رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 سبتمبر 2006
العدد 1743

في كتاب جديد يقتفي آثار الرعيل المؤسس للإبداع
خليفة الوقيان يؤرخ للحركة الثقافية في الكويت

                                             

 

كتب آدم يوسف:

صدر للباحث الأكاديمي والشاعر د· خليفة الوقيان كتاب بعنوان: "الثقافة في الكويت، بواكيرها واتجاهاتها" وهو عبارة عن دراسة مكثفة للفنون الثقافية المتمثلة في الشعر والقصة والرواية والمسرح، بالإضافة الى الموسيقى والفنون التشكيلية، وتتناول الدراسة كذلك الاتجاهات الفكرية للمجتمع الكويتي من قبل: الاتجاه الإصلاحي، والاتجاه القومي، وكذلك الاتجاه الديمقراطي والاتجاه المحافظ ولم يغفل د· الوقيان في بحثه الجاد هذا عوامل الاهتمام المبكر بالثقافة في الكويت المتمثلة في طبيعة السكان وطبيعة الموقع، وكذلك طبيعة النظام السياسي، والمؤثرات الخارجية·

وبعد الحديث عن عوامل الاهتمام المبكر بالثقافة ينتقل د· الوقيان الى الحديث عن مظاهر الاهتمام بالثقافة المتمثلة في نسخ المخطوطات والصحافة والمؤسسات الثقافية الأهلية مثل: الجمعية الخيرية العربية ومكتبة الجمعية الخيرية (1913م) وكذلك المكتبات التجارية والنادي الأدبي (1924م) والديوانيات الثقافية بالإضافة الى الرابطة الأدبية·

 

الإطار الزمني

 

وفيما يتعلق بالإطار الزمني لهذه الدراسة يقول د· الوقيان "والتوقف عند البواكير في الشعر والقصة والمسرح والموسيقى والفنون التشكيلية يقتضي عدم تعيين إطار زمني محدد لا تتجاوزه دراسة كل من تلك الفنون، فالبواكير في الشعر الفصيح تبدأ في العقود الأخيرة من القرن الثامن عشر، وأوائل القرن التاسع عشر، على حين تبدأ التجارب القصصية الأولى في نهاية العقد الثالث من القرن العشرين، ولذلك تتوقف الإشارة الى الشعر عند نهاية القرن التاسع عشر، على حين يبدأ الحديث عن القصة في نهاية العقد الثالث من القرن العشرين، وينتهي في منتصف القرن العشرين·

وهذا المثال ينطبق على الموسيقى والغناء والفنون التشكيلية، فضلا عن انطباقه على المؤسسات الثقافية الأهلية، والاتجاهات الفكرية·

وفي أحيان قليلة يتم تجاوز ذلك الأساس حين تقتضي الضرورة التجاوز، ومثال ذلك أنه عند تناول موضوع الصحافة تمت الإشارة إلى الصحف الصادرة منذ العام 1928 حتى مشارف الاستقلال في العام 1961· ويعود السبب في عدم الاكتفاء بالبدايات الى الاضطراب في الدراسات المنشورة عن الصحافة الكويتية، ووجود أخطاء فيها تقتضي التصويب·

ويؤكد د· الوقيان أن الدراسة قد اتجهت الى التوقف عند حدود المراحل المبكرة في تناولها للجهود الثقافية والاتجاهات الفكرية والريادات الإبداعية، لأنها لم تحظ بالقدر المطلوب من الاهتمام، بسبب ندرة المصادر المتعلقة بها، ومن ثم ندرة الدراسات· أما المراحل اللاحقة - وبخاصة بعد دخول القرن العشرين - فقد تناولها الباحثون بالدراسة، فضلا عن توافر مصادر دراستها·

 

أسباب الدراسة

 

وأما عن أسباب إعداده لهذه الدراسة فيقول د· الوقيان في مقدمة الكتاب:

لقد دفعتني الى إعداد هذه الدراسة أسباب عديدة، منها:

عدم كفاية التوثيق للجهود الثقافية والاتجاهات الفكرية المبكرة في الكويت، وبخاصة في المراحل السابقة للقرن العشرين، فضلا عن غياب التعليل والدراسة لظاهرة اهتمام الكويتيين المبكر بالثقافة من جهة، ومواكبتهم للاتجاهات الفكرية الإصلاحية والتنويرية، والتفاعل معها من جهة أخرى، واختزال مفهوم الثقافة لدى بعض الدارسين بالأدب، وإهمال ما عداه·

وكذلك الصورة المشوهة والمنقوصة التي يحملها بعض المثقفين العرب وغيرهم عن منطقة الخليج العربي بعامة، واعتقادهم أن هذه المنطقة لم تكن ذات شأن قبل ظهور النفط، ولم يكن للإنسان فيها إسهامات ثقافية يجدر ذكرها·

