رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 10 مايو 2006
العدد 1727

القوى النيابية والطلابية والسياسية ترفع صوتها: نعم للدوائر الخمس
د. الخطيب: لسنا ضد العائلة بل ضد من يمد أصبعه الى الدستور

                                                                     

 

·     محمد الصقر: مشروع الدوائر الخمس لا يقل أهمية عن حقوق المرأة السياسية.. إنه أداتنا لمحاربة الفساد

·    خالد المطيري: خطط  جهنمية لدفع السلطة إلى مواجهة الناس

·  أحمد السعدون: الكويتيون مجمعون على عدم المساس بالدستور.. وردع المفسدين

·    لا نستطيع أن ننسى تضحيات المناضلين الكويتيين من أجل الديمقراطية والدستور

·   كانت الكويت  في قلب حركة التحرير العربية والعالمية

 

 

الحقوق تُنتزع ولا تُستجدى

 

في كلمته في المهرجان الذي أقامته القوى الطلابية في جامعة الخليج، قال الدكتور أحمد الخطيب بأن الدستور الكويتي لم يكن منحة ولكنه نتيجة لتوازن القوى وتوافق الإرادات آنذاك إرادة الشعب وكفاحه الطويل من أجل الديمقراطية وإرادة الحاكم الشيخ عبدالله السالم الذي أحسن قراءة متطلبات العصر ولمس إرادة الشعب فكانت ولادة الدستور·

وما قاله الخطيب هو تأكيد لحقيقة ناصعة في تاريخ الشعوب ونضالها من أجل الحرية والحكم الصالح·· إن مسار تاريخ كفاح الشعوب يؤكد بديهية وحقيقة أن الحقوق لا تُمنح ولا تُستجدى بل تنتزع بإرادة الشعوب الصلبة وتصميمها وتماسكها وإصرارها على نيل حقوقها·

إن إرهاصات التحرك الشعبي التي تشهدها الساحة الكويتية وفي المقدمة منها تصدر الشباب فتيات وفتيان تعزز ثقتنا بأن قوى الشعب لا بد أن تهزم قوى الفساد ومؤامراتها في تعطيل وإعاقة مسيرة الإصلاح·

 

كتب محرر الشؤون المحلية:

في مهرجان حاشد أقامه تجمع القوى الطلابية في جامعة الخليج، وشاركت فيه تيارات سياسية ونيابية، مساء الأحد الماضي، ألقى عدد من نواب مجلس الأمة وممثلي بعض التيارات السياسية والقوى الطلابية كلمات أجمعت على عدة نقط مهمة تشكل الشغل الشاغل للأوساط الشعبية الكويتية، أولها ضرورة اعتماد تقسيم الدوائر الانتخابية الى خمس دوائر، وثانيها التصدي لأي مساس بالدستور، وثالثها، ضرورة حشد أوسع القطاعات الجماهيرية وراء هذه المطالب وتوحيد الكلمة لمواجهة قلة من المفسدين التي تعمل على جر الحكومة على مواجهة القوى الشعبية تحقيقا لمآربها الخاصة·

وأشارت غالبية الكلمات أو جملتها بالأحرى إلى ظاهرة الفساد المالي والإداري الشائعة، واعتبرت أن حل الدوائر الخمس سيكون وسيلة للحد من ظواهر إفساد مجلس الأمة والحياة الديمقراطية، أما كلمة د· أحمد الخطيب التي جاءت في نهاية المهرجان فقد تميزت بالتركيز على قضية الصراع من أجل الحفاظ على الدستور·

تحدث في البداية النائب محمد جاسم الصقر عن غموض في موقف الحكومة من مسألة الدوائر، وتمنى ألا يكون الكلام الدائر عن 10 دوائر و60 نائبا صحيحا، لأن هذا يحتاج الى تعديل الدستور، وطمأن الحضور على أن الموقف لصالح الدوائر الخمس محسوم بـ 29 نائبا مع هذا المشروع، ووصف خطط التمسك بـ 25 دائرة بأنها خطط غبية·

