رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 مايو 2006
العدد 1727

البرنامج النووي الإيراني بين الدبلوماسية والقوة..
الورقة الروسية لا تزال على الطاولة

                                                          

 

·       المفاوضات المباشرة قد تكون  الاختيار الأفضل لواشنطن وطهران

·         الإعلان الإيراني المسبق بوقف تخصيب اليورانيوم شرط  لانطلاق الجهود الدبلوماسية

 

بقلم: روز غوتيمولر:*

اتبعت إيران خلال الأشهر القليلة الماضية، نهجاً يقوم على التحدي فأعلنت نفسها عضواً في النادي النووي، وخفضت مستوى التعاون مع المفتشين الدوليين، ورفضت الدعوات من الأمم المتحدة لوقف برنامجها لتخصيب اليورانيوم·

فهل ينبغي للمجتمع الدولي أن يتخلى عن المفاوضات، ويبحث عن سبيل آخر سواء كان ذلك بفرض العقوبات أو اللجوء الى الخيار العسكري؟ ربما، ولكن قد تكون ثمة فرصة لإعادة إيران الى طاولة المفاوضات·

وما نحتاجه الآن هو "إسفين" لفتح باب المفاوضات، وهو الإسفين الذي قد يستطيع الروس تقديمه، فقبل أن تتدهور الأمور مع طهران مؤخراً، اقترح الروس برنامجاً إيرانيا لتخصيب اليورانيوم على أراضيها·

وقد لا تكون هذه الفكرة مثالية، فهي ستبقي على البرنامج النووي ومنشآت تخصيب اليورانيوم قائمة، والآن، وقد وصل التحدي الإيراني مداه، فربما يوفر الاقتراح الروسي ميزة تكتيكية لطهران· فالاقتراح لا ينكر حق إيران في تخصيب اليورانيوم، بل يوفر لها طريقة أقل كلفة لإنتاج الطاقة النووية، وهو الهدف المعلن لطهران من تخصيب اليورانيوم، وقد كان بوسع موسكو أن تعرض على طهران استئناف استكشاف هذا الخيار ولكن بعد ثلاث خطوات فورية ينبغي اتخاذها·

 

حلول أفضل

 

أولا، أن يعلن الإيرانيون عن استعدادهم للتوقف لفترة من الزمن، عن تخصيب اليورانيوم في وقت يخططون فيه لحملة التجارب التالية التي سوف تستغرق ما بين 6-8 أشهر وربما عاماً كاملا، وتسمح إيران - في هذه الأثناء - للوكالة الدولية للطاقة الذرية باستثناء الرقابة على مواقع التخصيب، وعلى الرغم من أن ذلك لا يختلف عن استئناف التفتيش الرسمي، إلاّ أنه يحفظ ماء الوجه بالنسبة للإيرانيين·

ثانيا، يقترح الروس أن يركزوا هم والإيرانيون جهودهم على المفاوضات حول الخطوات العملية الجارية لإنشاء مركز دولي لخدمات الوقود في مدينة انغارسك في سيبيريا· لقد كان الإيرانيون يتوقون لتخصيب اليورانيوم بشدة، لدرجة أنهم نسوا باقي دورة الوقود، ولا سيما كيفية التعاطي مع النفايات النووية· ويمكن للروس تذكيرهم بهذه الحقيقة، وتسليط الضوء على مدى أهمية المركز الدولي لخدمات الوقود بالنسبة لإيران·

ثالثا، يمكن للروس حث الإيرانيين على دراسة اقتراح للتعاون التكنولوجي، بما في ذلك التكنولوجيا النووية، الذي قدمته بريطانيا وألمانيا وفرنسا العام الماضي، وفي ذلك الوقت كان الرئيس محمود أحمدي نجاد وقد انتخب لتوه رئيسا للبلاد ورفض الإيرانيون الاقتراح· ولكن إذا ما أعاد الإيرانيون دراسة ذلك الاقتراح فقد يجدون حلولاً أفضل لمشكلاتهم المتعلقة بالطاقة·

 

حلقة مفقودة

 

إن من شأن القليل من الزخم التكتيكي الذي يعطى للمفاوضات مع إيران أن يقلب مفاوضات ميئوس منها الى محادثات مثمرة، وإذا ما افترضنا أن إيران ليست مصممة على إنتاج الأسلحة النووية، فهي في النهاية، دولة تضم العديد من مجموعات المصالح المختلفة التي قد تكون راغبة الى الاستماع للآراء الأخرى ودفع سياسة البلاد باتجاه جديد·

الحلقة الأخرى المفقودة هي الولايات المتحدة، التي يمكنها الانضمام الى المفاوضات مع إيران حول مصالحها المستقبلية من الطاقة النووية· فالولايات المتحدة تجري مفاوضات مع دول أخرى حول التسخين الحراري ومشكلات أمن الطاقة تحت مظلة الاتفاقية الجديدة للشراكة العالمية للطاقة النووية·

من المؤكد أن الولايات المتحدة لن ترغب بأي شراكة مع إيران في مجال التكنولوجيا النووية في أي وقت قريب، ولكن للولايات المتحدة مصلحة حقيقية في فرض رؤيتها لمستقبل الطاقة النووية· ولا يمكن للطاقة النووية أن تتوسع بطريقة تتفادى انتشار الأسلحة النووية إذا ما هيمن نموذج البرنامج النووي الإيراني على الجدل الدائر بهذا الشأن· وسوف تكون إيران التي تستفيد من خدمات الوقود العالمية - مثل دول كإسبانيا والسويد - جزءا مهماً في المعادلة الجديدة·

إن أي نقاش حول مستقبل الطاقة النووية، حتى لو جرى من خلال الروس والوسطاء الأوروبيين، قد يؤدي الى تضييق الفجوة الواسعة بين طهران وواشنطن، ومع ذلك، فإنه من أجل حدوث ذلك، فإن السياسة الأمريكية، يجب أن تعتمد بالدرجة الأولى، على ما وصفه الرئيس بوش مؤخرا بـ "استئناف العمل الدبلوماسي"··

 

* مديرة مركز موسكو في مؤسسة كارينغي إنترناشيونال، وكانت مسؤولة عن سياسة منع انتشار الأسلحة النووية في وزارة الطاقة الأمريكية خلال الفترة من 1997-2000

"نيويورك تايمز"

طباعة  

الفيدرالية على أساس طائفي لا تضمن استقرار العراق
 
لإصرارها على الخلط بين الإجرام والقتال من أجل الحرية..
واشنطن تعطل المحاولات لتعريف موحد للإرهاب