رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 يوليو 2006
العدد 1736

الحديث عن فوز المرأة ليس أهم من خوض التجربة
اللجان النسائية.. التصويت.. والترشح.. كيف واجهت المرأة الصدمة في شهر؟
مديرو الحملات الانتخابية ..نساء خلف الأضواء

                                                    

 

 نورة العواد: 

·       زوجي دفعني للعمل مع الشايع وهناك صلة  اجتماعية بيننا وأنا فخورة بتجربتي

·         صعوبات كبيرة واجهتنا أهمها آليات الاتصال وأعتذر لمن لم نلتق بهن

·       المرأة واعية والدليل أسئلتها عن البرامج..  والمحظورات الاجتماعية سقطت

·         تغلبنا على حرارة الجو بالإيمان والقناعة بمرشحنا وأفكاره

 

 رنا النيباري:

·        عملي مع والدي سهّل علي الكثير من المهام وجنّدنا 60 فتاة

·       استفدنا اجتماعيا لأننا دخلنا بيوت  الناخبات ولم نسألهن عن التصويت

·          توزعنا إلى فرق لمواجهة يوم الاقتراع وإعانة النساء

·       استفدنا من خبرات النساء الناشطات  ..وشاركنا حتى في تصميم الإعلانات

 

د· ابتهال عبد العزيز :

·         لجنتي بدأت بـ 65 فتاة وانتهت بـ 200·· وهن كالأهل ويوم الاقتراع عصيب

·       بن طفلة لم يميز بين رجل وامرأة في خطابه  ..ومقرنا الانتخابي مركز نشاط

·         التواصل مع نساء المنطقة يجب أن يستمر لأننا قد نواجه حلا في أي وقت

·       القاعدة المعلوماتية للناخبات ضرورية  لإنجاح أي حملة قادمة ..والوقت داهمنا

 

أجرى الحوار مظفر عبدالله

يتسم العمل في الحقل السياسي الشعبي في الكويت بالفقر المؤسسي، إذ لا توجد أحزاب سياسية مرخصة أو جمعيات سياسية، ومراكز تدريب على النشاط الانتخابي والبرلماني بشكل عام تمكن الرجل أو المرأة من الانخراط في العمل السياسي استناداً الى قاعدة من الخبرة والمعلوماتية· وإذا كان قد أتيح للرجل على مدى 45 عاما من العمل بالدستور بالدخول في اللعبة الديمقراطية، وأحد تفاصيلها الترشح والانتخاب لعضوية مجلس الأمة وما تراكم لديه من خبرة ووعي سياسي، فإن المرأة غيبت طوال تلك المدة عن هذه التجربة المهمة من تاريخ الكويت السياسي، وفي حدث مفاجئ، وبعد إقرار الحقوق السياسية في العام 2005 فوجئت المرأة أنها أمام مسؤوليتها الوطنية التي تأخرت لأكثر من أربعة عقود من الزمن، ومما زاد عبء هذه المهمة مفاجأة حل مجلس الأمة ما أدى الى ما يمكن أن نسميه بالصدمة·· فحل المجلس أوصل رسالة عاجلة وسريعة لنساء الكويت ونصها الآتي: أمامكنّ 30 يوما فقط لتبدأن الممارسة السياسية ترشيحا وتصويتا؟! إنها صدمة فعلا·· فيكف تعاملت النساء معها؟

في هذا اللقاء استضفنا 3 عاملات رئيسيات في لجان 3 مرشحين معروفين وهن: رنا النيباري والتي عملت مع والدها المرشح عبد الله النيباري، ونورة العواد والتي عملت مع المرشح الفائز بعضوية المجلس النائب فيصل الشايع، ود· ابتهال عبد العزيز التي ترأست اللجنة النسائية للدكتور المرشح سعد بن طفلة وزير الإعلام الأسبق·

