رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 2 أغسطس 2006
العدد 1739

تضمن معرضاً للصور وحملة توقيعات مرسلة الى كوفي عنان
جمعية الخريجين تقيم يوما للتضامن مع الشعب اللبناني

                                                    

 

·        المليفي: الحرب استأثرت باهتمام الجميع وهدفنا  تقديم الدعم المعنوي والمادي

·         ندعو "عنان" للذهاب شخصيا  الى هناك والوقوف على حجم المأساة

·         الحكومة أدت ما عليها والمسؤولية الآن على مؤسسات المجتمع المدني

·         شكرنا الى مجموعة الشباب المتطوعين وكذلك تجمع القوى الطلابية

·         البرجس: لبنان وطن الحريات وما تسعى إليه إسرائيل هو هدم الثقافة العربية

·         مؤامرات تحاك للفتنة الطائفية ونؤمن بوعي الشعب اللبناني وحنكته

·         التحرك الشعبي دون المستوى المطلوب وبعض المناطق لم تصلها المساعدات حتى هذه اللحظة

·       أثناء الاحتلال كنا نفرح بأية مساندة والمسألة  ذاتها في لبنان

 

كتب آدم يوسف:

ضمن ما تقوم به مؤسسات المجتمع المدني في الكويت من حملة لدعم الشعب اللبناني والوقوف الى جانبه أقامت جمعية الخريجين الكويتية يوماً للتضامن مع الشعب اللبناني وذلك بحضور السفير اللبناني في الكويت وأعضاء السلك الدبلوماسي، وعدد من الشخصيات القيادية، وأساتذة الجامعة والمفكرين·

وقد احتوت فعاليات يوم التضامن هذا عنصرين هامين، العنصر الأول هو معرض لصور فوتوغرافية حديثة ملتقطة من عمق المأساة في لبنان، وتنقسم الصور بدورها الى قسمين قسم يعكس مدى الدمار الذي تعرض له البناء والحجر وقسم يعرض مدى المعاناة التي يعيشها البشر في لبنان، وأما العنصر الآخر من فعاليات اليوم التضامني فهو عبارة عن حملتي توقيعات على العلمين الكويتي واللبناني إحداهما مهداة الى السفير اللبناني في الكويت والأخرى مهداة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، مع رسالة مرفقة تدعو عنان لزيارة لبنان بشكل شخصي والاطلاع على الأوضاع هناك·

"الطليعة" التقت في حوار صحافي عضوين بارزين من أعضاء جمعية الخريجين الكويتية، كان لهما الدور الأبرز في إقامة هذا النشاط، وتحديد أهم فعالياته وبرامجه، وهما:

إبراهيم المليفي ومها برجس البرجس، وقد تحدثا إلينا عن أهمية مثل هذه الفعاليات والأنشطة وأثرها على الشعب اللبناني، وكذلك عن دور مؤسسات المجتمع المدني والمسؤولية المناطة بها في الوقوف الى جانب القضايا الوطنية والقومية، ولم يغفل حديثنا الشق السياسي،  ودور الدول المحيطة بلبنان في الأزمات المتلاحقة التي تصيبه، بالإضافة الى مكانة لبنان الثقافية والفكرية بالنسبة للوطن العربي يذكر أن يوم التضامن هذا تقيمه جمعية الخريجين بالتنسيق والتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي·

 

المجتمع المدني

 

في مفتتح حديثه إلينا أكد إبراهيم المليفي أن الحدث الذي تمر به لبنان ليس أمراً عادياً، وفي ظروف كهذه لابد أن يكون لمؤسسات المجتمع المدني دور، ومنها بالطبع جمعية الخريجين الكويتية، التي عرف عنها وقوفها الدائم الى جانب القضايا الوطنية والقومية مشيراً الى أن جمعيات النفع العام في الكويت عادة ما تكون مجازة في فصل الصيف، ولكن من الواضح أن هذه الحرب استأثرت باهتمام الكثير من الناس فجعلتهم يلغون إجازاتهم لمتابعة الأحداث ومجريات تطورها، وهذا - على أية حال - مؤشر خير مؤكداً أن الهدف من هذا اليوم التضامني هو تقديم الدعم المعنوي المادي للشعب اللبناني·

