رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 18 ا كتوبر 2006
العدد 1747

أعضاء الآرغون احتفلوا بذكرى نسف فندق الملك داود
اليهود هم أول من قام بتفجيرالأسواق والحافلات في فلسطين

                                            

 

·         لا يمكن القضاء على "حماس" و"حزب الله" بالوسائل العسكرية

·         دولة فلسطينية في حدود عام 67 تنهي مبررات المنظمات الإرهابية

بقلم: يوهان هاري

أقيم في مدينة القدس الشهر الماضي احتفال بحضور قدامى محاربي منظمة الآرغون الصهيونية لإحياء الذكرى الستين لتفجير فندق الملك داود في المدينة في أربعينات القرن الماضي والذي أسفر عن سقوط 91  قتيلا منهم 28 بريطانيا، واستذكر هؤلاء المقاتلون باعتزاز، قيامهم بزرع القنابل في الحافلات والأسواق والمقاهي، وهي التكثيفات الإرهابية التي أدخلوها الى منظمة الشرق الأوسط، ولم تكن معروفة هناك من قبل وتحدث المشاركون عن مذبحة دير ياسين التي قتلوا فيها 215 شخصا من الرجال والنساء والأطفال وقيامهم بعمليات خطف جنود الاعداء وتعذيبهم وأعدامهم شنقا·

وكانت عصابة الآرغون تتألف من مقاتلين قوميين يشكل أبناؤهم اليوم عماد المؤسسة الحاكمة في إسرائيل اليوم·

لقد استهدفت العصابة من زرع القنابل في جميع أرجاء فلسطين طرد الإمبرياليين البريطانيين وترويع المدنيين الفلسطينيين ودفعهم للقبول غير المشروط بقيام دولة إسرائيل·

لقد عاش رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في معسكرات التدريب التابعة لهذه العصابة لمدة ثلاث سنوات، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني هي ابنة مدير العمليات العسكرية للآرغون أي العقل المدبر للمجازر الصهيونية ضد المدنيين الفلسطينيين·

ولو تذكّرت النخبة الإسرائيلية الحاكمة من أمثال أولمرت وليفني الماضي الإرهابي لعائلاتهم فقط لأمكنهم رؤية مدى عبثية الحرب التي يخوضونها ضد الإرهاب في فلسطين وفي لبنان·

فحين حرم الشعب اليهودي من إقامة دولته حمل بعض أبنائه السلاح وقاتلوا لتحقيق هذا الهدف ولجاؤوا أحياناً الى تكتيكات مرعبة وقاموا في أحيان أخرى بعمليات تطهير عرقي ويجد الفلسطينيون أنفسهم في الوضع ذاته·

لقد قابلت قبل ثلاث سنوات مجموعة من الشبان الذين كانوا يتدربون على تنفيذ عمليات انتحارية في قطاع غزة وذهلت لتطابق الكلمات التي سمعتها منهم مع كلمات أخرى قرأتها في مذكرات مناحيم بيغن·

لغة الدم

يقول بيغن في كتابه "الثورة" وهو الذي كان أحد قادة عصابة الآرغون ثم أصبح أول رئيس وزراء من حزب الليكود في إسرائيل "إنك حين تكون مستعدا للتصدي "لزيوس" ذاته من أجل إحضار النار الى الإنسانية حينها فقط يمكنك تحقيق ثورة النار" فقد قال لي المفجرون الانتحاريون المستقبليون "سنقيم دولة فلسطين بالدم والنار ولا يفهم اليهود سوى لغة الدم والنار"·

وربما كان أولمرت وليفني بحاجة الى أن يسألا والديهما اللذين مارسا الإرهاب، هل توقفا عن قتل المدنيين الفلسطينيين حين تعرضت العصابات الصهيونية الى القصف من الطائرات والسفن الحربية البريطانية؟ فالجواب معروف وهو أن عصابة الآرغون واصلت عملياتها الإرهابية حتى أقر العالم بإعطاء اليهود جزءاً كبيراً من مطالبهم في فلسطين لأن الآرغون كانت تطالب بكل فلسطين من البحر المتوسط وحتى نهر الأردن·

والآن لا يمكن إسكات صوت "حماس" و"حزب الله" بالوسائل العسكرية، فقد تتمكن إسرائيل من تدمير قدراتهما الصاروخية ولكنهما سيعاودان بناء قدراتهما العسكرية في العام التالي، ولن توقف هاتان المنظمتان وغيرهما المقاومة طالما واصلت إسرائيل احتلالها الأراضي العربية وإنكار الحقوق الفلسطينية·

ويمكن إقناعهما بالتوقف عن العمل المسلح إذا أعطيتا بعض - وليس كل - ما تطالبان به، فكلتا الحركتين أقرت بالتوقف عن مهاجمة إسرائيل إن وافقت على قيام دولة فسلطينية ضمن حدود عام 1967· إنهما تطالبان باستعادة كل أرض فلسطين التي نفذت فيها العصابات الصهيونية عمليات تطهير عرقي ضد المدنيين الفلسطينيين ولكنهما ستقبلان في النهاية بأقل من ذلك·

ولكن الحكومة الإسرائيلية لم تختر طريق التهدئة والتفاوض من أجل الحل القائم على دولتين لشعبين في فلسطين ولجأت بدلا من ذلك الى الحرب·

ولهذا السبب سيقيم الفلسطينيون واللبنانيون الاحتفالات بعد 60 عاما من الآن في غزة وبيروت تخليداً لذكرى "الإرهابيين" الذين قاتلوا وقتلوا في المعارك ضد إسرائيل·

 

" عن الإندبندنت "

طباعة  

"العقدة العراقية" أضعفت سطوة الولايات المتحدة على العالم
أمريكا احتاجت لعشرين عاما حتى تعافت من عقدة فيتنام، فكم تحتاج الآن؟

 
الإمبريالية الأمريكية الأحادية فشلت وعلى الأوروبيين تولي قيادة العالم