تحبّ التي هي وهمٌ
محمد جابر النبهان
إلى طاهر الشريفي
المسافة منفى··
لناوجهنا·· أو لنا وُجهتانا
الطريق الذي لم يعد واحداً
الطريق/الطريقان
أغيب شمالاً
وحين تغيب شمالاً
أسمّيك جرح الجنوبِ
الجنوب: الشمال
المسافة جوعْ··
كم مضى يا صديق الرغيف وحزن
الأغاني·· أما زلت تهوى سماع المواويل:
(يا صاح أنا خوك لو جار الدهر صاحبك سكران بمودتك··) الوقتُ،
تعوي دقائقه السود· أمازلت
تغفو على وعده؟ وتسكر في وتر العود / المواعيد ماءً· وتلك التي خلفنا
لا تفي بالوعودْ·
المسافة بردٌ··
وكل اللواتي / الحبيباتُ
حين تركنَ على جسدي خيبة الثلج،
لم ينتظرنَ طويلاَ·· تزوَّجنَ·
أنجبنَ حشد صغار·· فهل من أحبتكَ
غابت - كباقي النساء؟ وهل··
تزوجت أيضاً - ككل الرّجال
الذين تخون حبيباتهم؟
وأنجبتَ؟
هل يشبهونكَ؟
هل أنت أنت كما كنت ماءً عصياً؟
تحب التي لن تراك على شارع
الريح· أو عند ناصيةٍِ
وتحبّ التي هي وهمٌ· وتقرأ جرحكَ فيها
أمازلت تقرأ؟
أمن تقرأ الآن؟!
أمازلت تكتب سردا - كحزنك - أجمل مني
وتتركني عالقا في شراك القصيدة
المسافة أفعى··
وتلك البلاد ترقطُ جلد المسافة
بالموتِ
والصدفة الموتِ
والموتِ هذا المفاجىء
تنفث أيامها / الصّهدَ في وجهنا
أو على وجهتينا
البلاد التي لم تعد واحدة
البلاد / البلادين
أرتب منفاك فيّ
ومنفاي فيك
كلانا يقطر منفى
وحين تغيب جنوبا
أسميك جرح الشمال
الشمال: الجنوب
أوتاوا - كندا
28 - فبراير 2006