رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 نوفمبر 2006
العدد 1752

احتفالية الإخوان بمئوية "الإمام"
التكاليف تجاوزت الـ 7 ملايين وفشل الاجتماع التاريخي

   

 

·         تعديلات على اللائحة الداخلية للتنظيم الدولي

·         مساهمات الأعضاء المالية تتطور من 8 الى 15% شهرياً

·         احتفال جديد يقام في إحدى العواصم الأوروبية يحضره المرشد العام

·         الإخوان المصريون يرفعون أيديهم عن التنظيم حتى يتفرغوا لصراعاتهم الداخلية

 

كتب علي حسين العوضي:

اختتمت في العاصمة الأردنية عمان يوم السبت الماضي 18 نوفمبر فعاليات المهرجان والذي نظمته جماعة الإخوان المسلمين بمناسبة الذكرى المئوية لميلاد مؤسس الجماعة ومرشدها الأول حسن البنا والذي استمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة قيادات إخوانية من ماليزيا وتركيا ومصر وسورية والعراق والكويت والجزائر وغيرها من الدول.

وكانت فعاليات هذا المهرجان ابتدأت في يوم الخميس 16 نوفمبر في قاعة الأرينا بجامعة عمان الأهلية والتي افتتحت بكلمة ألقاها المراقب العام لإخوان الأردن سالم الفلاحات، وشملت هذه الاحتفالية الأمسيات الشعرية وعرض بعض الأفلام الوثائقية عن حياة مؤسس الجماعة إضافة للأناشيد المتنوعة كما قدمت عدداً من الأوراق العمل والتي من أبرزها ورقة د· محمد عمارة تمحورت حول مشروع نهضة الأمة في فكر حسن البنا والتي رأى فيها "أن الحياة إذا دامت على هذا المنوال فلابد من أن تؤدي الى ثورة" وبالطبع ستكون على الطريقة الإخوانية، وقد جددت هذه الاحتفالية كما ذكرت صحيفة السبيل الأردنية البيعة "للمرشد الشهيد"!!

ويأتي هذا الاحتفال بعد اتصالات ومباحثات أجراها مكتب إرشاد الإخوان المسلمين مع قادة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين والتي تم إسناد مهمة تنظيمها لإخوان الأردن بعد رفض السلطات المصرية إقامة مثل هذا الاحتفال·

وكانت جريدة (الموجز) المصرية قد نشرت تفاصيل هذه الاحتفالية في عددها الصادر بتاريخ 14 نوفمبر 2006 قبيل انطلاقتها بيومين والتي أشارت إلى تكاليف "احتفالية الإمام" والتي رصد لها التنظيم الدولي للإخوان ما بين 7 و 10 ملايين دولار والذي حضره ما يقارب من الثلاثة آلاف شخص من مختلف الدول التي يتواجد فيها تنظيم الإخوان والذي وصل إلى أكثر من 85 دولة·

وقد وجهت الدعوات إلى أبرز الشخصيات الإخوانية وفي مقدمتهم مرشد الإخوان محمد مهدي عاكف والذي ألقى كلمة مصورة تم عرضها في ختام الاحتفال والتي أشار فيها أن دعوة حسن البنا قبس من نور الإسلام وضياء النبوة الذي تكفل الله بإظهاره على الدين كله. وكذلك وجهت الدعوة للدكتور يوسف القرضاوي والذي ألقى بدوره كلمة عبر الهاتف من العاصمة القطرية الدوحة، كما تم توجيه الدعوة لسيف الإسلام حسن البنا والذي منعته السلطات المصرية من السفر إضافة إلى عدد من القيادات الإخوانية في التنظيم الدولي، وأوضحت الصحيفة المصرية في المقابل تكتم إخوان الأردن عن عدد من الأسماء المهمة بحجة أنها من الأسرار الخاصة التي يصر الإخوان على الاحتفاظ بها.

ورأت (الموجز) أن هذه الاحتفالية بمثابة اجتماع تاريخي للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين والذي سيتم من خلاله الإقرار بضرورة تعديل اللائحة الداخلية للتنظيم وبخاصة المواد التي تخص المرشد العام للجماعة بحيث تصبح من حق أي مرشد أن يجدد لمدة ولايتين فقط مدة الواحدة أربع سنوات وهو التعديل الذي اقترحه إخوان سورية منذ عامين والذي بعده لن يقتصر منصب المرشد على الإخوان المصريين بل سيصبح من حق غيرهم شغل هذا المنصب.