ولفت المليفي الى أن أهم عنصر تقوم عليه أنشطة اليوم التضامني هذا هو معرض الصور الفوتوغرافية، وينقسم بدوره الى قسمين قسم يعرض جانب الدمار الذي حل بالبناء والحجر وقسم آخر يعرض جانب المعاناة التي أثرت في البشر، مؤكداً أن هذه الصور حية وملتقطة مباشرة من وقائع الحرب الدائرة الآن في لبنان·

وأوضح المليفي أن هذه الصور سيكون لها الوقع الأكبر لأن الصورة وفي أحيان كثيرة وقعها أبلغ من الحديث·

 

جمع التبرعات

 

وفيما يتعلق بطريقة جمع التبرعات في يوم التضامن أوضح المليفي أن جمعية الخريجين قامت بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي، بحيث يكون هناك شخص منتدب من الهلال الأحمر لاستقبال تبرعات الزوار في يوم التضامن مشيراً الى أن كثيرا من الناس يمتلكون ربما القدرة على التبرع والمساندة ولكنهم لا يجدون الوسيلة المناسبة لإيصال تبرعاتهم الى هناك، ونكون نحن بدورنا قد فتحنا قناة لإيصال التبرعات الى الهلال الأحمر ومن الهلال الأحمر الى لبنان·

 

حملة توقيعات

 

وأشار المليفي الى أن هناك نشاطا مهماً آخر يوافق  هذا اليوم التضامني، وهو عبارة عن حملة توقيعات تنقسم الى قسمين القسم الأول توقيعات على العلم الكويتي واللبناني وتكون مهداة الى السفير اللبناني في الكويت، وأما القسم الثاني من حملة التوقيعات فهي مهداة للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، ومرفق معها رسالة تحتوي فكرة رئيسية تتمحور حول طلب من الأمين العام للأمم المتحدة، أن يتوجه هو شخصيا الى الشرق الأوسط وتحديداً الى بيروت ليشاهد حجم الدمار الذي لحق بلبنان، بدلاً من إرسال موفدين الى هناك والهدف من هذا الطلب هو لعل وعسى أن تخفف إسرائيل قليلا من قصفها حين تعلم أن الأمين العام للأمم المتحدة هناك، كما أن الحياة يمكن أن تعود إلى مطار بيروت ولا ننسى أن الأمين العام حين يشاهد بنفسه هذا الدمار، ربما يتحرك بجدية أكثر، ويسرع من وتيرة استصدار قرار من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار مؤكدا أن هذا الأمر هو دور الأمم المتحدة، ودور كوفي عنان ونحن لم نطلب منه شيئاً خارج صلاحياته·

 

جمعية الهلال الأحمر

 

وعن علاقة جمعية الخريخين بجمعية الهلال الأحمر ومدى التنسيق بينهما في هذا النشاط قال المليفي، تربطنا علاقات وطيدة بجمعية الهلال الأحمر منذ القدم، وقد بادرنا نحن بالطلب منهم أن يرسلوا مندوباً ضمن إطار يوم التضامن هذا لاستقبال التبرعات وإيصالها الى هناك، وقد رحبوا بالفكرة كثيراً، مما أعطانا الدافع لإنطلاق العمل، مؤملاً أن يكون المحصول المادي من هذه الحملة بقدر طموحات وآمال الشعب اللبناني الذي ينتظر منا الكثير·

وفيما يتعلق بالحكومة ودورها في هذا الصدد، أشار المليفي الى أن هذه الحملة التي تنظمها جمعية الخريجين ليس لها علاقة بالعمل الحكومي، مؤكداً أن جمعية الخريجين مثل باقي جمعيات النفع العام في الكويت تعمل في إطار مستقل، وتناصر القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان ورفع الظلم عنه سواء داخل الوطن أو خارجه، لافتا الى أن الحكومة قامت بدورها من خلال تصريحات القيادة في الدولة، أو من خلال تجمعات الكتل السياسية في ساحة العلم ونحوه، والباقي الآن هو على مؤسسات المجتمع المدني التي بدأت بالتحرك، ومن أبرزها جمعية الهلال الأحمر التي أعلنت عن حملتها في وقت مبكر من اندلاع الأزمة·

 

الشباب والمرحلة

 

