رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 اكتوبر 2006
العدد 1745

في تقرير لـ 16 جهاز مخابرات أمريكياً..
الحرب على العراق غذت الإرهاب الأصولي

                                      

 

·         العراق والظلم وبطء الإصلاح ومناهضة أمريكا·· أهم عوامل التطرف الإرهابي

·         تولي جهاديين محليين قيادة "القاعدة" في العراق قد يدفع الإرهابيين الأجانب الى تنفيذ العمليات في الخارج

·         الحركات الجهادية زادت عدداً واتسعت انتشارا بعد الحرب الأمريكية على الإرهاب

 

بقلم مارك مازيتي:

ورد في الأجزاء التي اضطر البيت الأبيض، تحت ضغوط قوية، لرفع حجاب السرية عنها من وثيقة الاستخبارات الأمريكية حول الإرهاب أن "الجهاديين الإسلاميين في ازدياد من حيث العدد والانتشار الجغرافي" وأن الاتجاهات الراهنة قد تقود الى تزايد الهجمات حول العالم·

ويشير التقرير الذي يمثل تقييما شاملا للإرهاب وصدر عن ست عشرة هيئة للاستخبارات الوطنية الأمريكية في شهر أبريل الماضي، إلى أن غزو واحتلال العراق تحولا الى "قضية رأي عام" للجهاديين، ويحدّد التقرير الجهاد في العراق باعتباره أحد أربعة أسباب تغذي الراديكالية الإسلامية، إضافة الى المظالم المتجذرة وبطء وتيرة الإصلاح وانتشار المشاعر المناهضة للولايات المتحدة·

ويذهب التقرير الى أن جهود مكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة على مدى السنوات الخمس الماضية "ألحقت ضررا خطيراً بقيادة تنظيم القاعدة وأحبطت عملياته"، لكنه أقر بأن التنظيم مازال يشكل الحظر الأكبر على المصالح الأمريكية من بين كل المنظمات الإرهابية، وبأن الحركة الجهادية العالمية بشكل عام "تنتشر وتتأقلم مع جهود مكافحة الإرهاب"·

وتنبأ التقرير بأن تصبح العوامل التي تغذي انتشار الجهاد العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة، أقوى من العوامل التي قد تؤدي الى إبطائه·

وكانت إدارة بوش قد عارضت في البداية، نشر التقرير، لكنها غيرت نهجها بعد أن تعرضت للضغوط من عدد من زعماء الحزب الجمهوري من أمثال السيناتور بات روبرتس الذي يترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ وكذلك من صحيفة وول ستريت جورنال المحافظة، إضافة الى إشارة مصادر البيت الأبيض إلى أن هذا القرار جاء التقرير من قبل وسائل الإعلام"، التي اتهمها الرئيس بوش بفعل ذلك لدوافع سياسية·

 

حالة هجوم

 

وانتقد الرئيس بوش الاستنتاجات بأنه لو لم يحدث الغزو الأمريكي في العراق لما كان الإرهاب بهذا الاتساع في العالم، قائلا إن من يقول مثل ذلك يريدنا أن ننسى تجربة عشرين عاما مضت· وأضاف "في اعتقادي أن السبيل الأمثل لحماية هذا البلد هو في أن نظل في حالة هجوم"·

ويخلص التقرير الاستخباراتي الى أنه إذا نظر الجهاديون الذين يغادرون العراق، أو نظر إليهم الآخرون على أنهم فشلوا، فإن القليل من المقاتلين سيكون لديهم الاستعداد لمواصلة القتال·

الديمقراطيون من ناحيتهم، استغلوا هذه الوثيقة باعتبارها دليلا على أن غزو العراق كان خاطئا· وقد علق السيناتور الديمقراطي جون روكفلر بالقول إن "الحرب على العراق جعلتنا أقل أمنا"، وأضاف إن "تقريرات أجهزة الاستخبارات الواردة في هذا التقرير تؤكد أن الحرب على العراق غذّت الإرهاب"·