وإضافة إلى هذا التعديل، فإن هناك تعديلات أخرى على النظام المالي للجماعة، فبدلا من أن يتبرع العضو بالجماعة وبالتنظيم بـ %8 من دخله الشهري سيتبرع بـ %15 إجمالي دخله !! ويأتي هذا التعديل المالي عقب الأزمة المالية الأخيرة التي تعرض لها التنظيم الدولي عقب تجميد أرصدة بنك التقوى والذي يملكه الملياردير الإخواني الشهير يوسف ندا، على الرغم من وجود معارضة قوية من أعضاء الجماعة الذين سيحاولون بدورهم إلغاء هذا التعديل بعد الضغط على قيادة التنظيم، وبخاصة من التنظيمات الإخوانية الخليجية في حين أن بقية التنظيمات ترى أن إخوان الخليج مصدر مهم للتمويل لا يمكن الاستغناء عنه.

وقد اصطدمت ترتيبات هذا الاجتماع التاريخي بعدم حضور المرشد العام للجماعة والذي مثل عائقا أمام لقاء موسع لأعضاء التنظيم الدولي، إلا أن هناك في المقابل محاولات أخرى تجري حاليا للاعداد لإقامة "احتفال" آخر يقام في إحدى العواصم الأوروبية يستطيع من خلاله المرشد من الحضور لإقرار التعديلات على اللائحة الخاصة بالتنظيم والتي أصبحت مطلبا ملحا من قبل العديد من مراقبي الجماعة داخل العديد من الدول التي يتواجد فيها تنظيم الإخوان بحسب ما ذكرته الصحيفة، وسيتقرر في اجتماع "معسكر الإخوان الدولي" السنوي الذي عادة ما  يقام في موسم الحج أو العمرة أحيانا إمكانية إقامة "الاحتفال" الجديد·

والجدير بالذكر أن التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قد خرج الى حيز الوجود بتاريخ 29 يوليو 1982 عندما صدرت شهادة ميلاده بإقرار وثيقة )النظام العام للإخوان المسلمين( بعد جهود كبيرة وواسعة من قبل مصطفى مشهور بعد هروبه من مصر عام 1981 والذي تولى حكم الإخوان منذ عام 1996 وحتى وفاته في العام 2002 حيث أحكم قبضته وسيطرته على التنظيم الدولي بصورة كاملة وشاملة.

وتتكون الهيئات الإدارية الرئيسية للتنظيم الدولي للإخوان مثلما جاءت في النظام العام من:

1- المرشد العام للإخوان المسلمين.

2- مكتب الإرشاد العام: والذي هو بمثابة الهيئة التنفيذية العليا للإخوان المسلمين ويتألف من 13 عضوا يرأسهم المرشد العام.

3- مجلس الشورى العام: وهو السلطة التشريعية للإخوان ويترأسه أيضا المرشد العام.

وعانى التنظيم الدولي للإخوان في السنوات الأخيرة من تصدعات داخلية كبيرة وانقسامات حادة بين أعضائه، وبرز في هذا المجال الصراع بين القيادات المصرية والتي تسيطر على مكتب الإرشاد ومجلس الشورى مع القيادات الإخوانية غير المصرية وخاصة مع تصاعد النجاحات التي تحققها التنظيمات الإخوانية غير المصرية والتي تفوق ما يحققه الإخوان المصريون.

وتأتي بيعة المقابر الشهيرة في العام 1996 والتي تم على إثرها تنصبة مصطفى مشهور مرشدا للجماعة أحد أبرز هذه التصدعات.

ومع تولي محمد مهدي عاكف في عام 2004 مهمة قيادة الإخوان عندما أصبح المرشد السابع للجماعة، بدأ العمل جديا من أجل ترميم التنظيم الدولي وإعادة التنسيق بين أطرافه وإعطاء دور أكبر للقيادات الإخوانية غير المصرية وبخاصة مع وجود توجه داخل التنظيم المصري إما بإلغاء التنظيم الدولي أو رفع أيديهم عنه حتى تتفرغ بشكل أكبر لمواجهاتها وصراعاتها الداخلية.

 

                  

طباعة  

عرض لكتاب: "الدول الفاشلة" لتشومسكي