وإذا أردنا أن نبحث عن مسوّغ لمثل ذلك الاعتقاد لديهم فقد يكون ندرة الدراسات التي تؤرخ للثقافة في منطقة الخليج بعامة، وفي الكويت بخاصة، ومن الأسباب أيضا وجود قدر من الاضطراب في بعض الدراسات القليلة، التي تناولت موضوع الثقافة في الكويت، فمنها ما يربط بين بدء التعليم النظامي والثقافة، ومنها ما يربط بين ظهور النفط والثقافة، ومعنى ذلك أن البلاد لم يكن فيها - حسب تصورهم - علماء وكتاب وشعراء وفنانون·· بل وتعليم قبل افتتاح المدارس النظامية، أو قبل تدفق النفط·

وكذلك الحاجة الى تصويب المعلومات المغلوطة عند الحديث عن بعض الأعلام، ومن ذلك ذهاب كثير من الدراسات الى عدّ قاضي الكويت "محمد بن فيروز" المتوفى في العام 1153هـ / 1724م أستاذا لتلامذة ولدوا بعد وفاته بنحو قرن ونصف القرن· وكذلك الحال في ما يتعلق بعثمان بن سند الذي اضطربت الأقوال بشأن سيرته، وحان الأوان لنسبته الى بلده الكويت الذي ولد فيه وترعرع، فضلا عن الحاجة الى تصويب بعض المعلومات المغلوطة المتصلة بالصحف التي صدرت في المراحل المبكرة، وغير ذلك من قضايا تستدعي إخضاعها للتحقيق العلمي·

 

تحليل وتعليل

 

ويشير د· الوقيان إلى أن الدراسة لم تكتف بالعرض التوثيقي للجهود الثقافية المبكرة والاتجاهات الفكرية، بل سعت الى التحليل والتعليل، مع مراعاة الإيجاز الشديد، ولا يستثنى من الإيجاز سوى الحالات القليلة التي تقتضي فيها الضرورة محاورة بعض الاجتهادات، أو تعليل بعض الظواهر، ومثال ذلك ما يتعلق بعثمان بن سند، الذي اختلفت المصادر بشأن سيرة حياته، ولم يسلم اسمه من الاختلاف عليه بين الباحثين·

ومن الظواهر التي اقتضت الضرورة تفصيل القول فيها وتعليلها، غلبة التيار الإصلاحي في الكويت، ورفض القبول بالفهم المتشدد للدين من قبل الكويتيين من ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحتى العقد الثالث من القرن العشرين، أما المراحل اللاحقة فقد تناولها الباحثون بالدراسة، الأمر الذي يغني عن الإعادة·

 

شح المصادر

 

ويشير د· الوقيان الى أن إنجاز هذه الدراسة المكثفة قد استغرق زمنا غير قصير، وجهدا غير يسير، ولعل السبب في ذلك راجع الى شح المصادر، والحاجة الى رصد الإشارات المبعثرة في المصادر التاريخية والأدبية والاجتماعية والدينية، فضلا عن تقارير الرحالة ومشاهداتهم، والوثائق والأوراق الخاصة، والمخطوطات، والمصادر الشفاهية، والسعي من بعد إلى بناء التصورات وتحليل الظواهر، واستنباط الأحكام، وبخاصة ما يتعلق منها بتعليل اهتمام الكوتيين المبكر بالثقافة، وكذلك ما يتصل بالاتجاهات الفكرية في الكويت، إذ إن الدراسات السابقة التي تناولت الاتجاهات الفكرية في الكويت كانت تبدأ - غالبا - بحركة المجلس التشريعي في العام 1938، على حين سعت هذه الدراسة الى محاولة التعرف على تلك الاتجاهات منذ القرن الثامن عشر، أي منذ ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب·

وأحسب أن معرفة كيفية قيام الكيان السياسي الكويتي، ومكوناته الثقافية، واتجاهاته الفكرية، في المراحل الأولى لقيامه، تكتسب أهمية كبيرة، وتقود من ثم إلى فهم المراحل اللاحقة، بل لعلها تقود الى معرفة ما ينبغي أن تكون عليه الحال مستقبلا·

طباعة  

حكومة إلكترونية
 
اقترح إقامة مباراة ودية في لبنان من أجل السلام
الرئيس البرازيلي دا سيلفا: لا نملك أي استاد صالح لمباراة كأس عالم

 
كوكب غريب منتفخ يحير علماء الفلك
 
الربعي يعود الى محبيه بعد غيبة قسرية
 
جائزة الألفية للتقنية لياباني اخترع "ضوءا جديدا"
 
التتار