رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11 اكتوبر 2006
العدد 1746

رحلة معاناة "الدوامات" تبدأ من الباصات
مشكلة تأخر الحافلات انعكاس للسياسة المرورية الفاشلة وشركتا النقل بحاجة الى إعادة توزيع للخطوط

 

 

·        حسين: أخشى فصلي  من العمل بسبب التأخر المستمر عن الدوام

·         نشأت: رحلتي اليومية  مع "الباصات" رحلة معاناة

·         سلامة: التكدس المروري  هو السبب في تأخر الباصات

·         إبراهيم: توزيع الخطوط بين شركتي النقل يساهم في تقليل الازدحام المروري

·         يحيى: دورنا تنظيم حركة  الباصات في الشارع

·         علي: الراكب هو السبب  في تأخر الباصات؟!

·         الحوطي: أطالب بإنشاء  حارات خاصة بباصات النقل العام

 

كتب محيي عامر:

أدت ظاهرة تأخر وازدحام "الباصات" الى استياء معظم مرتاديها، هذاالأمر الذي تسبب في تأخرهم المستمر عن دوامهم ذهابا وعن إفطارهم إياباً، فآلاف من المواطنين ينتظرون "الباصات" بالمحطات وعشرات من الباصات تأتي بعد "فوات الأوان"·

وأصبح أمام مرتادي الباص خياران: الأول أن يتحلى بصبر أيوب حتى لا يصاب بشلل أو اكتئاب من مرارة الانتظار، أماالثاني فيتجنب كل هذا ويتجه إلى التاكسي الجوال وإذا ما تبقى فلس  من المعاش فلايلومنّ إلا نفسه·

وحمل معظم مرتادي الباص مسؤولية التأخير عن الدوام الى سياسة شركات النقل الفاشلة، ويتساءلون لماذا تتواجد الشركتان على خط واحد، فيرون أن توزيع الخطوط بين الشركتين يحد من مشكلة التكدس المروري من زاوية كما يساعد في حل مشكلة تأخير الباص من زاوية أخرى، فبدلا من أن توزع الشركة حافلاتها على 100 خط على سبيل المثال بعد هذا التقسيم ستوزعه على النصف فقط·

ونظرا لما تسببه هذه المشكلة من غضب واستياء عدد كبير من الأفراد أجرت "الطليعة" هذا التحقيق التقت من خلاله عدداً من مرتادي الباصات في المحطات وعدداً من المسؤولين داخل شركة النقل العام وهذه تفاصيل التحقيق:

 

"التأخر يومياً"

 

في البداية تحدث أحمد حسين معرباً عن استيائه من التأخير الدائم للباصات متخوفا من أن يتسبب هذا التأخر في إبعاده عن عمله لتأخيره المستمر يوميا، مؤكدا على أنه ينتظر الباص يوميا مدة لا تقل عن 45 دقيقة وقد تمتد الى ساعة وأكثر· وأضاف حسين: يحدث أحيانا بعد انتظار الباص فترة طويلة والتطلع الى الباص القادم من بعيد فرحة داخلية بقدوم الباص بالرغم من تأخيره إلا أن هذه الفرحة لا تدوم بسبب عدم وقوف الباص بالمحطة، وأشار حسين إلى عدم دخول الباص بعض المناطق مثل منطقة كيفان سوى يومين أسبوعيا هما الجمعة والأحد ويتساءل حسين هل بقية أيام الأسبوع سقطت من ذاكرة النقل العام أم ماذا؟ وأضاف حسين: أنتهز فرصة هذا التحقيق عن النقل العام وأشير من جريدة "الطليعة" إلى غلو أسعار الاشتراكات الشهرية التي تصل الى 14 ديناراً ورأى أن 10 دنانير كافية شهرياً ومرضية للجميع ويوجه حسين سؤالا الى شركة النقل الثانية "سيتي باص" لماذا لم توفر خدمة الاشتراك الشهري والكوبونات كما تفعل هيئة النقل العام؟

 

"رحلة المعاناة"

 

وأبدى سامح نشأت استياءه للتقصير الشديد من شركة النقل العام خاصة على خطي 18،19 حيث وصف رحلته اليومية مع باص 19 رحلة المعاناة واستعجب نشأت من موقف شركة النقل العام السلبي تجاه هذا الخط الذي يصرخ منه آلاف المواطنين، وأضاف نشأت بالرغم من تقدم العديد من المواطنين بشكاوى إلى شركة النقل العام وكذلك بإبلاغ المراقبين المتواجدين بالمحطات إلا أن شركة النقل العام لم تتحرك لمحاولة سد العجز على هذا الخط كما ناشد نشأت شركة النقل العام أن تسعى في حل مشكلة نقص الباصات على خطي 18، 19 وأن تغير من سياستها التي وصفها بعدم الانضباط وسوء التنظيم·