وقال إننا تسلمنا خلال الأسبوعين أو الثلاثة الماضية رسائل من الاتحادات الطلابية تريد الدوائر الخمس، ولكن الأمر لا يعتمد على أعضاء مجلس الأمة الذين عرفت مواقفهم لصالح الدوائر الخمس،ولكنه يعتمد الآن على الوزراء· ونريد أن نعرف موقف مجلس الوزراء، ونعرف عن التصويت في المجلس، حتى لا يتم الأمر بلا تصويت، ويأخذ الأمر، كروته وأشار الى أن وزراء شعبيين في العام 1965 وقفوا ضد قرار بالتثمين، وهددوا بالاستقالة، واليوم نجد وزراء يقولون لنا شيئا ويصرحون للصحف بشيء مختلف· إننا نريد معرفة موقف الوزراء، ولا نريد أن يتخذ قرار بلا تصويت، ومن لا يملك قناعة بالخمس دوائر فليقف ويعلن موقفه، ويعبر عن رأيه، وهو حرّ به، ولكن لا أن يقول إنه مع الدوائر الخمس، ثم لا نعرف لمن يصوت·

وختم بالقول، إن ما نمارسه من ديمقراطية وتجمعات وندوات عمل في غاية الأهمية، مشيراً إلى أننا قضينا 7 أو  8سنوات منذ تقديم مشروع حقوق المرأة السياسية، واستطعنا في النهاية أن نحصل عليها، ومسألة الدوائر الخمس بأهمية حقوق المرأة نفسها، لأنها طريقة لمحاربة الفساد والمفسدين الذين يصلون الى المجلس بأموالهم·

وأشار علي خاجة: ناشط سياسي طلابي إلى أن هذا الموضوع يثبت أنه مهم ويحظى باهتمام شعبي وجاد للوصول الى الأفضل لهذا البلد، وأشار الى الكثير من المظاهر الخاطئة في عدة جوانب، بدءا من المناهج الدراسية، وتحويل الجامعة الى ساحة للعنف، والانقسامات المذهبية والطائفية، وصولا الى تحكم الحكومة بالسلطة التشريعية وبشعب كامل· وطالب بأن تتحول عبارة "أحبك يا وطن" الى سلوك وليس مجرد تعبير، والوقوف أمام من يحاول تشويه صورة الوطن·

ومن جانبه ركز خالد هلال المطيري أمين عام التحالف الوطني الديمقراطي، على نقطتين، قال فيهما، إننا نسير بشكل جيد، ونحن نؤذي خصومنا ونضايقهم، لأننا متماسكون، وهذا سر قوتنا، وهو أمر لا يقدرون عليه لأن ما يجمعهم هو المصالح، أما النقطة الثانية، فهي قناعته بالنجاح لأن الفاسدين استنفدوا أسلحتهم من الشتم والتشكيك، وخلق أغلبيات وهمية ومحاولات شق الصفوف·

وأشار الى محاولات تجري أخيرا لجر النظام لمواجهة الناس، وبدؤوا يطرحون أفكاراً لتعديل الدستور· وهم يريدون أن تقف السلطة ضد الناس، إلا أن هذه علامة ضعف وليس قوة، وقال، لقد تغلبنا عليهم في الشارع، وحذر الجميع من هذه اللعبة الخطرة، الجهنمية المكشوفة أمام الناس·

وأوضح النائب أحمد السعدون في كلمة لامست حدود الغضب، بأن تأجيل حسم مسألة عدد الدوائر، والمماطلة هدفه إفساح المجال لقوى الفساد لتعطيل مشروع الدوائر الخمس بسرقته، وتحدث عن طاغوت فساد يتزعمه عدد يعد على أصابع اليد، اثنان أو ثلاثة، وقال إن 29 نائبا في مجلس الأمة يؤيدون مشروع الدوائر الخمس، ولا مشكلة في مجلس الأمة، والكويتيون مجمعون على أهمية عدم المساس بالدستور·

وحذر من الإقدام على مثل هذه الخطوة، فدون ذلك كما قال "خرط القتاد" وطالب رئيس الوزراء بالوقوف بوجه من يريدون العبث بالدستور·

وأشار الى أن مؤسسة الفساد تسعى للنيل من الدستور، وعلينا أن نواجه هؤلاء·

ونبه ممثل حزب الأمة حسين السعيدي، الى أن هدف الفساد والمفسدين هو الوصول الى الدستور الذي كفل حقوقنا ومكتسباتنا، وقال إنه لا سبيل للقضاء على الفساد إلا بإشهار الأحزاب·

أما النائب علي الراشد فقد قال إننا وصلنا الى حرية الكلمة، ولكننا لم نصل الى الديمقراطية، فالديمقراطية تحتاج الى نضال ولها ثمن، وللحرية ثمن، ويجب أن ندفعه، وقال إن القضية ليست تعديل دوائر، بل هي قضية وسيلة لإصلاح البلد الذي انتشر فيه الفساد· ووجه نداء الى الشباب وحذرهم من الذين يحاولون زرع الفتنة بينهم، طالبا منهم التجمع لأنه هو الذي يحقق الهدف·