تطرقنا معهن عن التجربة الأولى لخوض عملية إدارة حملة انتخابية من خلال لجان نسائية فتية وحديثة على الساحة، فكيف استعطن إدارة هذه المهمة الشاقة في بيئة فقيرة مهنيا بدأت للتو إفراز كوادر نسائية أثبتت جدارة وإخلاص قبل تاريخ 29/6 بأيام قليلة·

 

التجربة الأولى

 

·   بداية، كيف يمكن أن نقيّم تجربتكن في العمل ضمن اللجنة النسائية الخاصة بحملات مرشحيكم وهي تجربة أولى كما نعلم؟

- رنا النيباري وضعي في الحملة الانتخابية له طبيعة خاصة كوني ابنة المرشح عبد الله النيباري فعلاقتنا مع والدتي لصيقة ويومية وسهلت علي نقل المعلومة من الدائرة الاجتماعية الى الدائرة الانتخابية· ومعروف أن ضيق الوقت كان عاملا ضاغطا لكن مع ذلك استطعنا مع الزملاء والزميلات في اللجنة أن نقوم بعمل جيد خاصة أن بعض العناصر النسائية كانت من الكفاءات، وكان عامل تقارب الفئات العمرية إيجابيا بالنسبة إلى سير العمل وكثيرات ممن شاركن في الحملة كنّ من مريدي عبدالله النيباري مؤيديه·

 

جذب النساء

 

·     كيف استطعتم أن تضموا في حملاتن الانتخابية عناصر نسائية وهل كنّ من خارج الدائرة الانتخابية، أم من داخلها؟

- رنا النيباري:  الأكثرية تطوعت للعمل مع النيباري وهناك شخصيات نسائية كان لها أثر كبير في إدارة الحملة، وأذكر مثلا السيدة لولوة الملا كونها شخصية ناشطة ومعروفة ولا ننسى فتيات الضاحية الأخريات·· وبالطبع استطعنا تجنيد 60 فتاة تفاوتن في عطائهن وكل واحدة حسب ظروفها·

نورة العواد: في الحقيقة معرفتي بالمرشح والنائب الحالي فيصل الشايع هي معرفة أهل وعلاقات اجتماعية مع عائلته، وكان التشجيع في البداية من زوجي فهو الذي طرح فكرة العمل معه·

ابتهال عبدالعزيز: بالطبع د· سعد له قاعدة رجالية كبيرة في مشرف وبيان، ومن خلال زوجات أعضاء لجنته الرجالية تم التحرك لتشكيل لجنة نسائية·

وشخصيا لدي معارف وأهل في مشرف وبيان، واستطعت أن أجذبهم وكنا في البداية لا نتجاوز الـ 15 امرأة، ومن هذا العدد أصبحنا 200 امرأة، ووجود المقر كان يساعد على التواصل باعتباره نقطة أو مركز نشاط·

 

إدارة الحملة الانتخابية

 

·     كيف يمكن للعاملة في اللجان الانتخابية خاصة وهي تجربة جديدة أن تفرق بين كونها تدير حملة مرشح تتطلب المعرفة بوسائل الإعلام والاتصال، وبين فكرة "المفتاح الانتخابي" والتي تختزل ربما في جلب الأصوات؟

- نورة العواد: علمنا في اللجنة النسائية كان ذا طبيعة جماعية ولم تكن هناك مناصب أو مستويات إدارية فالكل يعمل وفق خطة مرسومة وتم توزيع الأدوار بشكل ودي وحسب القدرة، وكانت زوجة المرشح وأخواته معنا في كل اجتماعاتنا الدورية في المقر الانتخابي·

د· ابتهال عبدالعزيز: منذ أن أخذت المرأة حقها السياسي كان بيني وبين الدكتور سعد بن طفلة تواصل حول موضوع تشكيل لجنة نسائية، وتشرفت برئاسة لجنة نسائية بناء على طلبه، وكان معي زميلي الأستاذ زايد الزيد الذي ترأس اللجنة الرجالية، وكان د· بن طفلة يقول دائما بأن هدفه ليس النجاح فقط بل هو في تكوين كوادر نسائية تخوض عملية إدارة الانتخابات وهو هدف بعيد المدى وينم عن نظرة صائبة·

