رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 20 سبتمبر 2006
العدد 1743

أصدرت مجموعات قصصية وكتبت عن أدب المرأة في الخليج
عبدالله القتم يتتبع مسيرة ليلى محمد صالح الإبداعية

                                                    

 

كتب المحرر الثقافي:

في كتابه الصادر مؤخراً عن رابطة الأدباء، يتناول الباحث الأكاديمي د· عبدالله القتم بالبحث والتحليل مسيرة الأديبة ليلى محمد صالح سواء على مستوى الإبداع القصصي أو من حيث التأليف والكتابة عن تراجم الأدباء في الخليج والجزيرة العربية، يقول د· القتم في مقدمة كتابه:

والسيدة ليلى محمد صالح من الأديبات المكافحات اللاهثات وراء الحقيقة، لذا نراها تسافر وراء الحصول على المعلومة الصحيحة، وتوثق لسير النساء في المنطقة· انطلاقا من حبها لبلدها ومنطقتها· ولم تكتف بذلك، بل نراها تلج مجال الإبداع القصصي فأنتجت ثلاث مجموعات قصصية· إلى جانب ثلاثة كتب من التراجم· اثنان في تراجم النساء العربيات في منطقة الجزيرة العربية· وهذه السيدة المكافحة تستحق أن يكتب عنها· وعن نشاطها الأدبي، لأنها بحق مكافحة· ولديها روح الإبداع، والإصرار على النجاح في كل عمل أسند إليها·

وهذه دراسة حول حياتها، ومؤلفاتها· فالفصل الأول تناولنا فيه حياة ليلى من الصغر الى أن أصبحت مؤلفة، ومبدعة، مروراً بدورها الاجتماعي في الكويت، وفي الفصل الثاني تناولنا بشيء من الشرح والتوضيح مؤلفاتها في التراجم، وإبداعاتها القصصية· أما الفصل الثالث فقد تناولنا شيئا من الدراسة الفنية لكتاباتها· ونقد لمؤلفاتها الإبداعية والتأليفية·

 

فصول الكتاب

 

وقد قسم د· عبدالله القتم كتابه الى ثلاثة فصول: الفصل الأول تحت عنوان: "بين الحياة والمعاناة" يتطرق فيه لمراحل حياة ليلى محمد صالح الشخصية من حيث الميلاد والنشأة،و الدراسة، والعمل الإعلامي، وكذلك الزواج أو حقوق المرأة، بالإضافة الى قضية الوطنية في كتابات ليلى صالح·

وأما الفصل الثاني فهو تحت عنوان: "ليلى الكاتبة والمبدعة" ويتناول الإبداع القصصي في كتاباتها، وكذلك جهودها في مجال الكتابة عن تراجم الأدباء، الفصل الثالث والأخير عبارة عن دراسة فنية تناول فيها د· القتم، إبداعاتها من حيث اللغة والأسلوب والاقتباس والسرد القصصي والصور الفنية·

وأما خاتمة الكتاب فتحوي نماذج من قصص ليلى، بواقع قصة واحدة عن كل مجموعة من مجموعاتها القصصية الثلاث·

 

كاتبة ومبدعة

 

ويسر د· القتم بشكل تفصيلي في الفصل الثاني من الكتاب تطور مسيرة الكتابة في أدب ليلى محمد صالح، مستفتحاً حديثه بمجال التراجم والشخصيات، حيث يقول:

في السنة التي تخرجت فيها من جامعة بيروت العربية سنة 1978م، اقتحمت ليلى صالح عرين التأليف، فأصدرت في تلك السنة، أول كتبها: "أدب المرأة في الكويت"، أي جرأة امتشقتها هذه الكاتبة لتطل على العالم بهذا الكتاب، الذي يتحدث عن أدب المرأة، أو كتابات المرأة في الكويت، لم يكن أحد يفكر في ذلك الوقت بالتأليف عن أدب المرأة· وخاصة في منطقة الخليج العربي، حيث التقاليد والعادات القبلية سائدة في هذه المجتمعات الخليجية·

اقتحام ليلى للتأليف في مجال المرأة، مغامرة لم يحسب لها أحد حساب، ولكنها استطاعات أن تثبت أن المرأة قادرة على الولوج في معترك الحياة، وأن المرأة الكويتية لها شأن كبير في مجال الأدب والشعر، وتناول النقاد هذه المغامرة بشيء من الانبهار، ،الترقب يحدثه هذا الكتاب في الأوساط الثقافية في الكويت، والخليج العربي، ولكن ردود الفعل كانت مشجعة، وإقدام ليلى على التأليف في هذا المجال سابقة لم يلتفت إليها أحد قبلها·

وجدت ليلى المرأة في الخليج والجزيرة العربية مهمشة، ودورها في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ضئيلا، على الرغم من كونها تمثل نسبة كبيرة من العاملن في الدولة، إلا أن القيادات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ظلت حكرا على الرجال بشكل عام، اللهم إلا بعض الأفراد، فهال هذا الأمر ليلى الكاتبة، ففكرت في أن تقفز بسمعة المرأة الخليجية إلى مصافي العالم المتحضر، لذا رأت بأن تبدأ بإبراز أدب المرأة في الخليج، والجزيرة العربية، فبدأت الإعداد لكتابة مؤلفها الثاني عن أدب المرأة، وهو: "أدب المرأة في الجزيرة والخليج العربي" الذي يقع في جزأين، وشجعها على ذلك ما واجهته من نجاح في كتابها الأول "أدب المرأة في الكويت"·

