رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 السبت 26 جمادى الأولى 1424هـ -26يوليو 2003
العدد 1587

التعاون بين السلطتين
أحمد صالح الجميري

من الفقرات البارزة في الخطاب الأميري، وهو برنامج الحكومة، الحديث عن ضرورة التعاون بين السلطتين حيث جاء فيه "التعاون الإيجابي المثمر بين السلطتين التشريعية والتنفيذية قدر لا مناص منه لتحقيق النقلة النوعية نحو التغيير والإصلاح" و"إننا لن نؤتى ثمارا إذا لم يكن التعاون بين هاتين السلطتين سبيلا لتحقيق الطموحات المنشودة" كما صرح الشيخ صباح بأن الحكومة راغبة في التعاون·

ما ورد كلام جميل وهو مطلوب ومرغوب، ولكن يفترض أن ذلك أمر بديهي أقره دستور الكويت قبل 40 عاما، فلماذا يا ترى نتحدث ونطالب في عام 2003 بأمر تم الاتفاق عليه عام 1962 واستقر بنصوص الدستور؟! فالبديهي أن الدولة تدار بالقوانين لا بقرارات مجلس الوزراء أو أي سلطة أخرى، والقوانين لا تعد إلا بموافقة مجلس الأمة، فميزانية الدولة تصدر بقانون بعد إقراره من مجلس الأمة، إذن فالتعاون قاعدة بديهية فلماذا يصبح استثناء ثم يصير مطلبا؟!

هل يعكس هذا التعبير وهذه الصياغة المأزق الذي نواجهه وهو غياب التعاون بين السلطتين؟ ومن المسؤول عن ذلك؟ والتعاون لا يعني التطابق في الرأي لدرجة الانصياع فلا ضير في الاختلاف في الرأي والتباين في الاجتهاد كما ذكر الخطاب·

غياب التعاون ناتج من إفرازات فكر الحكومة ونظرتها لمجلس الأمة، فهي لا ترى فيه إلا حلبة للنقاش، فللأعضاء كما للرأي العام أن يقولوا ما يشاؤون، في حين تحتفظ الحكومة بحق أن تفعل ما تشاء وهنا يصبح الكلام عن التعاون ليس أكثر من صياغة منمقة تتكرر في الخطابات الأميرية أو في التصريحات التي يطلقها رئيس وأعضاء الحكومة، هكذا تعاون يختلف عن التعاون الذي رسمه الدستور·

هذا التعاون بعيد كل البعد عن المشاركة في صنع القرار وهو روح الديمقراطية وآليات العمل البرلماني، وما يمكن استنتاجه من الممارسة الفعلية هو انفراد الحكومة أو السلطة الفعلية بصنع القرار ومقاومة المشاركة الفعلية والحقيقية في صناعة القرارات وفقا لنص الدستور·

فإذا كانت الحكومة صادقة في طلب التعاون ليس فقط مع المجلس بل مع البلد كله وجميع أهله فعليها العودة إلى أحضان الدستور والالتزام بأحكامه، ويكفي إذا صدقت الحكومة أن تلتزم بالممارسة الفعلية بما قالته في بيانها "الحرص على ترسيخ دولة القانون والمؤسسات سبيلا لإنجاز الغايات المأمولة في خدمة الوطن والمواطنين" فقط نريد منها أن تلتزم بهذه الفقرة وتطبقها مع بقية النقاط العشر المكررة في الخطابات السابقة، ذلك لأن علة العلل وأساس البلاء هو عدم التزام الحكومة بتطبيق القانون إلى أن أصبح خرق القانون بل مخالفة الدستور هي القاعدة في ممارسة الحكومة وليست استثناء·

نعم الالتزام بأحكام الدستور والقوانين وما يتفرع عنها من نظم ولوائح هو السبيل لإنجاز الغايات المأمولة وحفظ حقوق المواطنين التي داستها الحكومة مرات ومرات، وحفظ أموال وأملاك الدولة التي فرطت فيها الحكومة بالمخالفة للقوانين·

فهل يكفي حديث الحكومة المنمق عن التعاون بين السلطتين وترسيخ دولة القانون والمؤسسات مبعثا للتفاؤل بأنها ستفعلها هذه المرة؟ ذلك أمر يأمله الكثيرون لكنه موضع شكوكهم·

 

�����
   

مجلس الحكم العراقي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
العملية التشريعية بين الدكتاتورية والديمقراطية (2-3):
د· طارق علي الصالح*
حرب الخليج الثالثة: حرب الحواسم (2) :
د· راقية القيســـي*
حقوق المرأة السياسية في الفكر القبلي:
خالد عايد الجنفاوي
التعاون بين السلطتين:
أحمد صالح الجميري
لماذا إيران وليس "إسرائيل"؟!!:
عبدالله عيسى الموسوي
لماذا نخشى من ممارسة الديمقراطية:
يحيى الربيعان
لــيــــس تهريباً:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
تحولات تــــمـــوز!:
عامر ذياب التميمي
إنعاش العمل الوطني:
د. محمد حسين اليوسفي
تطبيق القانون:
علي الكندري
لتعارفوا
العراق والعلم:
د. جلال محمد آل رشيد
17 تموز يوم أسود في تاريخ العراق
فشل مخطط تخريبي واسع في العراق:
حميد المالكي
الضمير الإنساني للعالم:
رضي السماك