أكد الكاتب الصحافي وأستاذ العلوم السياسية د· شملان العيسى في حديث خاص لـ "الطليعة" أن موقف دول الخليج العربية بات محرجا للغاية، في ضوء ما نشهده من غليان في الشارع العربي على خلفية الأحداث الجارية في لبنان·
مشيراً الى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان وفلسطين·
أفرزت تياراً يرفض الاعتدال، ولا يقبل بالحلول الوسط أيا كانت·
وقال: إن موقف دول الخليج الداعي الى الاعتدال نابع من سعيها الى إرضاء الولايات المتحدة الأمريكية، لحماية أنظمتها فهي قد اقترحت وأيدت مبادرة الملك عبد الله لإحلال السلام في الشرق الأوسط في حين نجد الولايات المتحدة تضع العراقيل أمام هذه المبادرة·
وأشار د· العيسى الى أن ثورة وغليان الشارع في دول الخليج شكل ورقة ضغط على أنظمة الحكم، واليوم نجد وزير الخارجية السعودي يدعو لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب·
وعما إذا كان من الممكن أن تؤدي الجهود الدبلوماسية الى شيء ملموس على أرض الواقع قال د· العيسى: لا أتوقع أي شيء جديد على الصعيد الدبلوماسي، لأن الولايات المتحدة تسعى من خلال جهودها الى إقرار مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي يهدف بالأساس الى القضاء على المنظمات التي تصفها بأنها إرهابية مثل حزب الله وحركة حماس ونراها نحن حركات مشروعة للمقاومة والتحرر الوطني·
وأشار العيسى الى أن الإشكالية الكبرى التي تواجه الولايات المتحدة في هذه القضية تتمثل في من سيقوم بمحاربة هذه الحركات ونزع سلاحها، هل هي الحكومات العربية بالطبع لا، فهذه الحركات ذات شعبية كبيرة، وهي متأصلة بجذورها في المنطقة العربية واليوم نجد اللبنانيين متحدين أكثر من أي وقت مضى·
وأوضح د· العيسى أن دعوة الولايات المتحدة الى إقامة نظام ديمقراطي في الوطن العربي لم تعد مقبولة لدى كثير من شعوب المنطقة فها هو النموذج العراقي أمامنا، حيث الوجود الأمريكي لعدة سنوات ونحن لا نجد إلا الفرقة والتقاتل الطائفي، فأمريكا تدعو للديمقراطية دائماً، ولكننا في التطبيق نجد شيئا مختلفا تماماً·
وهذا التناقض الأمريكي واضح في المسألة الفلسطينية، فحركة حماس هي حركة منتخبة وتمثل الشعب الفلسطيني، مع ذلك تحاصرها الولايات المتحدة وتفرض عليها القيود وتصفها بالإرهاب·
