ودعت البحرين مع صباح السبت الماضي أحد أبرز قادة النضال الوطني التحرري البحريني طيلة أكثر من خمسين عاما·
فقد انتقل الى رحمة الله تعالى الوطني التقدمي البارز أحمد إبراهيم الذوادي عن عمر يناهز الثامنة والستين عاما، عرفته خلالها الحركات التحررية العربية والعالمية مناضلا وأمينا عاما لجبهة التحرير الوطني البحرينية منذ قيامها في العام 1955 كما عرفته السجون والمعتقلات والمنافي، إلى أن قضيت له العودة الى البحرين مع مطلع العام 2001، وليواصل رغم سنوات النفي و متاعبها نضاله، فيساهم في تأسيس جمعية العمل الوطني الديمقراطي، ثم جمعية المنبر الديمقراطي التقدمي، ويصبح أول رئيس لها، ويلقي بكل ثقله وخبرته الطويلة لصالح ترسيخ الوحدة الوطنية بين جميع القوى السياسية، ودعم المشروع الإصلاحي ودفعه الى مواقع أكثر تقدما·
هذا المناضل الكبير انطوت صفحة حياته، ولكن حياته الحقيقية التي تجسدت في خضم حركة النضال الوطني لم تنطو، فهي مسيرة معارك سياسية خاضها واتخذت أبعادا متعددة وأشكالا متنوعة، مرة على هيئة الاتحاد الوطني، ومرة على هيئة نضال عمالي في مواجهة ثنائية الاستغلال - والاستعمار ومجموعتها الطفيلية المحلية في انتفاضة آذار 1965· ومرة على هيئة سنوات وراء القضبان، ومرة على هيئة سنوات النفي والبعد عن الوطن·
هذه الظروف النضالية بكل ما حملته من أعباء وأثقال كانت تمنحه المزيد من الدروس التي يتعلم منها أهمية التمسك بالمبادئ فعبر في وجه العسف والمرض، لقد ترجل نزولا على إرادة سنة الحياة، ولكن الأفكار تكبر وتتطور دائما مادام هناك من يؤمن بها ويجعلها شعلة حياة· لقد ظل أحمد الذوادي، مؤمنا بعد عودته من المنفى بالتجمع نفسه في مسيرته: مدّ التيار الوطني الديمقراطي بكل أسباب القوة والوحدة، وكانت مسيرة حياته مثالا مضىئا لم يخفت له ضوء في أصعب الظروف وأمام أصعب المهمات·