 

"التكدس المروري"

 

بينما رأى وحيد سلامة أن السبب في تأخر الباصات هو التكدس المروري وأضاف سلامة: إن خروج الدوامات في وقت واحد إضافة الى رغبة الجميع في الوصول الى المنزل في الوقت نفسه هذا كله يترتب عليه الازدحام الذي نشأ الآن·

 

"توزيع الخطوط"

 

وأشار محمد إبراهيم الى حتمية توزيع الخطوط بين شركتي النقل لأن ذلك يساعد على الحد من مشكلة الازدحام المروري من زاوية إضافة الى توافر الباصات بشكل أكبر على كل خط من زاوية أخرى·

وأعرب إبراهيم عن استيائه من سياسة النقل الفاشلة التي تهدف الى الربح دون النظر الى راحة المواطنين، ففسر تأخير الباصات بسبب المسؤولين الذين لايريدون ذهاب الباص وفيه مقعد خال ولكنهم يجدون سعادة في مشاهدة الناس واقفين بين طرقات الباصات·

 

"تحويل الخط"

 

وأرجع ناصر يحيى "مراقب بشركة النقل العام" تأخر الباصات الى خروج الدوامات بجميع الوزارات في وقت واحد مما أدى الى الازدحام المروري الذي نتج عنه تأخر في بعض خطوط "الباصات"·

وعن الدور الذي يؤديه مراقبو الباصات بالمحطات أشار يحيى الى أن دورهم تنظيم، وتدعيم الخطوط التي تحتاج الى حافلات أخرى إضافة الى عمل تحويل الباصات عند اللزوم خاصة في وقت الازدحام فعندما تأتي حافلتان لخط واحد فإننا نسمح بمرور واحدة فقط لتكمل نهاية الخط أما الثانية فنقوم بتحويلها حتى نتمكن من نقل الركاب في أسرع وقت ممكن··

 

آلية تنسيق

 

ويتساءل يحيى: لماذا لا يكون هناك آلية تنسيق بين الوزارات تختص بتنظيم وقت انتهاء الدوامات حتى نقضي على مشكلة الازدحام المروري·

 

"الراكب هو السبب"

 

وأرجع حسين علي "مراقب بشركة النقل العام" اللوم على الراكب معللا ذلك بعدم تحلي الراكب بالصبر فوصفه بأنه مستعجل دائما فلا يريد الانتظار دقيقة واحدة·

وأضاف علي: إن شركة النقل العام تقوم بواجبها على أكمل وجه وعن الازدحام داخل الحافلات أشار الى أنها خدمة عامة وليست خاصة فالسائق مضطر للوقوف في جميع المحطات والراكب من حقه الركوب إن أراد الوقوف حتى يصل الى منزله في الوقت المطلوب أو أن ينتظر الباص الذي يليه إذا أراد الجلوس·

 

أسباب تأخير الحافلات

 

وفي لقائنا مع عادل الحوطي مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة بشركة النقل العام الذي تناول مشكلة تأخر الباص قائلا: إن الباصات هي إحدى المركبات المتواجدة بالشارع فهي تتأثر بتأثر الشارع ولعل الجميع يلمس الازدحام الشديد بجميع طرق وشوارع الكويت·

وعن الانتظار الطويل للباص داخل المحطة أشار الحوطي إلى أن الإنسان بطبيعته مستعجل يريد أن يأتي الباص وقت تواجده بالمحطة ولا يضع في باله الازدحام المروري أو التعطيل المفاجىء للباص الذي يتسبب في تأخره·

وأكد الحوطي أن نسبة تأخر الباصات تمثل 10% وقت ذروة الدوام فقط·

 

خطا 18، 19

 

وعن القلة الملموسة في الباصات التي تخدم خطي 18،19 والتي اشتكى منها عدد كبير من المواطنين أجاب الحوطي: إن أي خط يمر على الدائري الرابع لا بد أن يصاحبه مشكلة تأخير نظرا للتكدس المروري على الدائري الرابع إضافة الى طول خطي 18،19 وكثرة دخلاتهما خاصة بمنطقتي حولي والشويخ، كما وعد الحوطي القراء بأنه سيسعى الى محاولة تجنب دخول خط 19 منطقة حولي ليصبح السالمية الشويخ مباشرة حتى يتفادى الازدحام داخل منطقة حولي·

