كتب المحرر الثقافي:
يقدم الشاعر الشاب سعد الجوير على طريقته الخاصة قراءة في شعر الشاعر العراقي الراحل "جان دمو"، ويتتبع الجوير في كتابه الصادر مؤخراً تحت عنوان: "غريب على ضفة نائية" أخبار الشاعر العراقي المبعثرة على صفحات الجرائد وتلك التعليقات الواردة على لسان أصدقائه من المبدعين والكتاب·
وقد بذل الجوير جهداً كبيراً للكتابة عن هذا الشاعر الذي يجهله كثير من الناس، حتى أولئك المتابعين للشأن الثقافي وقد قسّم الجوير كتابه الى أربعة فصول، الفصل الأول تحت عنوان "أخبار الغريب" يعتمد فيه كما أسلفنا على ما يرويه أصدقاء الشاعر ومعارفه ممن عاصروه وعايشوه وأما الفصل الثاني فهو تحت عنوان: "إيقاع كتابي متفرد" يقدم فيه الجوير قراءة في أشعار جان دمو معتمدا الرسم البياني ومستنداً الحس النقدي الشفاف وفي رأيي فإن هذه القراءة التي يقدمها لنا الجوير غاية في الحداثة وأبعد ما تكون عن التقليد أو الإنطباعية وقد قسم الجوير الإيقاع في شعر جان دمو الى ثلاثة أقسام، إيقاع متواتر وإيقاع متشظي وإيقاع تصاعدي، يقول الجوير:
"لو رسمت نصوص جان دمو رسما بيانيا لكانت هذه الرسومات شبيهة جداً بأوراق تخطيط القلب أو ذبذبات المخ في المستشفيات والعيادات لأنه - وطبيعة ما يعيش - لا يعتمد إطلاقا على حركة رتيبة في الزمن الكتابي إن تعبيراته الأدبية وعلى الرغم من تواترها في عملية الكلمات كتابيا إلا أنها تأتي كما لو مسها تيار كهربائي شديد يشعره المتلقي عن طريق ارتفاع وهبوط المعنى العميق أو الظاهر ارتفاعا وهبوطا متواليا، مما يحتم عملية قراءة جان بدقة وهدوء"·
وأما عن أشكال الإيقاع لدى جان دمو فيقول الجوير: "لقد استطاع أن ينتقل جان دمو بين أشكال من الإيقاع "الحركي" ولم يعتمد على شكل واحد ليتوصل الى هدفه الخاص من خلال كتابته لنصه الأدبي، قد يأتي أحدهما متناقضا مع الآخر وقد يأتي مختلفا اختلافا كبيراً جداً حتى إنك لا تستطيع أن تتأكد أن من كتب النصين بإيقاعين مختلفين على هذا النحو هو شخص واحد"·
تحولات الغريب
وأما الفصل الثالث فهو تحت عنوان: "تحولات الغريب" فهو أيضا قراءة في أشعار جان دمو وقراءة في أخباره أيضا ويرصد الجوير في هذا الفصل التحولات التي طرأت على حياة الشاعر جان دمو وما كان يواجهه من تشرد وتسكع وانعكاس ذلك على شعره يقول الجوير: "لدى هذا الغريب نصوص أغرب يمكن أن يعتبرها أي قارئ عابر بأنها نوع من العبارات التي تنتقل بين التعبيرات المجازية "غير المؤدية لمعان دقيقة من ناحية" وبين عبارات طافحة بفوضاها من ناحية أخرى، نستطيع أن نقول بأن جان وقت الكتابة "يحيك" عباراته بشكل جيد جداً في سبيل الوصول الى معانيه الكاملة التي يبتغيها لنصوصه لا يمكن بطبيعة الحال أن نستبعد فكرة جان الثمل كما ذكرنا في صفحة المفاتيح، الأمر الذي يجعل الشعور بكلماته المختارة وتركيباتها الغريبة، غير مألوفة أو حتى غير مستخدمة بهذه الصورة من قبل"·
وأما الفصل الرابع والأخير فيحوي مجموعة مقتطفة من قصائد جان دمو·
