رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 1 نوفمبر 2006
العدد 1748

سنة كويتية استثنائية ومدهشة(4)
ابتكارات إعلامية ترافق الانتخابات لأول مرة

                                        

 

·         بعض القضاة "صوّت" بالنيابة عن النساء الأميات!

·         لم تصل امرأة الى مجلس الأمة.. ولكن ممارسة الحق السياسي كان مصدر بهجة غامرة

·         قناة "نبيها تحالف" تتجاوز حواجز الوزير والشبان يأخذونها الى شبكة الانترنت

·        من الذي اشترى الأصوات النسائية بحقائب الشانل؟

 

 

ماري آن تيتيرول

في هذه الحلقة الرابعة من مقالة نشرة الشرق الأوسط Merip تتابع الكاتبة المعركة الانتخابية من جانبها النسائي وتسجل ملاحظاتها حول فضيحة حقائب الشانل، ونقص الاستعدادات لتسهيل تطبيق حق المرأة السياسي في الانتخابات والترشيح لمجلس الأمة·

 

انعكست التوقعات في أن تشارك قلة من النسوة في التصويت على الافتقار الى التخطيط لتلبية حاجات القادمات الجدد الى صناديق الاقتراع·

ولم تكن هناك تعليمات حكومية بخصوص الناخبات حتى أيام قليلة قبل الانتخابات، وتولت المرشحات بشكل فردي، والجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية تقديم معظم المعلومات التقنية الأساسية مثل نوع الهوية الشخصية المطلوبة للحصول على ورقة الاقتراع وكيف يتم تعبئة الورقة بحيث لا تكون باطلة، وفي يوم إجراء الانتخابات لم تكن هناك مراكز اقتراع كافية أو عدد من الموظفين حيث يفترض أن تدلي النساء بأصواتهن·

وكان على اللواتي أدلين بأصواتهن صباحاً الانتظار خارج المركز طيلة ما يقارب الساعتين في جو حار سرعان ما تجاوز المئة درجة·

وكانت النسبة العظمى من الناخبات من كبيرات السن والأميات وفي هذه الحالات كان يقوم قاض بالاستماع الى خيار الناخبة ثم يملأ ورقة اقتراعها· وعلى تباين مع  هذا كانت هناك في المناطق البدوية إجراءات خاصة بالنساء المنقبات فهناك كان يمكن أن يكشفن عن وجوههن فقط لإحدى العاملات على الصناديق التي تدقق في تطابق وجهها مع الصورة في الهوية، بينما يتظاهر القاضي بإبعاد نظره·

ولم تستخدم وسائل مساعدة لمساعدة كبار السن أو العجزة الذين جاء الكثير منهم على كراسٍ متحركة، بعض القضاة سمح لهؤلاء بتجاوز الدور في صفوف المنتظرين بينما جعلهم اخرون ينتظرون دورهم شأنهم شأن بقية الناخبين القادرين، ولم يكن هناك عدد كاف من العاملين على صناديق الاقتراع لتنظيم صفوق الناخبين وطوابيرهم حتى بالنسبة للمقعدين في الوقت الذي أدت فيه الخشية من أن تخطئ الناخبات في تعبئة أوراق الاقتراع ببعض القضاة الى إرشاد كل ناخبة على حدة سواء طلبت المساعدة أم لم تطلبها، ونتيجة لكل هذا آثرت بعض النسوة وفي ظل بطء حركة الطوابير التخلي عن الإدلاء بأصواتهن وعدن الى بيوتهن من دون أن يشاركن في الانتخاب مما أثار بعض التعليقات الساخرة في ذلك الطابور الذي وقفت فيه في ذلك اليوم·