 

·     نسأل الأخت رنا النيباري عن سبب اختيار حملة والدها ولماذا لم تعمل مع إحدى المرشحات من النساء في مناطق أخرى كنوع من الدعم كونها أول انتخابات تشارك فيها المرأة؟

- هي من زاوية كانت فرصة أولى، ومن زاوية أخرى فإن مشاركتنا السابقة كانت في محيط التواجد في المقرات الانتخابية وحضور الندوات، لكن الانتخابات الأخيرة تغير الحال تماماً، وأنا شخصيا لا يهمني أن أعمل مع مرشح أو مرشحة لكنني أتبع فكرة معينة تكون مقنعة لي·

 

تطوير التجربة

 

·     لاشك أن التجربة التي تمت مؤخراً في إدارة الحملات تحتاج الى تطوير فهل سيتم الاستفادة من هذه التجربة مستقبلا عبر صقلها وتنميتها وبأي أسلوب؟

- رنا النيباري: نحن في اجتماعات متواصلة مع أعضاء الحملة ونحن حريصات على التواصل لأن التجربة التي خضناها معاً تجعلنا نتشجع لتنميتها وتطويرها فالنتائج التي حصلنا عليها تجبرنا على التمسك بها·

- نورة العواد: نعم وبدون مجاملة·· فهناك مثلا صعوبة واجهتنا في الاتصالات مع الناس، فسكان الدائرة غير معروفين بالكامل لدينا، نحن نعرف أناس من الأهل والجيران والمعارف أما باقي سكان الدائرة فإننا نجهلهم·· فكيف يمكن الوصول لهم؟ هذا هو السؤال·· فالكثير من أرقام التلفونات التي وقعت في أيدينا كانت لغير أصحابها أو أن يكون الاتصال متعثرا بأناس محددين·· ولكون التجربة جديدة في التعامل مع النساء فإن كثيرات كن يريدن التواصل معنا لكنهن كن ينتظرن تشجيعا واتصالا من القائمين على الحملة من النساء·

وأود من منبر مجلة الطليعة أن أوجه اعتذارا لكل من لم نستطع الوصول إليها·· وهو ليس بتقصير لكن الوسائل كانت غير متاحة خاصة في البدايات ونتمنى في السنوات القادمة أن نعالج مشكلة التواصل·· بالطبع ضيق الوقت كان عاملا سلبيا خاصة أن فينا الموظفة وربة البيت·

 

نوع الخبرة

 

·    كيف كانت الاستفادة من تجربة المشاركة في الحملة الانتخابية، وعلى أي صعيد كانت؟ هل كانت استفادة اجتماعية أم سياسية؟

- نورة العواد: الاثنين معا، فتعاملي مع المرشح والعضو الحالي فيصل الشايع كان عن قناعة وتطابق في التوجهات السياسية، أما اجتماعيا فقد تعرفت على مجاميع نسائية جديدة وطريقة التفكير السائدة بينهن وكنا نسمع سابقاً أن المرأة لن تضيف جديداً لأنها شخص تابع لكن بعد التعامل المباشر وعقد الندوات والمشاركة المباشرة للكثيرات منهن تبين أن العكس هو الصحيح فكل ما كان يطرح في الصحافة من مطالب كانت تشكل هاجس النساء في المنطقة·

رنا النيباري: الاستفادة الاجتماعية كانت منقطعة النظير لأننا دخلنا بيوت الناس وهم جاؤوا لحضور الندوات فكان التواصل قويا وواضحا·

 

الصوت النسائي

 

·     كيف كنتن تدعن الناس للتصويت لمرشحيكم؟ بمعنى كيف كانت أساليب الإقناع؟

- رنا النيباري: بالاتصال·· وأقصد بالاتصال هو بث رسائل ذات مضامين توعوية، فمن الصعب أن تسأل الناخبة عمن تريد التصويت له لأنه شيء شخصي، ولم نكن نسعى الى أي نوع من الضغط النفسي من هذه الناحية فاختيار المرشح يكون أولاً للكويت وليس له علاقة بالعلاقات الاجتماعية أو صلة القرابة وهذه نقطة مهمة·