 وأضاف، بأن الحكومة تريد دائما نوابا موالين، تريد الذين يسمعون كلامها، ويؤيدون اقتراحاتها· واستغرب من عدم رضا الحكومة عن 29 نائبا "يوالون" اقتراح الدوائر الخمس، وتساءل: هل الحكومة حولاء أم ماذا؟ هم إذن يريدون موالين فاسدين·

المطوع: قصر السيف

استنكر راشد المطوع من قائمة المصالح الطلابية ما قاله أحد نواب مجلس الأمة من تقليله من قيمة التجمع الشبابي أمام قصر السيف للمطالبة بتقليص الدوائر وأن هؤلاء أبناء الكويت·

 

السالم: الحلم الثاني

 

وقال محمد السالم  رئيس جمعية الهندسة والبترول من جامعة الكويت إن الكويت حققت حلم حصول المرأة على حقوقها السياسية وتمنى أن تكون الدوائر هي الحلم الثاني الذي سيتحقق لإصلاح المسيرة الديمقراطية وهذا ما جعل الشباب يتفقون على الدوائر الخمس ويعملون من أجلها·

النوري: مواجهة الفساد

كما شدد الأمين العام للقائمة المستقلة في جامعة الخليج فهد النوري على ضرورة مواجهة الفسـاد والتصدي له بجميع السبل والطرق وأن لا نجعل البلد بيد المفسدين وأن نقف جميعا ضدهم·

 

المجادي: حماية الشباب

 

قائمة الوسط الديمقراطي في جامعة الكويت تحدث باسمها عبدالله المجادي المنسق العام للقائمة قائلا إن الشباب الكويتي قادر: على تحريك الرأي العام وتوصيل صوته وآرائه إلى الجميع ودون تردد وهذا ما يجعلنا نتفق اليوم لأجل الدوائر الخمس الدوائر حماية لشبابنا·

 

أحمد: الكويت للكويتيين

 

وشاركت أيضا قائمة الوسط الديمقراطي من الهيئة العام للتعليم التطبيقي، وقال أحمد الفضلي مسؤول العلاقات الخارجية إن الدوائر الخمس تخلق روح التنافس الشريف، وهذا ما جعل الشباب يتفقون عليها حتى لا تكون الكويت حكرا على طائفة أو قبيلة أو عائلة وأن تكون الكويت للكويتيين·

 

القبندي: إيجاب حكومي

 

أما فهد القبندي عضو لجنة الخريجين والشباب في تجمع القوى الطلابية فقد قال إننا قصرنا في حق الكويت وأضاف إن قضية الدوائر هي مدخل للإصلاح، وانتقد الحكومة بأنه غلطان من يعتقد أن يخرج منها شيء إيجابي أو جيد·

 

السعدون: الخمس أنسب

 

وشارك أيضـا الاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع أمريكا وقال عبدالله السعدون إن تقليص الدوائر إلى خمس هي الأنسب للكويت وأنه لا مخرج للكويت وللإصلاح إلا بالدوائر الخمس·

 

المناعي: ترفع القبعة

 

وشاركت أيضا قائمة النهج الطلابي في بريطانيا وقد ألقى كلمتها بالنيابة عنهم محمد الخطيب من تجمع القوى الطلابية والتى كتبت من رئيسها حسن المناعي وقالت القائمة في كلمتها ترفع القبعه من أجل النواب الذين يقفون في مواجهة الفسـاد وطالبوا بوقف القرارات العشوائية التى تهدف لتعطيل تعديل الدوائر وكلنا كشباب نقف اليوم من أجل الإصلاح ومن الدوائر الخمس·

 

العريمان: تعبنا من الفساد

 

وشاركت القائمة المستقلة في جامعة الكويت في المهرجان وتحدث منسقها العام محمد العريمان قائلا إن هناك من النواب من ضرب عرض الحائط بالقسم الدستوري، كما أننا كشباب يحق لنا العيش في وطن آمن ومستقر وقد تعبنا من نواب الفساد وشراء الأصوات·

 

     

             

 

 

                                                                       

 

أما الدكتور أحمد الخطيب فقد بدأ حديثه بالقول: جئت أثير حماسكم فأثرت حماسي، وحين أرى القوى التي تتصدى للعمل الوطني من الشبان والشابات بهذه الأكثرية، وإنهم الأغلبية، أقول الحمد لله، فما أردته وتمنيته حدث·