ولكن رغم كل هذه المشاكل وغيرها كان إدلاء النساء بأصواتهن في 29 حزيران يوماً مشهوداً، وقد وقفت في ثلاثة طوابير مختلفة مع صديقات وبفضل التصريح الصحافي الذي أحمله سمح لي ولعدسة تصويري بالدخول في غرف الاقتراع ومرافقة الناخبات، وتصوير لحظة تعبئة أول استمارة اقتراع، وكان الجمع في الخارج مبتهجاً كما شأن صديقاتي فبالإضافة الى زحام العاملات من أجل مرشحاتهن حتى اللحظة الأخيرة· كان هناك حشد من الناخبات يعبرن عن شعورهن حول وضعهن أول ورقة اقتراع نسائية ويتذمرن من طول الطوابير أو يتصلن بأصدقائهن وأقاربهن بالهواتف النقالة لتشجيعهم على المجيء والإدلاء بأصواتهم أيضا· وعلى الرغم من أن النساء اللواتي تحدثت معهن في ما بعد عبرن عن خيبة الأمل لأن أية امرأة مرشحة لم تفز بمقعد في مجلس الأمة إلا أنهن جميعا عبرن عن رضاهن بكونهن أصبحن قادرات أخيراً على اتخاذ قراراتهن السياسية·

اختراعات إعلامية

ومثلما فعل أصحاب الأوشحة البرتقالية كان المرشحون والمرشحات يرسلون أعداداً كبيرة من رسائل الهواتف النقالة مستخدمين قوائم بأرقام هواتف الذين يحضرون ندواتهم طالبين منهم الحضور·

وكانت بعض الرسائل وطابعها الإشاعة والنميمة حملات خداعية معدة بحيث تظهر المرشح المنافس رديئا أو تشهر به، ولكن معظم الرسائل كان موضوعها شكر المرسل إليه على دعمه أو دعمها وتقديم معلومات عن ندوة المرشح التالية·

وكانت الصفحات الخاصة على شبكة الانترنت "بلوج" أكثر الابتكارات أهمية وكان بإمكان الناخبين قراءة بعض من أكثر الصفحات حساسية في الصحف اليومية، وقد حافظت قيادة الحركة البرتقالية على وجود "بلوج" لها انطلاقا من الولايات المتحدة الأمريكية يديره سوية الطلبة الكويتيون في الخارج وأحد منظمي الحركة البرتقالية ووفر هذا البلوج "كويت جونيور" أخباراً يومية وتعليقات خلال الانتقالة الأميرية في يناير 2006 وخلال الحملة الانتخابية اجتذب أنظار الرأي العام الى الفساد الانتخابي بفضل موضوع وضعته في البلوج على الشبكة امرأة تحدثت عن كيف أن رجلين في دائرة "رولا دشتي" حاولا شراء صوتها بأن وعداها بهدية هي عبارة عن حقيبة يد من طراز شانل·

وعلى رغم أن هذه المرأة لم تذكر اسم المرشح الذي عرض الرشوة الشانالية إلا أنه سرعان ما أصبح معروفا على نطاق واسع أنها تتحدث عن المرشح "جمال العمر" وقامت قيادة الحركة البرتقالية بالتحقيق في مزاعم الرشوة بإرسال امرأة من  أعضائها متخفية مع آلة تصوير فيديو للقيام بمفاوضات·· مع مشتري الأصوات·

ولم تتمكن من تسجيل الحدث بالفيديو ولكنها التقطت صور وأصوات المتحدثين عن طريق هاتفها النقال، ثم قرر أربعة شبان من الذين لا ينتمون الى منظمي الحركة البرتقالية تحدي المرشح جمال العمر خلال إحدى ندواته في خيمته في الجابرية، وسألوه أن يفسر لماذا هناك أناس يشترون أصوات الناخبين لصالحه إذا كان بريئا من الفساد الانتخابي كما يقول، وتعرض الشبان الى الضرب والطرد من الخيمة على يد معاوني المرشح فتقدموا بشكوى الى مخفر الجابرية بسبب تعرضهم للاهانة والضرب إلا أن المخفر رفض قبول الشكوى· وجاء أسوأ جزء في هذه القصة في النهاية حين جاء العمر الثاني بين الفائزين وحظي بمقعد في مجلس 2006·