وبالطبع كانت هناك وسيلة أخرى وهي الرد على أسئلة الناخبات وهي فرصة للتعبير عن المواقف والآراء· إضافة  الى ذلك كانت هناك تجمعات نسائية نلتقي بها بشكل دوري وبادرنا في طلب اللقاءات معها، وهنا أود أن أوجه تحية شكر لمن أعد لنا هذه اللقاءات التي كانت وسيلة للمرشح للالتقاء بالناخبات للرد على أسئلتهن·

وبشكل عام كانت هذه اللقاءات مريحة لكونها عقدت في مساكن الناخبات، وبالطبع تأتي الوسيلة الثالثة وهي الندوات حيث كنا ندعو الجميع من الذين نتوقع أنهم سيصوتون معنا أو لا نتوقع منهم ذلك، فالمهم هو الاستماع للأطروحات· وأعتقد أن ضيق الوقت كان عاملا حاداً لعدم اكتشاف وسائل أخرى للتواصل·

ابتهال عبدالعزيز: بالنسبة إلى التواصل مع النساء، نحن اعتمدنا على أرقام الهواتف التي حصلنا عليها من الجمعيات التعاونية في مناطق دائرتنا الانتخابية، إضافة الى ذلك تم استغلال شبكة المعارف والأصدقاء، وفريق حملتنا الانتخابية كان كبيرا ضم سيدات من منطقتي مشرف وبيان·

كما تم تفعيل آلية إيصال الدعوات الى المنازل، إضافة إلى تواجدنا في المقر الانتخابي على مدار شهر كامل من السابعة مساء يومياً·

 

·    هل شاركتن كلجنة نسائية في تصميم الإعلانات الخاصة بالمرشح؟

- رنا النيباري: نعم كنا مساهمات فيها·· وقمنا بتصميم بوسترات جديدة قبل أسبوع من يوم الانتخابات، ولم يكن هناك فوارق بين لجنتي الرجال والنساء في هذا المجال فالأفكار تأتي من أي فرد من أفراد الحملة الانتخابية·

- نورة العواد: بالنسبة إلى موضوع الاتصالات فاعتمادنا الكبير على الاتصال الهاتفي، وكنا نتكلم مع النساء بصفتنا ممثلات للمرشح فيصل الشايع، ونطرح عليهن دعوة لندوة، أو المجيئ الى المقر الذي كان مفتوحا يومين في الأسبوع للإجابة على الأسئلة وتداول المقترحات· وكان ذلك بعد صلاة المغرب· وكانت النساء تطرح أسئلة عن إنجازات المرشح السابقة ووعوده مستقبلا وأفكاره السياسية، وبالطبع الوسيلة الأخرى كانت عبر الإعلانات الصحافية والتي ربما تجلب أشخاصا من خارج المنطقة·

وكنا ننتهز فرصة تواجد النساء في المقر لسؤالهن عن نساء أخريات لم يتمكنّ من الحضور إلى المقر الانتخابي، وكنا نتعامل معهن كأنهن في بيوتهن وبين أهلهن ولم يكن اللقاء لقاءا سياسيا جافاً·

 

العلاقة مع اللجان الرجالية

 

·     كيف كانت علاقتكن مع اللجان التي يديرها الرجال؟ هل كنتن تتلقين الأفكار منهم لكونهم متمرسون في العمل الانتخابي لسنوات مضت أم إن العمل كان مشتركا ويتم تبادل الأفكار من جانبكن كنساء أيضا؟

- نورة العواد: لم يكن هناك فاصل بيننا وبين الرجال، ولم تكن هناك صيغة القائد أو المدير، العمل كان بسيطا ومشتركا ولم يتم توزيع المهام بشكل واضح إلا في يوم الانتخابات،· أما فيما سبق فكان العمل جماعيا، حتى المرشح فيصل الشايع كنا نتعامل معه كواحد من الفريق ولم نشعر بأنه نائب إلا بعد أن نجح·

