رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 18 ا كتوبر 2006
العدد 1747

الإمبريالية الأمريكية الأحادية فشلت وعلى الأوروبيين تولي قيادة العالم

                                            

 

·         يجب على واشنطن الإقرار بأن اختلاف المواقف والمصالح الأوروبية معها أمر مشروع

·         الاتحاد الأوروبي يطرح "التعددية الدولية الفاعلة" بديلا عن النهج الأمريكي

·         المطلوب تقوية المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية

بقلم: وليام واليس

حين تتعثر الولايات المتحدة تتعرض الحكومات الأوروبية للضغوط من أجل تحمل جزء من الثمن، والآن، تتعثر إدارة بوش على نحو سيء ولكن لا يزال أمامها عامان في الحكم حتى ولو في ظل أغلبية ديمقراطية مجلس النواب بعد انتخابات نوفمبر المقبل وربما مع تنامي مشاعر الاستياء الشعبي الذي قد يؤدي الى إضعاف سياستها الخارجية إضافة الى الفوضى المتزايدة في أروقة الإدارة ذاتها·

لقد تحملت الحكومات الأوروبية- على مضض- مسؤوليات واسعة في أفغانستان والآن في لبنان وفي كلتا الحالتين استجاب الأوروبيون لضغوط أمريكية في هذا الشأن والآن يجب على الأوروبيين البدء في التخطيط لملء الفراغ في قيادة العالم باتخاذ مبادرات خاصة بهم·

فقبل ثلاثة عقود شكل  تعثر إدارة نكسون ومن بعدها إدارة فورد تحديات وفرصا مماثلة فمع انشغال واشنطن بفضيحة ووترغيت وانهماكها في المأزق العسكري في فيتنام انتعش التعاون السياسي بين حكومات أوروبا الغربية "آنذاك"  وتمت إعادة صياغة المقترحات السوفيتية لمفاوضات أوروبية-أوروبية لتأخذ شكل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الأمر الذي عرض حقوق الإنسان في أوروبا الشرقية الى الرقابة من الخارج، وقد ردت فرنسا وألمانيا الغربية "آنذاك" على النهج الأمريكي الأحادي في السياسة النقدية العالمية ببلورة ما عرف آنذاك بمجموعة الأربعة G4  من أجل زيادة التأثير الأوروبي في السياسة الأمريكية ثم توسعت هذه المجموعة لاحقا لتصبح مجموعة السبعة G7 ثم الآن مجموعة الثمانية الكبار G8·

وحين أدى الصراع العربي الإسرائيلي الى أزمة نفطية عام 1973 أقنعت الحكومة الفرنسية شركاءها الأوروبيين بإطلاق الحوار العربي- الأوروبي ولكن ذلك  تسبب بالمقابل في بروز خلاف فرنسي- أمريكي أصر خلاله وزير الخارجية الأمريكي "انذاك" هنري كيسنجر على ضرورة أن يقبل الأوروبيون بالولايات المتحدة في ما يتعلق بالسياسات الشرق أوسطية·

 

نقاط ضعف

من حيث المبدأ لدى أوروبا الآن قاعدة أشد رسوخاً لسياسة خارجية تقوم على التعددية الدولية Multilateralism ففي سكرتارية المجلس الأوروبي برئاسة خافيير سولانا هناك وحدة تخطيط متعددة الجنسيات·

وقبل ثلاث سنوات وفع رؤساء الحكومات الأوروبية على استراتيجية الأمن الأوروبي التي كانت نتاجا لوحدة التخطيط تلك وإن لم يشركوا برلماناتهم والرأي العام في حوار بناء وصريح في ما تعنيه هذه الاستراتيجية بالنسبة للسياسة الخارجية والدفاعية·

لقد أسفرت ثلاث سنوات من تجارب الانخراط الأوروبي في البوسنة والبلقان وجمهورية الكونغو الديمقراطية عن بناء تجربة العمليات المشتركة في الخارج ويقوم الآن مراقبون أوروبيون بإدارة معبر رفح الحدودي بين إسرائيل وقطاع غزة وعلى الرغم من الخلافات بين الحكومات الأوروبية حول العراق، نجح الفرنسيون والألمان والبريطانيون في فتح حوار مع إيران بشأن برنامجها النووي بالرغم من معارضة واشنطن·

