رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 4 أبريل 2007
العدد 1768

الحرس الثوري يدير مشاريع بمليارات الدولارات

  

 

·         "خاتم الأنبياء" حصلت خلال عام من حكم نجاد على عقدين بقيمة 2.5 مليار دولار

·         مديرو شركاتهم قد يرتدون ربطات العنق أو سيدات يرتدين آخر صيحات الموضة!

·         خبرته في التهريب تساعد إيران في تخفيف تأثير العقوبات الدولية

 

بقلم: نجمة بوزورغمر وغاريث سميث

من بين العقوبات التي يقترحها قرار مجلس الأمن الأخير المتعلق بالمشروع النووي الإيراني، إجراءات تستهدف الحرس الثوري الإيراني ذي المصالح الاقتصادية الواسعة·

فالقرار يطلب من دول العالم تجميد الأرصدة الشخصية لقادة الحرس الثوري وأرصدة المنظمات التي يديرونها· وقد تتأثر أنشطة هذه المؤسسة العسكرية جراء الحظر الذي سيفرض على صادرات الأسلحة لإيران·

وتتهم الولايات المتحدة الحرس الثوري بدعم التمرد في العراق والتورط في البرنامج الصاروخي لإيران ودعم "حزب الله"، ولكن يبدو أن الحرس الثوري الإيراني لا يعبأ بتنامي الحديث عن إجراءات عقابية ضد إيران في الأمم المتحدة· وهو لا يكتفي بإعداد العدة لمواجهة محتملة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل، بل يواصل عملياته التجارية التي تصل قيمتها الى مليارات الدولارات·

فالتجارة تشكل حوالي 30 في المائة من عمليات الحرس الثوري، وفقاً لمقابلة صحافية أجريت العام الماضي مع البريغادير جنرال عبدالرضا عابد، نائب رئيس الحرس الثوري ورئيس إحدى شركاته والمعروفة باسم "خاتم الأنبياء"·

وتختلف الروايات المتعلقة بمدخولات الحرس الثوري· فقد أبلغ مسؤول رفيع سابق هذه الصحيفة أنه يقدر المدخولات السنوية للحرس الثوري بحوالي مليار دولار وبأن هذا الرقم سيرتفع الى 1.5 مليار دولار، وربما ملياري دولار مع المشاريع الجديدة التي تم الإتفاق عليها قبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة·

ويقول المسؤول السابق إن "شركات الحرس الثوري تقوم بعمل تجاري بسيط ولا يُدار من قبل موالين للنظام فقط، وقد تجد مديراً يرتدي ربطة عنق أو امرأة تلبس آخر صيحات الموضة، ولكن مدخول مثل هذه الشركات يعود في النهاية للحرس"·

وخلال عام واحد من تسلم محمود أحمدي نجاد، السلطة في شهر يونيو 2005، حصلت شركة خاتم الأنبياء على عقدين كبيرين في مجال الطاقة أحدهما بقيمة 1.3 مليار دولار لبناء خط أنابيب غاز من الخليج الى مقاطعة سيستان - بلوشستان الشرقية، إضافة الى عمليات الاستكشاف الرئيسية للمرحلتين 15 و16 لحقل الغاز في جنوب بارز· وحصلت شركة أخرى تابعة للحرس الثوري على عقد بقيمة 1.2 مليار دولار لبناء خط ميترو طهران·

ويصل عدد أفراد الحرس الثوري الذي تأسس عام 79 ويخضع لسلطة المرشد الأعلى مباشرة، حوالي 120 ألف جندي، بما في ذلك وحدات بحرية وجوية، أي أن لديه قوات تعادل ثلث القوات المسلحة النظامية·

 

انقلاب

 

وجاء تنامي أهمية وتأثير الحرس الثوري في السنوات القليلة الماضية، استجابة تصاعد الضغوط الدولية على إيران في ما يتعلق ببرنامجها النووي وزيادة قوة الفصائل السياسية التي تفضل اعتماد إيران على قدراتها الذاتية، والتخطيط الحكومي وإيجاد بدائل للواردات· وقد أعطت حكومة أحمدي نجاد في ترسية العقود، الأفضلية للشركات المحلية، ولاسيما في قطاع الطاقة·

ويقول مؤيدو الحكومة إن رغبة الشركات الأجنبية، خصوصاً البنوك، لتبني عقوبات أمر واقع، تحت الضغوط الأميركية تبرز الاستراتيجية التي يتبعها الحرس الثوري·

ويقول سعيد شيركا واند الذي شغل منصب نائب وزير الاقتصاد في عهد الرئيس خاتمي وهو الآن أستاذ للاقتصاد في جامعة طهران إن تنامي قوة الحرس الثوري لم يكن نتيجة لمجرد القرار بترسية العقود له من قبل الرئيس الجديد فحسب، بل يعود الى عدة عوامل منها عداء الحكومة للشركات الأجنبية والمدراء من الإدارات السابقة·

ويضيف شيركا واند "لا يمكننا القول إن الحرس الثوري دخل لتوه مجال الإدارة والاقتصاد بأجندة تهدف الى الاستيلاء على السلطة بما يشبه الانقلاب، فحكومة أحمدي نجاد تفتقر الى مثل هذا التنظيم، بل إنها حاولت ملء الفراغ الذي خلفته بنفسها بالإتيان بوجوه جديدة من مجموعات يفترض أنها جديرة بالثقة· وكان الحرس الثوري واحداً من هذه المجموعات، ليس إلاّ"·

ويعود الدور الاقتصادي للحرس الثوري الى ما بعد الحرب الإيرانية - العراقية 1988 - 1980 حين شجع الرئيس آنذاك علي هاشمي رفسنجاني، الحرس على استغلال امتيازاته أثناء الحرب وخبرته من أجل العمل في أوقات السلم مثل بناء السدود والطرق ومحطات الكهرباء ومشاريع الطاقة الأخرى·

ويقول شيركا واند إن "الحرس الثوري أدرك بعد الحرب أنهم لا يستطيعون استخدام كل جرافاتهم وشاحناتهم ومصانعهم، فقد كانت حكومة رفسنجاني تؤمن بأن المنظمات المختلفة يجب أن تحقق الدخل وألاّ تكون عالة على الميزانية الحكومية، وهذا أدى الى توسيع دور الحرس الثوري في الكثير من المجالات، بما في ذلك، الاستيراد والتصدير"·

ويقول المسؤول السابق الرفيع المستوى إن خبرة الحرس الثوري في عمليات التهريب الذي هو عمل "الأفراد" أعطاهم القدرة على تفادي العقوبات·

ولكن المسؤولين الإيرانيين ما زالوا ينظرون الى الحرس الثوري باعتبار أن مهمته الأولى هي عسكرية، تلك المهمة التي ولدت في خنادق الحرب الإيرانية - العراقية في منتصف الثمانينات·

"عن الفايننشال تايمز"

طباعة  

الحرب الأمريكية على الإرهاب جعلت العالم أقل أمناً
 
مشاركة "حماس" ضمانة لتنفيذ أي اتفاق
لا يمكن صنع السلام مع نصف القيادة الفلسطينية