- رنا النيباري: لم يكن هناك فرق بين لجنة الرجال والنساء، خاصة أن اللجنة النسائية كانت تضم شخصيات ذات خبرة في العمل الشعبي التطوعي، وبالتالي نحن لا نتحدث عن نساء يعملن للمرة الأولى أو من هن قليلات الخبرة في المجال السياسي والاجتماعي·

ابتهال عبدالعزيز: عندما انتهينا من العمل انتابني شعور عاطفي غريب، كانت هناك روح تعاونية لا توصف أشاعها د· سعد بن طفلة بين العاملين في لجانه، وأستطيع ودون مبالغة أن أقول بأنني أخت لعائلة أو قبيلة كبيرة في الجهراء وهي قبيلة العجمان·

كنا نلجأ للجنة الرجالية لأخذ المشورة، وأود من خلال صفحات الطليعة أن أتقدم للدكتور سعد وللجنة الرجالية بالشكر الجزيل على الروح التعاونية الكبيرة التي عاملنا بها، وللعلم كانت هناك اجتماعات دورية بين اللجنتين·

 

يوم الاقتراع

 

·    هل تخوفتن من يوم 29/6 وهو يوم الاقتراع لأنه مناسبة تحتاج نوعا مغايرا من التنظيم وتوزيع الأدوار خاصة أننا في طقس قاسي، فكيف تعاملتن مع هذا اليوم؟

- نورة العواد: كنا متواجدات أمام الأبواب في مقر التصويت قبل افتتاحه الساعة الثامنة صباحاً بقليل، ودخلنا مبنى المدرسة وكانت مندوبات المرشحين قمة في التعاون والالتزام بالنظام وعلى عكس ما كان يقال  من أن النساء تنقصهن الخبرة في هذا المجال وأن الفوضى في المقار النسائية ستقع لا محالة، إلا أن العكس هو الذي حدث· فتعامل مندوبات المرشحين مع بعضهن كانت راقية جداً، وكذلك تعاملهم مع الناخبات· فلم تكن أي منهن تضغط من أجل حملهن على التصويت لصالح مرشح معين بل كانت الدعوة للتصويت الذي يحوز على قناعتهن·

وعلى رغم الجو القاسي إلا أن طاقتنا كانت كبيرة بسبب الإيمان بالعمل الذي قمنا به في ذلك اليوم ولم نشعر بالتعب إلا في اليوم التالي·

- ابتهال عبدالعزيز: يوم الاقتراع، الذي هو يوم  29/6 كان عندنا استنفار وقمنا بتقديم تعليمات سريعة لمندوبات المرشح في مقر التصويت وأعطيناهم تصورات حول طبيعة الترتيبات هناك حتى لا يتفاجأن بالموقف، ففي الأسبوع الأخير الذي سبق يوم الاقتراع كان الاجتماع في لجنتي يومها لتوزيع الأدوار، نحن في اليوم الذي سبق التصويت استمرينا في التواجد في المقر الانتخابي حتى الساعة الواحدة صباحا، مع العلم أن ساعة الاقتراع كانت في الثامنة من صباح نفس اليوم، فتخيل المجهود الكبير المطلوب من كل منا أن يقدمه، وكنت كرئيسة لجنة نسائىة أتنقل بين مقار الاقتراع في مشرف وبيان، وكان الدكتور سعد بن طفلة يتعامل معنا بروح المرح ونحن في مباني المدارس، وهذا ما انعكس علينا إيجابيا في ذلك اليوم ود· سعد من الناس الذين يملكون كاريزما مشهودا لها، ويذكرني بالدكتور أحمد الربعي الذي نتمنى له الرجوع بالسلامة في أسرع وقت·

 

ترتيبات يوم الاقتراع

 

·    هل كان لديكن خبرة أو معلومات مسبقة عن الترتيبات الخاصة بوزارة العدل والداخلية داخل مقار الاقتراع؟

