رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 مايو 2006
العدد 1727

لإصرارها على الخلط بين الإجرام والقتال من أجل الحرية..
واشنطن تعطل المحاولات لتعريف موحد للإرهاب

                                                                    

 

·         أي تعريف للإرهاب يجب ألا يخضع لاعتبارات سياسية وأيديولوجية

·        فشل اندماج الأقلية المسلمة في أوروبا يشكل خطرا على أمن الولايات المتحدة

·         10 آلاف شخص (من غير المقاتلين) ضحايا الإرهاب في العالم خلال عام 2005 نصفهم في العراق

 

بقلم: توم ريغان

يظهر تقرير سيصدر عن الحكومة الأمريكية عما قريب أن عدد الهجمات الإرهابية في العالم قفز بشكل كبير خلال عام 2005 ليصل الى عشرة آلاف هجوم، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق· وهذا يمثل ثلاثة أضعاف عدد الهجمات الإرهابية التي وقعت في عام 2004 والتي بلغت حوالي ثلاثة آلاف ومئة وأربعة وتسعين هجوما· ويورد نايت ريدر من مكتب واشنطن أن خبراء مكافحة الإرهاب يقولون إن هناك سببين لهذه الزيادة الدراماتيكية في عدد الهجمات الإرهابية، الأول توسيع تعريف الهجوم الإرهابي، والثاني، هو الحرب في العراق·

فأكثر من نصف ضحايا الهجمات الإرهابية حول العالم خلال العام الماضي، سقط في العراق، وفقا لمسؤول في مكافحة الإرهاب لم يشأ أن يذكر اسمه، لأن هذه البيانات لم تنشر بعد· كما أن 85 في المئة من الأمريكيين الذين قضوا في هجمات إرهابية العام الماضي، قضوا في العراق· والأرقام لا تشمل سوى غير المقاتلين، وبالتالي، فهي لا تشمل الجنود الأمريكيين أو العراقيين أو غيرهم من جنود دول التحالف·

ويقول المسؤول الأمريكي أن "لا جدال في أن مستوى الهجمات الإرهابية في العراق ارتفع بشكل أساسي·

ويقول نايت ريدر أن التعريف الجديد للهجوم الإرهابي استخدم في عام 2004، ولكن 2005 كان أول عام كان للمحللين فيه متسع من الوقت لاستخدام التعريف الجديد· ففي السنوات الماضية، كانت الهجمات التي تعتبر إرهابية، هي فقط التي تشمل أناسا من أكثر من دولة واحدة·

ولكن مسؤولي مكافحة الإرهاب أدركوا أن ذلك سيستبعد أحداثا كتلك التي وقعت في الفلبين مؤخرا حين قام إرهابيون بإغراق باخرة مما أدى الى مقتل 132 شخصا، على سبيل المثال·

 

مزيج خطير

 

وقد أورد موقع Euobserver.com في وقت سابق من هذا الشهر أن مسؤولين من وزارة الخارجية الأمريكية انتقدوا السياسات الأوروبية لدمج التجمعات الإسلامية في المجتمعات الأوروبية، وقالوا إن فشل أوروبا على هذا الصعيد من شأنه أن يخلق مزيجا خطيرا، من المهاجرين· وقد أبلغ دانيال فرايد، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الأوروبية، إحدى لجان الكونغرس أن "الفشل في دمج الأقليات المسلمة في المجتمع الأوروبي يشكل خطرا أمنيا على الولايات المتحدة·

وأضاف فرايد أن البطالة والتمييز وعدم اندماج المسلمين خلف "جمهور" لديه القابلية لسماع رسائل المتطرفين، لكن قوانين حرية التعبير - من ناحية أخرى - ساعدت العناصر المتطرقة على نشر الأيديولوجيات المناهضة للديمقراطية·

وقال "إذا أضفنا الى ذلك التصورات السلبية العميقة عن الولايات المتحدة والصورة المشوهة لسياستها الخارجية في أوساط التجمعات الإسلامية في أوروبا الغربية والحرية النسبية للحركة عبر الأطلسي··· كلها ظروف تخلق مزيجا خطيرا على نحو خاص·

ويقول الخبراء الأمريكيون والأوروبيون أن الخلاف الرئيسي بين الطرفين أن ما تعتبره الولايات المتحدة إرهابا، قد تنظر إليه أوروبا على أنه عمل جنائي·

لقد أوردت صحيفة صن ستار sun star الفلبينية أن تحديد مصطلح عالمي للإرهاب نوقش في مؤتمر خبراء مكافحة الإرهاب الذي عقد في مدنية سيبو cebu مؤخرا وحضره 500 شخص من مختلف أنحاء العالم، وأشار وزير الشؤون الخارجية الحاصل على جائزة نوبل للسلام فوزية راموس هورتا، الى فقرة تعرف الإرهاب في مسودة قرار عرض على مجلس النواب الفلبيني·