ما يجري الآن هو أنهم يحاولون أن يجعلوا القضية هي قضية تعديل الدستور، وهذا واضح بالنسبة لي منذ زمن، والاقتراحات التي تقدم والإصرار على 25 دائرة، هدفها إفشال الاقتراحات الأخرى، لأن  25 دائرة، هي مفتاح الفساد، والحرامية ولن يتخلوا عنها، ولكن ما آراه، هو أنكم تهزمونهم، تهزمونهم، ورغما عنهم·

وأضاف الخطيب حين أتكلم عن الدستور وأسمع التعليقات التي تقال بأن الدستور هو هبة، ما أسمعه في الحقيقة كذب وتزوير· هذا الدستور لم يأت بلاثمن، ولم نحصل عليه إلا بعد طريق طويل وتضحيات كثيرة، ودعوني أعدد: من أوائل المناضلين عبدالحميد الصانع رحمه الله، كان يطالب بالإصلاح، وكتب مقالات في الصحف العربية، وسجنوه، وقيدوا رقبته بالحطب وظل حتى بعد الخروج من السجن لا يستطيع أن يلتفت، إلا إذا استدار بجسده كله، ومحمد البراك الذي يسمونه الزعيم، كان رحمه الله من الأوائل الذين ناضلوا من أجل الإنسان الكويتي وحقوقه· وكان يطالب بحقوق الناس الضعفاء، إنني أشعر بالخجل حين أعرف أن المقيم البريطاني العام في الخليج هو الذي أوقف تعذيبه اللاإنساني· ولا ننسى أيضا شهداء الديمقراطية، محمد المنيس، محمد القطامي، في أحداث العام 1939، فهؤلاء ضحوا بحياتهم من أجل الديمقراطية· ولا أنسى رؤية السجناء وأنا طفل وأيديهم وأرجلهم مقيدة بالسلاسل وهم يحملون القاذورات على رؤوسهم لإلقائها في البحر

 

رجالات الكويت الذين

تعرضوا للاعتقال سنة 1939

 

1 - سليمان العدساني

2 - عبداللطيف ثنيان الغانم

3 - سيد علي سيد سليمان الرفاعي

4 - صالح عثمان الراشد

5 - مشعان خضير الخالد

6 - يوسف المرزوق

7- راشد عبدالغفور (اعتقله الانجليز وسجن في الهند).

 

الذين أفلتوا من الاعتقال

 

1 - محمد ثنيان الغانم·

2 - عبدالله حمد الصقر

3 - خالد العدساني

4 - محمد أحمد الغانم

 

وأيضا لا ننسى الذين ناضلوا وضحوا من أجل حقوق أهل الكويت ومن أجل الدستور، وهناك آخرون أيضا، من المناضلين من أجل حقوق العمال، سجنوا وضربوا في الخمسينات، ولا ننسى أيضا أولئك الذين ناضلوا من أجل الديمقراطية والدستور، وفقدوا وظائفهم، ومنهم جاسم القطامي وكوكبة من الضباط الشرفاء الكويتيين الذين رفضوا، وهم رجال شرطة، قمع بنات الكويت وهن في تظاهرة احتجاج تضامنا مع الشقيقة مصر ضد العدوان الإنجليزي والفرنسي والإسرائيلي، فرفضوا تنفيذ أوامر القمع وقدموا استقالاتهم وهم

 

أسماء الضباط الذين استقالوا تضامنا

 مع استقالة السيد جاسم القطامي سنة 1956

 

1- عبدالحميد الصانع

2- صالح المحمد

3- فاضل الجاسم

4- باقر خريبط

5- خليفة الرومي

6- يوسف الشاهين

7- عبدالوهاب السيد عبدالمحسن الطبطبائي

8- علي الحمود

9- عمر الفهد

10- عبدالعزيز البلوشي

11- عبداللطيف البرجس

12- محمد اللهيب

13- صالح الدخيل

 

وهؤلاء فقدوا وظائفهم في وقت كان من يخرج من الحكومة يتعرض للبطالة ولا يعمل في مكان آخر·