وكان هذا التقرير هو التقييم الرسمي الأول من نوعه لخطر الإرهاب منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، ولم يكن من المعتاد نشر أي جزء من تقارير كهذا، في الماضي، والجزء الذي صرح البيت الأبيض بنشره لا يتجاوز الـ 4 صفحات من التقرير الذي يصل عدد صفحاته الى ثلاثين، مشيرا الى أن نشر المزيد من التقرير سيعرض عددا من مصادر المخابرات وأساليب عملها الى الخطر·

وقد أضاف نشر جزء من محتويات هذا التقرير الاستخباراتي المزيد من الوقود الى الجدل السياسي المتوتر أصلا في واشنطن حول سجل إدارة بوش في مكافحة الإرهاب·

ويقول مسؤولون اطلعوا على مضمون الوثيقة بالكامل أن الأجزاء غير المنشورة منها تتضمن تحليلا مفصلا لتأثير الحرب على العراق على الحركة الجهادية العالمية، وقالت عضو لجنة الاستخبارات في مجلس النواب عن الحزب الديمقراطي جين هارمان أن ما سمح البيت الأبيض بنشره كان متسقا وبشكل عام - مع الأجزاء غير المنشورة·

وتكتسب تقييمات أجهزة الاستخبارات الأمريكية حول قضايا محددة، كما في هذه الحالة، أهمية بالغة كونها تعكس إجماع أجهزة الاستخبارات الأمريكية الستة عشر، مجتمعة ويصادق عليها مدير إدارة المخابرات القومية جون نيغروبونتي·

 

صورة سوداوية

 

وكانت قد صدرت تصريحات متشائمة بشأن العراق والحرب الأمريكية على الإرهاب من عدد من المسؤولين في إدارة بوش كان آخرها ما أدلى به مدير وكالة المخابرات المركزية الجنرال مايكل هايدن الذي كان يتولى منصب نائب نيغروبونتي حتى وقت قريب، حين قال إن شبكات الجهاديين وخلاياهم تتكاثر وتنتشر بشكل متزايد·

ولكن تقييم أجهزة الاستخبارات الأمريكية الأخير رسم صورة أكثر سوداوية للدور الذي تلعبه الحرب على العراق في خلق جيل جديد من الزعماء الإرهابيين، مما كانت تعرضه الوثائق الأخيرة الصادرة عن البيت الأبيض أو خطابات الرئيس بوش المتعلقة بالذكرى السنوية الخامسة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001·

وذكر تقرير الاستخبارات الأمريكية تحديدا، دور الإرهابي الأردني أبو مصعب الزرقاوي في تجنيد عناصر جديدة للجهاد في العراق، وورد في التقرير أيضا أنه "لو لم يتم القضاء على الزرقاوي واستمر في شن الهجمات في العراق فإنه ربما تمكن من توسيع شعبيته بشكل يجعله خطراً عالمياً"·

وقد أشار المستشار لشؤون الأمن الوطني في البيت الأبيض فرانسيس فراغوس تاونسند مؤخرا الى أن مقتل الزرقاوي ربما يساعد في إطفاء بريق الجهاد في العراق·

وفي الوقت ذاته يخلص تقرير المخابرات الأمريكية الى أن الدور المتزايد لمواطنين عراقيين في إدارة عمليات تنظيم القاعدة في العراق "قد يدفع قادة الجهاديين الأجانب الى تحويل اهتمامهم الى القيام بعمليات خارج العراق"، لكنه تجاهل الحديث حول إمكانية نجاح "القاعدة" في توجيه ضربة جديدة داخل الأراضي الأمريكية·

وفي الختام، يوصي التقرير الحكومة الأمريكية بأنه "يجب عليها أن تقوم بما هو أبعد من العمليات لاعتقال أو قتل زعماء الإرهابيين" إن هي أرادت تحقيق النجاح في جهودها لمكافحة انتشار الإيديولوجيا الراديكالية·

عن: نيويورك تايمز

طباعة  

الجانب الآخر عن الجدار..
 
أظهرت أن لديها بدائل وأن عواقب فشلها ستطال الجميع..
دعوا "حماس" تحكم أو راقبوها تقاتل!