وورد في مسودة القرار أن "الإرهاب هو التهديد أو الاستخدام الفعلي للعنف أو القوة أو أية وسيلة أخرى للتدمير ضد شخص أو أشخاص أو الممتلكات أو البيئة بنية خلق أو إحداث تهديد أو رعب أو فوضى لجمهور العامة أو مجموعة من الأشخاص أو شخص بعينه أو بهدف إجبار أو تخويف الحكومة من أجل القيام بعمل ما أو الامتناع عن القيام به"· ويقول هورتا إن هذه المسودة "تمثل إسهاما مفيدا نحو تعريف الإرهاب"·

ونقلت الصحيفة عن هورتا أيضا قوله إنه يتعين على الحكومة أن تتوخى الحذر من انتهاك حقوق الإنسان لدى سعيها لسحق الخلايا الإرهابية، إن الاعتماد على قوانين وعمليات استخباراتية متقدمة من شأنه المساعدة في خروج المزيد من الإرهابيين الى العلن وحماية المدنيين من الوقوع ضحايا عمليات تعقب الإرهابيين"·

وفي موضوع التوصل الى تعريف موحد للإرهاب كتبت جيني كيم في وكالة يونايتد برس انترناشيونال إنه ستكون هناك انعكاسات حقيقية على مستوى عالمي لاعتماد مصطلح واحد للإرهاب· وقالت إن "التمييز بين الإرهابيين ومجموعات المقاومة المشروعة يظل من أعقد القضايا على المسرح الدولي، ويجب على الأمم المتحدة مواصلة جهودها لإيجاد مصطلح موحد للإرهاب دون أن تغفل الحق المشروع للشعوب الواقعة تحت الاحتلال في النضال من أجل استقلالها والدفاع عن حقها في تقرير المصير"·

 

تعريفات متعارضة

 

وتبرز المزيد من التعقيدات للولايات المتحدة حين يتبين لها أن مجموعات أدرجت (أو كانت مدرجة) في قائمة وزارة الخارجية للمجموعات الإرهابية - مثل المؤتمر الوطني الأفريقي في الثمانينات وحزب الله اللبناني وحركة حماس في فلسطين الآن - هي مجموعات مقبولة لدى جمهور الناخبين المحليين والقوى الدولية الأخرى·

هذه التعريفات المتعارضة تمثل مشكلة تتجاوز المصطلح اللغوي، إنها تعكس عقودا من الكفاح ونزيف الدم والإهانة· لقد حملت هذه الكلمات - تاريخيا - معاني وسياقات متناقضة - وأحيانا متصادقة - وليس هناك ما يبرر الاعتقاد بأن حلا مقبولا يوفق بين كل هذه التناقضات سيكون في متناول اليد في أي وقت قريب·

ويجادل أمين جورج فورجي في الموقع الإخباري الكوري الجنوبي Oh My News.com بأن غياب الاتفاق على تعريف موحد للإرهاب يثير التساؤل حول ما إذا كان هناك مثل هذا التعريف للإرهاب أصلا·

جارنا بيثمان، الباحثة في معهد أريك كاسترين erik castren للقانون الدولي وحقوق الإنسان (كلية الحقوق)، جامعة هلسنكي (فنلندا)، كتبت تقول إن مشكلة تعريف الإرهاب هي كما يلي· فمن جهة، ينبغي لأي مصطلح أو تعريف للإرهاب أن يشمل أي عدو حقيقي يظهر في المستقبل، لكن هذا المستقبل يظل مجهولا وتجارب الماضي لا تكفي للإحاطة بمستجداته· وطرحت الأسئلة الافتراضية التالية لتدعم وجهة نظرها· ماذا لو تحول أحد المجاهدين من صديق الى عدو لحركة طالبان؟

أو أن يتحول أحد حلفاء جيش تحرير كوسوفو الى عدو لها؟ ولذلك، فإن أي تعريف للإرهاب يجب أن يترك الباب مفتوحا لمواكبة المستجدات ووضع التصورات لعدو المستقبل·

ومن جهة أخرى، يجب ألا يخضع مثل هذا التعريف لاعتبارات سياسية وأيديولوجية·

وأضافت بيثمان "ولكن مرة أخرى، فمن غير الممكن معرفة أنواع الفعل المطلوبة من أجل حماية القيم المهمة في المستقبل·

فماذا لو تعرض بلدك لغزو من عدو أجنبي واضطررت لتشكيل منظمة سرية للمقاومة المسلحة؟ إن أي تعريف للإرهاب يجب ألا يشمل مثل هذه المنظمة·

بمعنى آخر، يتعين أن يكون أي تعريف للإرهاب دقيقا وحاسما، ولكن يترك الباب مفتوحا لأية تعديلات تقتضيها الظروف المتغيرة· وهذا يقودنا الى السؤال الأكثر إثارة للمشكلات حين يتعلق الأمر بتعريف الإرهاب، ألا وهو: هل من يعتبره البعض إرهابيا، هو مقاتل من أجل الحرية في نظر آخرين؟"·

" كريستيان ساينس مونيتور "

طباعة  

الفيدرالية على أساس طائفي لا تضمن استقرار العراق
 
البرنامج النووي الإيراني بين الدبلوماسية والقوة..
الورقة الروسية لا تزال على الطاولة