- نورة العواد: بالنسبة إلي نعم فأنا تخصصي قانون دستوري وأعرف عمليات الاقتراع ومتى تكون شرعية وقانونية ومتى تكون غير ذلك·

رنا النيباري: نحن كنا في وضع صعب جداً، فالجو الحار كان عاملاً سلبيا بالنسبة لعملنا إلا أننا استطعنا من خلال الاتصال بالناخبات أن ندعوهن الى المقر الانتخابي أما الندوات التي عقدت فيه، وقمنا بتقسيم أنفسنا الى مجموعات ليوم الاقتراع فهناك مجموعة تراقب الذين يقترعون ومجموعة أخرى تقوم بالاتصال بالذين لم يحضروا للتصويت ونبدأ بالاتصال بهن· ورغم أن المنطقة صغيرة إلا إننا أمام ساعات محدودة ومجموعة أخرى كانت تقوم باستقبال الناس عند المدرسة وهن المفاتيح الانتخابية، اللاتي أدين دورا كبيراً جدا في ذلك اليوم فكن يساعدن كبار السن من النساء لتسهيل عملية التصويت إضافة الى تقديم الماء ووجبات الغذاء الخفيفة للناخبات·

 

دوافع التصويت

 

·    شهدت نسبة تصويت المرأة درجة جيدة بشكل عام ولكونها المرة الأولى التي تشارك فيها المرأة في الانتخابات كيف لمستم دوافع هذا التصويت، هل كان للبرامج الانتخابية أم للعلاقات الاجتماعية أم أن جزءاً كبيراً منهن كن مدفوعات من أقاربهن؟

- نورة العواد: أعتقد أن النساء في دائرة الروضة وحسب ما لمسناه صوتن بناء على قناعاتهن الشخصية وما يقدمه المرشحون من أطروحات· وكنا نلمس وعي المرأة من خلال اللقاءات الدورية التي كانت تعقد بيننا وبينهن في الحملة الانتخابية والأسئلة التي كن يطرحنها وهي أسئلة تنم عن وعي بالجو السياسي في البلد·

- رنا النيباري: يمكن أن نركز على مسألة الوعي من زاويتين، الأولى وهي الرغبة في المشاركة في النشاطات التي تلت يوم إقرار قانون حقوق المرأة السياسية كحضور الورش التدريبية والندوات والحث على التصويت، والزاوية الثانية في مسألة الوعي هي إدراك النساء لمن سيمثلهم في المجلس ويحمل قضاياهن وهذه النقطة كانت موجودة أيضا·

وأتفق مع الأخت نورة بأن الأسئلة التي كنّ يطرحنها في الندوات والاجتماعات المتعددة، كانت توضح بأن هناك وعيا واهتمام بمعرفة خلفيات بعض الموضوعات·

أما عامل الفزعة والعلاقات الشخصية وتأثيره على التصويت فهذا شيء موجود في كل الدوائر وإن كان بشكل متفاوت·

- د· ابتهال عبد العزيز: الدائرة الثامنة تتميز بدرجة عالية من الوعي، ودليل ذلك طبيعة الأسئلة والإصرار على الحصول على الأجوبة المقنعة والاستفسار عن أشياء دقيقة في برنامج المرشح الانتخابي، وكان المرشح د· سعد بن طفلة يوجه خطاباته للذكور والإناث معا ولم يكن هناك شيء مخصص للنساء، وكان هذا الشيء مؤثرا·

 

المحظورات الاجتماعية

 

·     قبل إقرار الحق السياسي للمرأة كان هناك تشكيك كبير ومؤثر في نضوج المرأة ومدى أهليتها لخوض العملية السياسية، لكن بعد إقرار هذا الحق تبين أن الأمور أسهل مما كان البعض يروج له·· كيف تردون على ذلك؟