الخوض في موضوع جديد عن المرأة في منطقة الخليج، والجزيرة العربية لا يخلو من عسر، وصعوبة بالغة، حيث إن المصادر لم تكن متوافرة· كما أن البحث يتطلب السفر لملاقاة بعض الأديبات، ولم تكن المعرفة متيسرة لباحث في هذا المجال، ولكن رأت ليلى في قرارها إضافة كتاب آخر عن أدب المرأة في منطقة الخليج والجزيرة العربية، مغامرة أخرى ترتادها لبيان مكانة المرأة في هذه البقعة من العالم في المجتمع، ولكن هذا المجتمع الذكوري  حجّم دورها، وسلبها حقها في تنمية مجتمعها·

والمصادر الشحيحة لأي بحث علمي تودي الى الانصراف عنه، إلا أولئك الباحثون الجادون في ارتياد المصاعب· والمصرّين على النجاح· حتى وإن كانت المصادر قليلة، والعقبات كبيرة، فهدف البحث أسمى من أي عقبات تواجه الباحث، وليلى محمد صالح من هؤلاء الباحثين الذين يهوون المغامرة· والاستمتاع بلذة النجاح، لذلك كان إقدامها على الكتابة عن أدب المرأة في الكويت، وأدب المرأة في الخليج والجزيرة العربية·

 

قراءة نقدية

 

يتناول د· عبدالله القتم في بعض جوانب الكتاب بالنقد والتحليل للأعمال القصصية للأديبة ليلى محمد صالح، حيث يقول في تحليله لمجموعة "عطر الليل الباقي":

أما المجموعة الثالثة "عطر الليل الباقي" فكانت بحق غزارة في الخيال، والصور، ووصف رائع للأحداث، والشخوص· ولوحاتها الفنية، وكانت الكاتبة مبدعة، واستطاعت أن تثبت مكانتها في عالم القصة القصيرة في الوطن العربي، لا في منطقة الخليج فحسب·

التطور الكبير الذي حصل في أسلوب ليلى ولغتها وخيالها بين المجموعة الأولى، والمجموعة الثالثة أدى إلى أن تكون إحدى كاتبات القصة القصيرة المميزات في منطقة الخليج العربي، وذلك من عدة نواح، أولا: الارتقاء بالخيال، وخلق الصورة الفنية المعبرة، وتسجيد المعنويات، فأبعدت بذلك الخيال، ووظفت العبارات والجمل لخلق الصور البلاغية والفنية، وكذلك تطور أسلوب الكتابة، حيث نوّعت أساليبها في الكتابة، وانتقلت من البساطة، والعفوية الى الرقي الأسلوبي مستعملة أساليب مختلفة في طرق القص، فمن السرد الكلي، إلى الحوار الجزئي، إلى الوصف المتقن للأحداث، لذا نرى أن القصص لم تسر على نسق واحد، أو طريقة واحدة في السرد، وأيضا تطور اللغة فنجد أن المجموعة الأولى تتسم بالضعف في بعض جوانبها، وتختلط فيها الأخطاء اللغوية والنحوية والطباعية، وهذا ما عاب جوانب مهمة من كل المجموعة، ولكن في مجموعاتها الثالثة تحاشت الكاتبة كثيرا من تلك الأخطاء·

التطور الفكري الذي ميّز المجموعة الثالثة جاء نتيجة للتجربة الذاتية للكاتبة، وقراءتها لمجموعات كبيرة من القصص القصيرة، ودراسة التاريخ، مع توسعها في القراءة العامة بما أكسبها قدرة عقلية كبيرة ظهرت في ثنايا بعض تلك القصص·

من خلال هذه المجموعات القصصية للكاتبة تبدو أنها تتمتع بروح حرة، أو أنها تشعر بالحرية النسبية المتوفرة في الكويت، لذا ساقها خيالها للحديث عن السياسة، والوطنية، والاجتماع، دون أن يكون لها دور سياسي معين· وطرحت حقوق المرأة السياسية من خلال قصصها، كما أن معظم شخوص قصصها من النساء، وخاصة ما تعانيه المرأة في مجتمعاتنا من هضم لحقوقها الاجتماعية والسياسية·

فكانت جريئة في طرحها هذه القضايا، وتسليط الضوء على معاناة المرأة الخليجية·

 

* * *

 

مؤلفاتها

 

القصص الأخيرة:

 

- جراح في العيون (1986م)·

- لقاء في موسم الورد (1994م)·

- عطر الليل الباقي (2000م)·

كتب التراجم:

- أدب المرأة في الكويت  (1978م)·

- أدب المرأة في الجزيرة والخليج العربي (1982م)·

- أدباء وأديبات الكويت (1996م)·

طباعة  

بعض الأساتذة يتأبطون كتبا منسوخة ويحتكرون المعرفة
مأزق البحث العلمي في الجامعات والمؤسسات الأكاديمية العربية

 
إصـدارات
 
شعر
 
وزراء الثقافة في دول مجلس التعاون يعقدون اجتماعهم الثالث عشر