وأيضا، علينا أن لا ننسى، ولو أن الإنسان لا يحب الحديث عن نفسه، وما تعرضنا له، فلم يكن سهلا، ثلاث محاولات اغتيال في لبنان، ومحاولتان في الكويت، ولكن الله حفظنا، وقال الناس إن الدكتور، بسبعة أرواح··، بينما تقول أمي لا··"لابد أن فيك عرقاً من السعادة"! كل هذا، إضافة للمضايقات غير الجسدية لرجال الكويت، ومحاولات إذلالهم وقهرهم، وبخاصة حين صار النفط كل شيء· لم يجعلنا نتردد أو نوقف المسيرة·

 

أحد القناصل

 

أضاف د· الخطيب: وواصلنا المسيرة، وكنت من الذين يستغربون ويقولون،·· ماذا فعل لكم أهل الكويت يا حكام لكي تعادوه بهذه الطريقة، وهم الذين أتوا بكم، ولم يتخلوا عنكم، لا في العام 38، ولا في العام 62· أنا لا أقول إن العائلة الحاكمة كلها من هذا الصنف، ففيهم أناس أعرفهم وأعرف مشاعرهم، ولكن هناك منهم من لديهم المشاركة في السلطة أمر مرفوض، مع أنه هو الأساس، وحسب تقاليدنا وتقاليد أهلنا·

لقد وصل الأمر في إحدى الفترات العصيبة أن أتصل بي أحد قناصل دولة كبرى شخصيا، وقال إن حكومته تسلم عليّ، وتقول إن هذا الوضع غير مقبول، وهناك جماعة من العائلة الحاكمة يقفون ضد الإصلاح، أعطنا قائمة بأسمائهم، ونحن مستعدون لنفيهم خارج الكويت، لأن هذه الدولة كانت تعرف موازين القوى، ولم يقولوا هذا من أجل الكويت بل من أجل مصالحهم· ماذا قلت له؟ قلت له، شوف آل الصباح كويتيون ونحن كويتيون، قد نختلف، ولكننا نحل مشاكلنا بين بعضنا البعض ولا نقبل أن يتدخل بيننا الأجنبي·

لم أخبر بهذا أحدا،وكتمت هذا السر طيلة أكثر من أربعين عاما، لماذا؟ لأننا نحن الكويتيين حين نقول أن أو نقسم على شيء فإننا نحترم قولنا وقسمنا، ولكن المؤسف أن الطرف الآخر لا يرى هذا الرأي الذي فيه مصلحة الكويت، بل يريد مصلحته فقط، فنحن لسنا ضد العائلة بل نحن ضد  أي فرد منها يمد أصبعه إلى الدستور·

أقول هذا الكلام لأنني أعرف أن معركة الإصلاح طويلة ومعقدة، وأقوله حتى نفهم أن الدستور لم يكن هبة، كان الأمر توازن قوى، ولولا هذا لما تحقق مطلب الدستور، فحددوا مصلحتهم في ثلاثة أمور للحفاظ على مصالحهم ذاتها: أولا: أن تعم الثروة الموجودة في الكويت أهل الكويت ولا تكون ملكا خاصا بالعائلة·

ثانيا: أن تكون هناك ديمقراطية ومشاركة في الحكم·

ثالثا: أن تستقل الكويت·

 

أول حركة سرية

 

وجاء هذا محاباة لواقع عربي وعالمي كانت تتصاعد فيه حركة تحرر سادة المنطقة، وانتفاض على دول الاستعمار، وكانت الكويت جزءا من هذه الحركة بل وفي مقدمتها كانوا يريدون احتواء هذا التيار، فأموال بريطانيا كلها في الكويت، وموجة التحرر وصلت الى حدودها، كانت هناك الناصرية، واتحاد مصر وسورية، وثورة العراق·

وأرادوا أن يدفعوا هذه الموجة، بالطبع لابد هنا من الإشارة الى دور عبدالله السالم وموقفه من قضية الدستور والديمقراطية وإنهاء الحماية الأجنبية، لقد تفهم الوضع، وأدرك مصير العائلة ومصلحتها، فانحاز الى الديمقراطي والدستوري·

التفاصيل كثيرة، ولكن ما أريد قوله لشبابنا حول حصولنا على الدستور، إن ذلك كان في مرحلة معينة، وهذا هو ما قمنا به صحيح كانت تقود العمل الوطني نخبة قدمت التضحيات، ولكن هذه الطبقة بعد انتهاء عصر اللؤلؤ، وحركة المجلس،و ولم تعد السفن التقليدية قيمة، وجاء النفط، صارت هذه الطبقة تحت رحمة النظام، إلى أن جاءت المجموعة الثالثة التي تسلمت القيادة بداية بالخريجين والطلبة، وفي تلك المرحلة كان طلبة ثانوية الشويخ هم رأس الحربة في العمل الوطني، ومعهم عمال النفط في المنطقة العاشرة الذين أثبتوا جدارتهم ووطنيتهم، وهنا تغير الوضع، ودخلنا مرة أخرى بأساليب جديدة، وتجمعت للمرة الأولى قطاعات واسعة تسعى معا وأدى نضالها الى دستور العام 1961·