وجاء الابتكار الإعلامي الثالث من قنوات تلفازية تبث عبر محطات أقمار صناعية خاصة الى الكويت وضمت موادها بشكل رئيسي أشرطة فيديو تسجيل منتديات وندوات المرشحين، والخطابات والنقاشات، وتميزت برامج " نبيها تحالف" وهو مظلة لجماعة معارضة عمرها سنتان بأحاديث لبارزين في حركة إعادة تنظيم الدوائر الأنتخابية ينتقدون الحكومة، وحاول وزير الإعلام إغلاق هذه القنوات الفضائية محتجا بأنها لا تغطي نشاط كل المرشحين على قدم المساواة، ولهذا فهي قنوات متحيزة وهو السبب نفسه الذي يقدم جوابا عن سؤال، لماذا أن وسائط الإعلام الالكترونية الحكومية لا تغطي أنشطة المرشحين؟ وضغطت الحكومة الكويتية على "عرب سات" القمر الصناعي المسؤول عن البث ليتوقف عن بث برامج هذه القنوات وحين خضع قمر عرب سات للضغط نقل "تحالف" بثه الى الهوت بيرد وهو قمر صناعي لديه قلة من المشتركين الكويتيين ولكن "كويت جونيور" والبلوجات الأخرى وضعت على شبكة الانترنت وصلة توفر أفلام فيديو تنقل برامج " نبيها تحالف" لمن لا يملكون اشتراكا في القمر الصناعي·

ولعبت وسائط الإعلام  الجديدة المبتكرة دورها، ولكن الكويتيين ذاتهم كانوا هم الأدوات الرئيسية لتوسيع مدى الحملات الانتخابية، فقد دأب المرشحون على دعوة آخرين مرشحين في دوائر أخرى للحديث في تجمعاتهم الانتخابية، وكان الناخبون ذكوراً وإناثا يذهبون بشكل دائم الى ما وراء دوائرهم ليستمعوا الى خطابات المرشحين المشهورين وأنصارهم في مناطق أخرى، وكان من حق المرشح أن يرشح نفسه في أية دائرة إلا أن الناخب لا يستطيع الاقتراع إلا في الدائرة المسجلة فيها إقامته "والتي لم تكن بالضرورة هي المكان الذي يعيش فيه وتلك قصة أخرى"·

وعلى رغم الحرية الضئيلة التي تسمح بها هذه القواعد فإن توقع أن يختار الناخبون التحالفات الانتخابية سوية من قائمة مرشحين واسعة ومتنوعة كان يمكن أن يكون علامة على تغير مهم في الواقع السياسي·

وهو أمر لا يقلق الحكومة فقط تلك التي تستفيد من طاقم يمكن التنبؤ به من مصالح نواب للمجلس نابعة من نظام الدوائر الخمس والعشرين، بل تقلق أيضا مرشحين ومصالح يمثلها هؤلاء الذين يعرضون مقاعدهم الآمنة نسبيا الى الخطر بتوسيع مساحة الخيارات المتوفرة للناخبين·

إحدى الصديقات التي رافقتني الى مخيم "فاطمة المطيري" قالت لها بأنه لو كانت هناك دائرة انتخابية واحدة في الكويت "لأعطيتك صوتاً"·

"يتبع"

طباعة  

الخلل دائما في الحكومات وليس في مجلس الأمة
لاري:الفساد في السلطات الثلاث

 
بمناسبة عيد الفطر السعيد
الهلال الأحمر الكويتي في زيارة لمستشفى أمراض السرطان في لبنان الشقيق

 
ديوانية العجمي تناقش مثلث التأزيم
النواب يعدون بإسقاط القروض وطرد السنعوسي والـ B.O.T (بوق ولاتخاف)

 
رأي مهني
 
أسئلة برلمانية
 
إصدارات رسمية ومخطوطات بالعربية والإنجليزية
المطبوعات الكويتية النادرة في مكتبة عادل العبدالمغني

 
غياب النواب