وحول سؤال عن تحرك الشباب ومساهمتهم في قضية لبنان استناداً الى ما قام به الشباب من دور بارز في قضية الدوائر الخمس وما تمخض عنها من حل لمجلس الأمة، وتبعات سياسية أخرى قال المليفي: لا يمكنني الجزم بأن الشباب سوف يؤدون نفس الدور وبالفاعلية ذاتها وذلك لأن تحرك الشباب كان لقضية محلية بحتة، وبهدف إىقاف الفساد، والدوائر الخمس سوف تؤدي بشكل أو بآخر الى تحجيم الفساد في البلد، وهذا مطلب تتفق عليه جميع الفئات والشرائح وقد أثيرت القضية في زمن كان الحراك السياسي في الكويت في قمة تفاعله، وأما بالنسبة لقضية لبنان فإن الأمر مختلف، ولو نظرنا فقط الى الإطار الزمني الذي تقع فيه الأحداث في لبنان لأدركنا أننا الآن في فصل الصيف، وهو موسم سفر لكثير من شرائح المجتمع في الكويت، وهذا بالطبع سوف يقلل من حجم التفاعل المطلوب·

وعبر المليفي عن شكره العميق لمجموعة الشباب المتطوعين  الذين كانت مساهمتهم في نشاط جمعية الخريجين سببا في نجاح البرنامج وتحقيق أهدافه في مدة لا تزيد على أربعة أيام أو خمسة، وأشار المليفي إلى أن لجنة النظام في يوم التضامن هذا يشرف عليها "تجمع القوى الطلابية" الذين يمثلون اتحادات الطلاب في الجامعات والمعاهد، داخل الكويت وخارجها مشيراً الى أن اهتمام تجمع القوى الطلابية بقضية لبنان ومشاركتهم يوم التضامن مؤشر خير ودليل وعي عند الشباب، الذين هم أملنا في المستقبل·

 

أثر مباشر

 

من جانبها قالت مها البرجس إن هذه الحملة على المستوى الشعبي سيكون لها أثر مباشر على شعب لبنان سواء من الناحية المعنوية أو المادية مشيرة الى أن الجميع يشعر بالحسرة والتألم لما يحدث الآن في لبنان فما ذنب الأطفال الذين نراهم أمامنا يقتلون ويشردون من منازلهم وأوضحت البرجس أن حجم التفاعل في نصرة لبنان في الوطن العربي كان دون المستوى المطلوب، لا سيما الجانب السياسي الذي شهد تخاذلاً واضحاً، وكذلك في بعض مستويات الجانب الشعبي، وقالت: إن أي دعم أو مساندة نقدمها الى لبنان سوف يشعر بها الشعب اللبناني، مهما يكن حجمها مستشهدة في هذا الإطار بفترة الغزو الوحشية التي مرّ بها الشعب الكويتي، مؤكدة أن الكويتيين في الداخل كانوا يفرحون بأي دعم أو مساندة تأتيهم من الخارج مهما يكن نوعها·

 

آلية التوزيع

 

وفيما يتعلق بآلية توزيع المساعدات داخل لبنان وإىصالها الى المحتاجين قالت البرجس إن طريقة التوزيع داخل لبنان سيئة للغاية بدليل أن بعض المناطق لم تصلها المساعدات حتى هذه اللحظة، وهناك اتصالات تأتي من داخل لبنان الى جمعيات النفع العام والهلال الأحمر الكويتي تخبرنا بأن المنطقة الفلانية مثلا لم تصلها المساعدات والمنطقة الأخرى بها نقص في الأدوية أو الأغذية وذلك على أية حال لا يمنع تفاعل الشعب اللبناني مع التبرعات والمساعدات التي تأتيه من الخارج·

 

مركز الحريات والثقافة

 

وتطرقت البرجس الى مكانة لبنان السياسية والثقافية في خارطة الوطن العربي مؤكدة أن لبنان هو مركز الثقافة العربية، وهي كذلك بلد الحريات والديمقراطية وهي بلد متنوعة من حيث المذاهب والانتماءات العرقية والطائفية ومع ذلك أهلها يعيشون بسلام وقالت البرجس: إن مما يؤكد مكانة لبنان الثقافية هو أنه في فترة الحرب الأهلية داخل لبنان شهد العالم العربي بأجمعه تراجعا من الناحية الثقافية على أقل تقدير، لأننا في وقت الحرب فقدنا منبراً هاماً من منابر الثقافة مشيرة الى أن إسرائيل لا تسعى الى هدم لبنان فقط، وإنما الى هدم الثقافة العربية أيضاً موضحة أنه بعد انتهاء هذه الحرب ربما يكون هناك انعكاسات أخرى، أشد خطورة مما نشاهده الآن·

 

النزعة الطائفية

 

