كتب محرر الشؤون المحلية:
تتناقل الأوساط السياسية بتندر واضح انقلاب معارضي إقرار الحق السياسي للمرأة الكويتية بشكل سافر ومن دون مقدمات الى دعاة لحقوقها من أجل جني أصواتها، حيث بدأت الندوات واللقاءات والمقار الخاصة للنساء تتصدر إعلانات هؤلاء المرشحين وتصريحاتهم الصحافية، وكأن مواقفهم وتشنجهم بالأمس القريب قد طواه الزمن ونسيته نساء الكويت·
كما لاحظت الأوساط محاولات البعض منهم تبرير موقفه المعارض لإقرار الحق السياسي للمرأة بشكل أو بآخر وعلى طريقة "عفا الله عما سلف"، أحدهم تقدم بتبرير عجيب كقوله إن التصويت على المشروع جاء قبل سفره بوقت قصير!!! آخر كرر مقولة جماعته المعهودة بأن الموقف كان من منطلق اجتماعي وليس شرعياً!! ونسي أن ما يطلبه الآن من النساء للمشاركة في لجنته النسائية إنما يتعارض مباشرة مع ذلك الموقف الاجتماعي الذي دفع جماعته السياسية الى معارضة إقرار حق المرأة· كما يلاحظ محاولات التبرير المكشوفة جداً لمن وقف ضد المرأة من منطلق شرعي ويسعى الآن الى كسب رضاها، كأن يقال "إننا نتعامل مع الواقع على الرغم من موقفنا الشرعي منه" وهو قول يطرح أسئلة أكثر من تلك التي يجيب عنها·
أما أحد مرشحي الدائرة العشرين الجهراء القديمة وهو ممن وقفوا بشدة مستخدماً عبارات في غاية القسوة لوصف المدافعين عن حق المرأة، اليوم، تقول الأوساط، يدعو نساء الدائرة الى حضور الندوات والاجتماع بهن في لجانه النسائية!! هكذا؟ ولم يعتبر ما يفعله الآن من أجل الحصول على أصوات النساء اللاتي يشكلن أغلبية الناخبين في دائرته، لم يعتبره خرقاً للعادات والتقاليد التي قاتل من أجل "حمايتها" عن طريق حرمان المرأة من حقها الدستوري·
أما المتخصصون في شراء الضمائر فلم يختلف الأمر بالنسبة لهم اللهم إلا من جانب العدد والتسعيرة، فقد رصدت الأوساط المتابعة المساعي التي يقوم بها مندوبو هؤلاء الراشين والأساليب التي ابتدعوها للوصول الى النساء وعرض مبالغ عليهن، البعض وجد في فكرة مرشح خيطان في العام2003 فكرة جيدة، حيث ابتدع هؤلاء أسلوب "تعيين" نساء كموظفات في اللجان النسائية كي يبرر الدفع المباشر لمن تقبل منهن بهكذا عرض· آخرون يستخدمون أساليب تقليدية كأن يتم البيع من قبل أحد رجال الأسرة على أن تلتزم النساء بالتصويت لمشتري الصوت·
الطريف في الأمر أن هؤلاء الذين وقفوا بالأمس القريب ضد مشاركة المرأة يراهنون على تسامح النساء تجاه موقفهم ذلك أو على التعامل مع الأمر الواقع·
