق جورج بوش وأعلن بشكل قاطع أن الولايات المتحدة لا تسعى لإقامة قواعد عسكرية في العراق فإن ذلك سيقلص الدعم الشعبي للهجمات وبالتالي، ينقذ أرواح الكثير من الجنود الأمريكيين·

وأشار الاستطلاع الى وجود بعض الدلائل إلى أنه لو تعهدت الولايات المتحدة بالانسحاب وفقا لجدول زمني فإن التأييد للتمرد سوف يتقلص، فعلى سبيل المثال قال نصف من يؤيدون الهجمات إنهم سيكونون أقل تأييداً لهذه الهجمات لو تعلن واشنطن عن جدول زمني للانسحاب·

 

الخطأ الأكبر

 

لقد كان الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الأمريكيون في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، من الصين وفيتنام الى أمريكا اللاتينية والعراق هو فشلهم في تقدير جاذبية المشاعر الوطنية، والمفارقة كانت هي الخطأ الأكبر الذي ارتكبه الملك جورج الثالث في تعاطيه مع المقاومة الأمريكية في السبعينات من القرن الثامن عشر·

لقد أصبحت كل الخيارات الأمريكية في العراق سيئة وأخشى أن يؤدي وضع برنامج زمني للانسحاب الى تشجيع المتمردين على تصعيد هجماتهم وربما يسير العراق في طريق التقسيم بصرف النظر عما تفعله الولايات المتحدة·

ولكن هناك أدلة قوية على أن الوجود الأمريكي  وبسبب الشكوك لدى  بعض العراقيين أننا نخطط  للبقاء الى الأبد يلحق ضررا أكثر مما يحقق من فوائد·

وأوردت صحيفة واشنطن بوست نقلا عن مصادر في وزارة الدفاع الأمريكية أن استطلاعا آخر أجرته الوزارة أظهر أن حوالي ثلاثة أرباع سكان بغداد قالوا إنهم سوف يشعرون بأمان أكبر لو انسحبت القوات الأمريكية·

وتعمل السياسة الأمريكية الراهنة على تعزيز التطرف فقد وقعت في يد الجيش الأمريكي رسالة كما نشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور مؤخراً تفيد أن تنظيم القاعدة يفضل استمرار الولايات المتحدة في نهجها الراهن وعدم الانسحاب من العراق وذلك لاستغلال الوضع على ما يبدو كمادة في حملته الإعلامية ولتجنيد المزيد من العناصر·

وتبين من تقرير للأمم المتحدة أن التمرد في العراق يلهم مقاتلي طالبان في أفغانستان فقد بدأ استخدام وسائل جديدة في تفجير القنابل في أفغانستان بعد شهر واحد من ظهورها في العراق·

وهكذا أصبح بوسع الرئيس السوداني عمر حسن البشير تحدي الدعوات الأمريكية لنشر قوات دولية لحفظ السلام في دافور لأنه يستغل المخاوف العربية من أن الولايات المتحدة تخطط لأن تفعل في السودان ما فعلته في العراق·

لقد أصيبت الدبلوماسية الأمريكية في شتى أنحاء العالم بالعرج بسبب العراق·

إذن لقد حان الوقت لمواجهة الحقيقة المرة والإعلان بأن كل القوات الأمريكية سوف تنسحب من العراق مع حلول شهر أكتوبر عام 2007·

عن: إنترناشيونال هيرالدتربيون

طباعة  

بإعادته مزارع شبعا الى طاولة المفاوضات
قرار 1701 يعني عدم الاعتراف بأية حدود نهائية لإسرائيل مستقبلا

 
لا يوجد شريك إسرائيلي للسلام مع الفلسطينيين