وقالت البرجس: إن أخطر شيء ممكن أن يتعرض له الوطن العربي هو النزعة الطائفية لافتة الى أننا منذ زمن بعيد نعيش في وئام تام دون تفريق بين طائفة وأخرى مؤكدة أن مسعى اسرائيل هو خلق الفتنة الطائفية وتدمير لبنان من الداخل، وفي تصوري أن الشعب اللبناني لديه من الحنكة والذكاء ما يجعله يدرك أبعاد هذه المؤامرة ويتصدى لها·

 

العيش بسلام

 

وحول سؤال عما إذا كان بالإمكان أن تعيش إسرائيل بسلام مع جيرانها العرب بعد هذا الدمار الذي نشهده في حرب لبنان، وكذلك الحروب السابقة قالت البرجس: إذا جئنا الى المستوى السياسي لا ننسى أن إسرائيل لديها تحركات سياسية سابقة، فهي قد أنهت واحدة من اعتى وأقوى الجبهات العربية بتوقيعها اتفاقية سلام مع جمهورية مصر العربية، وهي كذلك تأمن الجانب الأردني بعد اتفاقية السلام الأخيرة فلم يبق سوى جبهتي لبنان وسورية اللتين لا يمكن التنبؤ بما يحصل بشأنهما مستقبلا فالجبهة السورية عمرها أكثر من ثلاثين عاما ولم نشهد تحركاً جديدا بشأنها وأما فيما يتعلق بلبنان فإن المشكلة الكبرى أن الصراعات التي تحدث في الدول الأخرى بجميع طوائفها وألوانها تنقل الى داخل لبنان، والشاهد على ذلك المثالين السوري والإيراني وأوضحت البرجس أن نقل هذه الصراعات الى الداخل له عدة أسباب منها: أن الدولة اللبنانية ذاتها ضعيفة بعد أن أنهكتها الحرب الأهلية بالإضافة الى أن هناك سبباً آخر هو ديمقراطية لبنان ومساحة الحرية المتاحة فيها لتكوين أحزاب أو تكتلات سياسية هذا الى جانب أن الاقتصاد في لبنان منهك ومنهار·

وقالت: إن الكارثة عندما تحصل نصيب أضعب مكان في الوطن العربي تماما مثل "الفيروس" الذي يستهدف أضعف عضو من أعضاء الجسم مشيرة الى أن مصر على سبيل المثال قد أمنت على نفسها بعد توقيع اتفاق السلام مع إسرائيل فلم يبق سوى لبنان المصاب الجريح·

وفي هذا الصدد أشارت البرجس الى أن ديمقراطية لبنان بدلاً من أن تكون نعمة لها أصبحت نقمة عليها·

ودعت البرجس الى إقامة المهرجانات ومساندة لبنان على الرغم من كل هذه المرارة التي نشعر بها، فلا بد أن نتسامى فوق جراحنا كي تعود لبنان كما كانت فلبنان إشعاع الحضارة وبلد الحريات التي تعلمنا جميعا منها مبادئ الحرية والصحافة والديمقراطية·

 

 

* * *

 

السفير اللبناني: ما نراه دليل على أصالة الشعب الكويتي

 

في تصريح خاص "للطليعة" عبّر السفير اللبناني في الكويت "علي الحجار" عن شكره الخاص لجمعية الخريجين رئيسا وأعضاء لإقامتها هذا الملتقى، وهذه المبادرة الطيبة التي تعبر عن أصالة الشعب الكويتي ووقوفه الى جانب الشعب اللبناني في هذه المحنة التي يمر بها، لافتاً الى أن هذا الأمر ليس غريبا على هذا البلد الطيب وأهله الكرام ولا شك أن هذه المساعدات ستترك الأثر الطيب على نفس اللبنانيين جميعاً·

وعبّر السفير اللبناني كذلك عن شكره العميق للقيادة الكويتية ولا سيما صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح لما يوليه من عناية واهتمام بقضية الشعب اللبناني·

 

                               

 

 

طباعة  

"الطليعة" تحاور لجنة وفاء الكويتية
نوال: ما نريده هو مساعدة الشعب اللبناني وإنقاذ لبنان العزيز
عنود: هناك أكثر من مليون نازح وهذا يتطلب من الجميع الجهد الكبير

 
إلى أين تذهب تبرعاتكم؟
 
آخر أخبار المجموعة
 
مناشدة عاجلة
 
أعضاء المجموعة
 
مزاد الحلو