- د· ابتهال عبد العزيز: أعتقد أن تلك الأطروحات كان الغرض منها تأخير مشاركة المرأة قدر الإمكان لكسب الوقت، لكن المرأة في الواقع كانت تشارك في انتخابات الجمعيات التعاونية، وانتخابات الجامعة حتى زيارة المقار الانتخابية والدواوين الرجالية لم تكن جديدة· فالمقار الانتخابية كانت محط اهتمام شرائح نسائية كبيرة حتى قبل إقرار الحق السياسي لها، وأعتقد أن دخول د· معصومة المبارك في الحكومة وبالتالي حضورها للمجلس عمل على التقليل من التخوفات المطروحة، وللعلم فإن الذين كانوا يرفعون شعار المحظورات الاجتماعية هم اليوم أكثر تكالبا للحصول على ود المرأة وصوتها وهو موقف متناقض·

نورة العواد: موضوع المحظورات الاجتماعية حجة ضعيفة لأن المرأة تخرج يوميا من بيتها وتتوجه لمقر عملها، فلماذا عندما تصبح المسألة حضور ندوة أو مقر انتخابي يكون هناك محظور اجتماعي؟! المقار الانتخابية كما رأينا مكان منظم ومحترم ويضم نساء ورجالاً من جميع الفئات والأعمار وهذا شيء طبيعي فلماذا التخوف؟!، التناقض الذي أود الإشارة إليه هنا أن الفتاة بعد تخرجها من الجامعة تدفع من قبل الأب أو الأخ أو الزوج دفعا لكي تحصل على وظيفة، فلماذا عندما تكون المسألة محصورة في انتخاب من تراه صالحا نتحدث عن محظورات اجتماعية؟! وفي الانتخابات الأخيرة كثير من النواب صعدوا على أكتاف النساء وأصواتهن·

 

تطوير التجربة

 

·     مستقبلا،  كيف ستتم استثمار تجربتكم رغم قصرها الزمني لترتيب خطط أكثر تطورا لإدارة الحملات الانتخابية بجميع تفاصيلها·· ألا تجدون أن تواصلكم مهم للمرحلة المقبلة؟

- د· ابتهال عبدالعزيز: أنا على تواصل مع لجنتي النسائية، وبعد التجربة الأخيرة أصبحنا كالأهل، وأنا أعتقد أن فكرة سؤالك رائعة بحيث يجب أن يكون هناك تواصل بين رؤساء اللجان النسائية· وأعتقد أنه كان هناك دورات تدريبية أقيمت أثناء الحملات الانتخابية لكن انشغالنا في ترتيب حملاتنا لم يسعفنا لحضورها، وأعتقد أنها كانت فرصة للتعارف ونتمنى تكرارها في الزمن القادم، وأعتقد أن علينا واجب ترتيب دورات شبيهة لكسب الخبرة·

نورة العواد: فكرتك جيدة، فالتواصل خاصة بعد التجربة الأولى لمشاركة النساء في الانتخابات تساعد على تداول الإيجابيات والسلبيات لمحاولة تطوير مشاركة العنصر النسائي خاصة في إدارة الحملة الانتخابية·

- رنا النيباري: التواصل موجود في منطقتنا، لكن ما نطمح إليه أن يمتد لبعض الشرائح من النساء اللاتي لم نتمكن تحت ضغط الوقت أن نوطد علاقتنا معهن·

د· ابتهال عبدالعزيز: أنا أعتقد أن مسألة استمرار التواصل يجب أن ينظر إليها بجدية لأننا في وضع سياسي غير ثابت بالنسبة إلى وضع مجلس الأمة وأقصد هنا موضوع الحل·

 

الجمعيات التعاونية

 

·    هناك نقطة قد تلام عليها المرأة، وهي تقصيرها في الترشيح لانتخابات الجمعيات التعاونية والتي تعتبر ورشة مصغرة تعطي النساء فكرة مبسطة عن معنى المشاركة والاختلاط بالمجاميع النسائية والرجالية في المنطقة، وهي ربما تكسر حاجزا نحو الترشيح لمجلس الأمة والبلدي فما رأيكم؟

