بيروت سيدة اللهب والرجال
خالد عبدالعزيز السعد
يا عاشق الطريق
امسح وجوه الأشقياء
واخلع الأرض والسماء
فلم تعد تلزم الثياب
فكل شيء تعرى
الأرض والبشر والحجر
والعواصم مرغت كرامتها
في زمن العهر والذل والتخاذل
قنابل الحقد والمغول
تضرب زهرة القلب "قانا"
وتمزق وردة الشياح
فتسيل الدماء
على دفاتر الأطفال
تقتلع العيون والضفائر
وأحشاء الصبايا
وليل من الوجع المجنح
تخيطه القنابل
لكنها الجبال والرجال والصخور لا تركع
بل تمور وتقاتل
تمور وتقاتل
وتثور
كاللهب الأخضر
يسيل على الشجر
فينتصب الفرسان على كل رابية
يقتحمون صدر الموت
عرشا من الأمان فينتصب على كل رابية
ينتشرون كما الريح عاتية
يقتحمون جبال النار
خطاهم فوق أعناق الحرائق
والقهر شلال يجري ويدور
وصواريخ الحقد تنقض على المنازل
تضرب الضاحية بأقواس جنون
كلما ابتدأ الليل والنهار
والجريمة ارتعشت شهوة
وأعطت لجنود الغزاة
السلاح الأخير
والعداء الكبير
والفتيلة اشتعلت جمرة وردة
تلد النهاية للفصل الأخير
بيروت سيدة اللهب والرجال
مع الغيب تأتي
مع الريح تأتي
تشرع أبوابها للسنابل
تلقي قفازها في وجوه الكلاب
تسدل ضفائرها للضياء
تقيء عاصفة في وجه الأعداء
لن تكبو في داخلها قوة الإبحار
ففي الدم المصير والأتون والأوار
ستلتقي نصرها حتما فمالها اختيار