ومع ذلك فهناك نقاط ضعف، فالموقفان البريطاني والفرنسي يضعفهما رئيسي وزراء يوشكان على إنهاء حياتهما السياسية ووزيري خارجيته مبتدئين، ويهدد انسجام المواقف الأوروبية المنافسة بين المفوضية وسكرتارية المجلس، كما يلعب تشعب المسؤوليات دوراً آخر في أضعاف الاتحاد الأوروبي وتفتقر حكومات الاتحاد الى سياسة مشتركة حيال الإدارة الاقتصادية والمالية على نطاق عالمي·

ومن ناحية أخرى أصبح في إيطاليا حكومة تنتهج سياسات أكثر انسجاما مع القضايا الدولية من سابقتها كما أن لديها واحداً من أكثر وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي إثارة للاعجاب، وتعتمد دول الشمال في الاتحاد الأوروبي سياسات ذات صبغة تعددية وتشارك في عمليات حفظ السلام حول العالم بفاعلية وما زال على دول الاتحاد أن تثبت في المرحلة المقبلة أنها قادرة عى المواءمة بين مصالحها القومية مع الاستراتيجيات العالمية الأوسع من أجل مواصلة سياسات "التعددية الدولية الفاعلة" التي تزعم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أنها تدعمها·

 

اختلاف مشروع

وربما تكون الأولوية القصوى لأوروبا الآن هي بلورة نهج مشترك حيال الشرق الأوسط الذي بدونه سيظل التزام الدول الأوروبية بالمشاركة في قوات لحفظ السلام في لبنان ضمن قوات الأمم المتحدة يفتقر لإطار أوسع إنه لمن الحيوي أن يشرح الأوروبيون لصناع السياسة الخارجية في واشنطن، لماذا يكون اختلاف مواقف ومصالح الأوربيين عن المواقف والمصالح الأمريكية أمرا مشروعاً وهي الرسالة التي فشل رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير في نقلها الى حلفائه الأمريكيين كما أنها السبب في إخفاء القادة السياسيين الفرنسيين في كسب الشعبية، ويجب أن يكون مؤتمر قمة دول الناتو في نوفمبر المقبل مناسبة للأوروبيين كي يصروا على أن الناتو ليس آلية يتولى من خلالها الأوروبيون المهام التي تحجم عنها الولايات المتحدة كما في أفغانستان أو تطويق روسيا من خلال التوسع المبكر للحلف بضم أوكرانيا وغيرها من دول الاتحاد السوفييتي السابق·

وربما تكون الحكومات الأوروبية بحاجة الى بلورة نهج مشترك تجاه روسيا من حيث مسائل الطاقة والعلاقات الاقتصادية والسياسية معها·

لقد فشلت الامبريالية الأحادية التي انتهجتها إدارة بوش على مدى السنوات الخمس الماضية ولكن تحتاج "التعددية الدولية الفعالة" التي يعرضها الأوروبيون بديلا الى دبلوماسية أكثر نشاطا·

وقد تتطلب تقوية المؤسسات الدولية من المنظمة الدولية الى صندوق النقد الدولي مروراً بمنظة التجارة العالمية، من الأوروبيين التوافق حول الوضع القومي من أجل التكيف مع القوى الناشئة·

لقد فضلت الحكومات الأوروبية التذمر من نوعية القيادة الأمريكية بدلاً من التوحد وتولي القيادة بذاتها، وسوف تثبت السنتان المقبلتان ما إذا كان الأوروبيون قادرين بالفعل، على الاضطلاع بدور قيادي فاعل على مستوى عالمي أم لا·

 

" عن: الفايننشال تايمز

طباعة  

"العقدة العراقية" أضعفت سطوة الولايات المتحدة على العالم
أمريكا احتاجت لعشرين عاما حتى تعافت من عقدة فيتنام، فكم تحتاج الآن؟

 
أعضاء الآرغون احتفلوا بذكرى نسف فندق الملك داود
اليهود هم أول من قام بتفجيرالأسواق والحافلات في فلسطين