- نورة العواد: أعتقد أن مشاركتنا في انتخابات مجلس الأمة للمرة الأولى ربما سيعطينا حافزا لطرق باب الترشيح للجمعيات التعاونية لأخذ الخبرة والتدريب على المواجهة·

د·ابتهال عبدالعزيز: دور المرأة في انتخابات الجمعيات التعاونية كان يتركز في جانب دعم الرجال فقط، وهو يحتاج الى إعادة نظر رغم كونها انتخابات في نطاق أصغر·

 

الصعوبات

 

·    هل هناك نقاط لم نغطها في هذا اللقاء؟

- نورة العواد: الحصول على أرقام هواتف النساء كانت مشكلة كبيرة بالنسبة إلينا، وأتمنى هنا أن تقوم جهات معينة كوزارة الداخلية من خلال قيود الناخبين أو الجمعيات التعاونية أن تقدم أرقام هواتف الناخبات خاصة أننا أمام واجب وطني·

- د· ابتهال عبدالعزيز: أنا أعتقد أن تأسيس قاعدة معلومات لإدارة الحملات الانتخابية أصبحت موضوعا مهما جدا وتأتي أرقام الهواتف كجزء منها، وأرى أن هذا الموضوع جدير بالاهتمام في الانتخابات القادمة إذا أردنا أن نتحدث عن إدارة جيدة للموضوع·

- نورة العواد: نقطة أخرى أريد أن أتطرق تإليها هنا وهي مسألة الزحام في مراكز الاقتراع، فهذه المشكلة يجب أن تحل في الانتخابات القادمة بحيث تكثر عدد اللجان من خلال زيادة عدد القضاة··

- د· ابتهال عبدالعزيز: د· سعد كان يقول لي أنك بعد يوم 29/6 الذي هو يوم الاقتراع ستكونين إنسانة مختلفة، وبالفعل بعد هذا التاريخ اكتشفت ذلك، فالإنسان يكتشف سلبياته وإيجابياته، وقدراته الأخرى· نحن لا ننكر أننا مدلالات ومرفهات نوعا ما، ومواجهتنا لصعوبة التجربة من إدارة حملة انتخابية أو الوقوف أمام أبواب مراكز الاقتراع في جو قاس كان وراءه إيمان مطلق بأفكار الشخص الذي نعمل معه، رأيت هذا في عيون البنات الصغيرات اللاتي وقفن تحت أشعة الشمس الحارقة·

 

* * *

 

نورة العواد

 

                                                                      

 

ماجستير في القانون الإداري وتعمل بوزارة الداخلية وهي من العناصر النسائية الأساسية في اللجنة النسائية للمرشح وعضو البرلمان فيصل فهد الشايع عن دائرة "الروضة"

 

* * *

 

رنا النيباري

 

                                                                       

 

متخصصة في الهندسة الصناعية، ابنة المرشح وعضو مجلس الأمة الأسبق عبد الله النيباري عن دائرة ضاحية "عبدالله السالم" وشاركت في لجنته الانتخابية النسائية·

 

* * *

 

ابتهال عبد العزيز

 

                                                                       

 

أستاذة جامعية أدارت اللجنة النسائية لحملة مرشح دائرة "مشرف" د· سعد بن طفلة وزير الإعلام الأسبق·

 

 

طباعة  

مهرجان ساحة الإرادة.. "صارت خمس"
 
لن ينسوا من طلب القوات الخاصة لمنعهم
الشباب ينادون "السعدون" رئيسا لمجلس الأمة

 
توعدوا في تظاهرة نظمها تجمع "نبيها خمس" في ساحة الإرادة بإسقاط وزراء التأزيم إن عادوا مجدداً
تكتل الـ 29: "المعركة" بدأت.. ورئاسة المجلس أحد عناوين الإصلاح

 
"نبراس" والكويت أولاً
 
مستقلة الخليج تدعو التنفيذية (لمناظرة)
 
المنبر: تقليص الدوائر الى خمس مدخل للإصلاح السياسي
 
التحالف: إبعاد بعض عناصر التأزيم خطوة ناقصة