رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 يوليو 2006
العدد 1736

تحالف أمريكي - بريطاني - إسرائيلي للسيطرة على نفط آسيا الوسطى

                                                                      

 

·         خط أنابيب تحت البحر بطول 400 كم يربط سيحان بميناء عسقلان الإسرائيلي

·       المشروع يهدف الى إضعاف روسيا وحرمان  الصين من نفط آسيا الوسطى

·       هل هناك علاقة بين المشروع الجديد  وإجبار سورية على الانسحاب من لبنان؟

 

بقلم: مايكل شودوفسكي:

يسعى التحالف الأنكلو - أمريكي إلى فرض السيطرة على احتياطات النفط والغاز في آسيا الوسطى، إضافة الى خطوط الأنابيب الاستراتيجية وربما يكون الممر الذي يحظى بالأهمية الاستراتيجية الكبرى، هو خط أنابيب باكو - تبليسي - سيحان  للنفط  والغاز الذي تسيطر عليه شركة بريتيش بتروليوم(BP

فهذا الممر لا يربط بحر القوقاز بشرق البحر المتوسط فقط، بل هو مخصص لتوجيه الغاز والنفط من آسيا الوسطى إلى خط أنابيب استراتيجي يخضع لسيطرة إسرائيل·

لقد أصبحت إسرائيل شريكا محتملا لخط باكو - سيحان  لأنابيب النفط الذي يحميه التحالف العسكري الذي يشمل جورجيا وأذربيجان وأوكرانيا وأوزبكستان ومولدوفا برعاية الولايات المتحدة والناتو، والمعروف بالاختصار (GUAM ) والمؤمل من هذا المشروع هو ربط خط أنابيب (BTC) بخط أنابيب إيلات - عسقلان  الإسرائيلي، والمعروف أيضا بالاسم (TIPLINE) من خلال نظام خط أنابيب تحت مياه البحر يمتد من سيحان  الى ميناء عسقلان·

وفي حين يوصف خط أنابيب ( BTC) باعتباره وسيلة لتجاوز روسيا وتوجيه نفط وغاز آسيا الوسطى الى الأسواق الأوروبية، فإن جزءا من هذا النفط والغاز يُقصد منه إعادة التصدير الى الأسواق الآسيوية من خلال ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر، ويُفترض أن تصبح إسرائيل، من خلال ربط خط (BTC) بنظام خطوط الأنابيب الإسرائيلية، لاعبا رئيسيا في أسواق الطاقة العالمية، بالتحالف مع شركات النفط الأمريكية والبريطانية العملاقة·

 

مشروع عالمي

 

إن من شأن تحويل النفط والغاز من آسيا الوسطى الى شرق البحر  المتوسط (تحت الحماية العسكرية لإسرائيل) لإعادة التصدير الى آسيا، إضعاف أسواق الطاقة الآسيوية، والتي تعتمد على تطوير ممرات أنابيب نفط مباشرة تربط آسيا الوسطى وروسيا بجنوب آسيا والصين والشرق الأقصى·

لقد أعلنت إسرائيل وتركيا في شهر أبريل الماضي، عن خطط لبناء أربعة خطوط أنابيب تحت مياه البحر، ومن بين هذه الأنابيب، خط أنابيب لنقل المياه الى إسرائيل، ويقول رئيس بلدية الأناضول منديريس توريل إن "تركيا وإسرائيل تجريان مفاوضات لبناء مشروع للطاقة والمياه تصل قيمته الى ملايين الدولارات من أجل نقل المياه والكهرباء والغاز الطبيعي والنفط بواسطة خط أنابيب إلى إسرائيل ونقل النفط من إسرائيل الى الشرق الأقصى"·

وأضاف توريل في مقابلة مع صحيفة جيروز اليم بوست الإسرائيلية "إننا نتحدث عن مشروع طاقة عالمي سيشكل آلية شديدة الأهمية للسلام في المنطقة"·

وقال توريل الذي كان يحضر مؤتمرا لرؤساء البلديات عقد في مدينة القدس إن المشروع الضخم حظي بالموافقة المبدئية من كلا البلدين، وسوف يؤدي الى نقل المياه من تركيا الى إسرائيل بواسطة حاويات ضخمة·