وعن الازدحام الشديد داخل الباصات أشار الحوطي الى أن خدمة النقل خدمة عامة فحافلاتها مصممة على احتوائها مقاعد للجلوس كما أن الممر في الحافلة يسمح أيضا بالوقوف·

وأفصح الحوطي عن أن شركة النقل العامة بصدد صفقة باصات ستصل من مصر من نوع M.C.V ويعد هذا أول تعامل مع مصر بعد الستينات وأعرب عن سعادته بهذا التعاون لكونه تعاونا عربيا عربيا وأضاف الحوطي: نحن نسعى الى تقديم كل ما يساعد في إرضاء الجمهور من خلال توفير جميع الخدمات التي يحتاجونها·

 

"حل المشكلة"

 

وعن كيفية حل هذه المشكلة قال الحوطي أعتقد أن إنشاء حارات خاصة بباصات النقل يعد حلا جذريا لهذه الظاهرة·

وأضاف الحوطي: قرأت قبل يومين مقالا بجريدة "القبس" جاء فيه أن خبيرا إسبانيا رأى أن بالنقل الجماعي حلا لتجنب مشكلة الازدحام المروري وأعرب الحوطي عن اعتقاده بأن هذا حل غير محبوب في الدولة؟

 

الحكومة والخصخصة

 

وقال الحوطي: إن الحكومة تحت مظلة الخصخصة ورفع اقتصاد الدولة تسمح بقبول تراخيص لشركات "تاكسي" إضافة الى الترخيص الذي منح مؤخرا لشركة النقل الأخرى "سيتي باص" وتسعى الى إعطاء الضوء الأخضر لبعض الشركات الأخرى فكيف بعد كل هذا نحل مشكلة الازدحام المروري؟·

وأضاف الحوطي: أرى بأن اقتصار خطوط النقل العام على المحطات الرئيسية واقتصار الشركة الأخرى "سيتي باص" على المناطق الداخلية يمثل حلا يساعد في تخفيف كثافة الازدحام المروري بالطرق والشوارع الرئيسية·

 

"إنشاء هيئة النقل"

 

ورأى الحوطي بأنه لابد من إنشاء هيئة للنقل العام أو وزارة النقل العام التي تختص بالنقل والمرور وتنظيم ودراسات المناطق ومنح التراخيص ويقتصر دور الداخلية على مخالفة من يخالف المرور، فهذه الهيئة أو الوزارة ستكون مسؤولة عن وضع قانون لعمليات النقل بالكويت فلا يوجد قانون مختص بالنقل داخل الكويت· هذا الأمر أوصى به المؤتمر الذي نظمناه قبل ثلاث سنوات وهو مؤتمر تشريعات المواصلات العامة الذي حضره أعضاء من هيئات النقل  ووزارات النقل من دول مختلفة، فأوصى المؤتمر على ضرورة إنشاء هيئة النقل العام بالدول الخليجية هذه التوصية التي بدأت في تنفيذها دولة الإمارات والتي أجرت دراسة الى نسبة أعداد المواطنين والمقيمين وأعداد السيارات في عام 2015 مما ساعدها في اتخاذ قرار إنشاء شبكة مترو الأنفاق قبل عام 2015·

 

* * *

شكر وتقدير

 

تتقدم "الطليعة" بخالص الشكر والتقدير لعادل الحوطي مدير إدارة التسويق والعلاقات العامة بشركة النقل العام لما لمسناه من استجابة بالنسبة لخط 19،18 الأمر الذي أكده معظم مرتادي الخطين بعد إجراء هذا التحقيق·

 

   

 

طباعة  

"نريد حكومة أفعال لا حكومة أقوال"
علي الراشد: هدفنا التنسيق بين الأعضاء والتكتلات الأخرى وتحديد الأولويات

 
ديوان المحاسبة
 
أسئلة برلمانية
 
بعضها قد يكون مادة استجواب
أسئلة النواب.. أزمة كامنة بين المجلس والحكومة

 
سنة كويتية استثنائية.. ومدهشة(2)
لماذا صار البرتقالي شعار هؤلاء الناس؟

 
"لجنة الدستور" عن فرعية المحامين
 
أهالي (الصوابر) يردون على القناعي
 
المطيري: مدير الشؤون الإدارية أبدى تفهما واضحا لمشكلاتنا وأصدر تعليمات بحلها
 
لرعاية أيتام قانا وجنين..
سوق خيري في رابطة الاجتماعيين بالعديلية