ويقول غابي ليفي، مدير العلاقات الدولية في وزارة البنى التحتية الإسرائيلية إن "المشروع بأكمله يقوم على أساس الافتراض أن تركيا سوف تصبح محورا رئيسيا للطاقة في المنطقة"·

ووفقا لعضو الكنيست الإسرائيلي جوزيف شاغال، فإن خطوط أنابيب باكو - سيحان  سوف يربط الموانىء الإسرائيلية بممرات خطوط الأنابيب، وقد أكدّ شاغال في مايو الماضي أن إسرائيل تفكر في بناء خط أنابيب تحت مياه البحر بطول أربعمئة كيلو متر سيعمل على ربط البلاد بخط أنابيب باكو - تبليسي - سيحان  الرئيسي· وأشار الى أن نفط باكو يمكن نقله إلى عسقلان من خلال هذا الخط الجديد ومن ثم الى الهند الشرق الأقصى عبر البحر الأحمر"·

ويُذكر أن المسافة التي تفصل بين سيحان  وميناء عسقلان على البحر المتوسط هي أربعمئة كيلومتر فقط· ويمكن نقل النفط الى المدينة بواسطة الحاويات أو بواسطة أنابيب تحت الماء، ويمكن ضخ النفط من عسقلان من خلال أنابيب الى ميناء إيلات على البحر الأحمر، ومن هنا يمكن نقله إلى الهند ودول آسيوية أخرى بواسطة أنابيب وكما يقول شاغال، فإن ناطق علييف دعا وزير البنى التحتية الإسرائيلي لحضور مؤتمرا ومعرضا تقليديا حول نفط بحر القوقاز عقد مؤخرا في باكو، وعبّر عضو الكنيست عن التأكيدات بقبول الدعوة على أساس مناقشة الفكرة بإسهاب·

 

تغيير دراماتيكي

 

ومن الزاوية الجيوسياسية سيتولى الجيش الإسرائيلي حماية ممر خط أنابيب سيحان  - عسقلان - إيلات، وسيتم نقل النفط ثانية إلى الأسواق الآسيوية عبر البحر الأحمر، ومن شأن هذا التغيير الدراماتيكي في مسار النفط والغاز من آسيا الوسطى من خلال شرق البحر المتوسط، إضعاف "الممرات التجارية المباشرة" بين الدول المنتجة في آسيا الوسطى وشركائها التجاريين في جنوب وشرق آسيا، بمن فيهم الهند والصين، وفي النهاية، فإن تصميم مسار أنابيب النفط هذا يستهدف إضعاف دور روسيا في آسيا الوسطى وحرمان الصين من الموارد النفطية لآسيا الوسطى، وفي هذا السياق، فإن التحالف العسكري الغربي الذي يضم الآن، إسرائيل يحمي ممرات أنابيب الطاقة الاستراتيجية للشركات الأنكلو - أمريكية·

وهناك علاقة مباشرة بين إجبار سورية على الانسحاب من لبنان وتعزيز الممرات البرية والبحرية لأنابيب النفط تحت حماية القوة العسكرية الإسرائيلية، فالممر البري الاستراتيجي يمتد من ميناء إيلات الإسرائيلي على البحر الأحمر عبر الخط الساحلي لإسرائيلي ولبنان وسورية على البحر المتوسط الى الساحل الشرقي لتركيا·

وكذلك، فإن منطقة شرق المتوسط غنية باحتياطي الغاز، فوفقا لتقرير صدر مؤخرا، فإن عمليات حفر ومسح أولية، أظهرت أن المياه الإقليمية الفلسطينية والإسرائيلية تحتوي على مئة مليار متر مكعب من الغاز مقسمة بنسبة %60 في المناطق الفلسطينية مقابل %40 في المياه الإسرائيلية· ومن المتوقع أن تذهب كل هذه الكميات من الغاز الى الأسواق الإسرائيلية التي سيصل استهلاكها مع حلول عام2015 الى 12 مليار متر مكعب سنويا·· وقد يتم الاحتفاظ بكمية قليلة من هذا الغاز تصل الى حوالي نصف مليار متر مكعب سنويا من أجل محطة جديدة للطاقة في قطاع غزة·

 

المصدر:

GLOBAL RESEARCH

www.globalresearch.ca

طباعة  

لا يمكن لإسرائيل الاعتماد على أمريكا إلى الأبد!
 
ما أشبه عراق اليوم بالبوسنة في التسعينات!