الأساليب تغيرت الآن، كنا نتظاهر ونوزع المنشورات وتقمع المظاهرات والتجمعات، وكان واجبنا أن نقبل التحدي، لم تعد الحركة ملك أفراد بل ملك جماهير واسعة، كما أسلفنا في ظروف معينة وسط مد تحرري، وكان الكويتيون في صلب المد القومي العربي، وكان الكويتيون مشاركون في أول جمعية سرية عربية قومية تعمل على صعيد الوطن العربي، وبخاصة في منطقة الهلال الخصيب، بل كان الكويتيون من المؤسسين، الناس لا تعرف عن هذه الجمعية، وقد تستغربون إذا عرفتم من بين الأسماء التي ضمت آخرين من فلسطين وسورية، اسم عبدالله السلال من اليمن، وقد اكتشفت قائمة بمؤسسيها ضمن 65 اسما، من الكويت يوسف العدساني، وخالد العدساني، وزيد السرحان، وعبداللطيف ثنيان، وحمد الصقر، ويوسف الغانم، ومحمد الغانم، وحمد الحمد وأحمد السقاف·

 

العالم يتغير

 

نحن امتداد وجزء أساسي، لحركة قوميين عرب، تشكلت حركة ثقافية بدأ عملها في لبنان، ثم انتقلت القيادة الى بغداد، وشكلت الكويت جزءا أساسيا من هذه الحركة وكاد الكثير من العرب الفارين من الاضطهاد يأتون الى الكويت، ومن كان يأتي إليهم ليست الحكومة، كان هناك عمل غير محسوس لهذه الحركة·

والآن وبعد ما حل بالحركة القومية، من انتكاس وتدمير، تغير الجو، وحلت معطيات جديدة ومشاكل جديدة وأجيال جديدة، تلك فترة مختلفة، وهنا ما أود قوله، لقد كنا منذ البداية نراهن عليكم، والحمد لله كان رهاننا في محله·

هنالك تطورت في العالم، انتهى الصراع بين الكتلتين وظهر قطب واحد، وظهر من يقول أن الصراع انتهى، ثم عاد ليعتذر عن خطئه، فالصراع لم يتوقف بل هناك صراعات أخرى بين الدول الفقيرة والغنية، وزاد الطين بلة دخولنا في العولمة بعد سقوط المعسكر الاشتراكي في هذا الجو ترتفع مقولة التاريخ انتهى، وانتصرت الديمقراطية الرأسمالية، ولكن ما حدث هو ظهور النظام الأوحد بغطرسته، أقوى دولة في العالم بلا منازع، هذا الواقع خلق شىئا جديدا· إذا تذكرنا نشوء الحركات الطلابية في الستينات، حيث كان الطلبة أداة التغيير، وأوقفوا حرب فيتنام، وهدموا نظام التعليم القديم في فرنسا وتحدوا التقاليد الإنجليزية الجامدة، نجد أن الطلبة كانوا في المقدمة وهذه الحركة عادت من جديد مع صعود العولمة وسقوط المعسكر الاشتراكي، وبدأت المنظمات المدنية بمختلف أنواعها بتحدي الغطرسة الجديدة للقطب الواحد وتحدي الهيمنة والسيطرة، والأمثلة كثيرة حولنا في لبنان ومصر، العالم يتغير، والقوى الجديدة، الشبابية بخاصة تستعيد دورها·

طباعة  

الدوائر الخمس في منتديات الإنترنت
 
في ندوة النائب الصقر حول الدوائر
هجوم على دعوات التنقيح.. وتقرير "الوزارية" دين على الحكومة

 
أول رسالة من زعيم إيراني إلى بوش تقترح
حلولا للمشاكل الدولية

 
إعلان تأسيس رابطة الشباب الوطني الديمقراطي
 
دعت إلى رصد القوانين غير الدستورية في "دسترتها"
نقابة "الصحافيين والمراسلين": لم يعد مقبولاً من أحد فرض قوانين غير دستورية بعد عملية انتقال السلطة

 
بعد تعيين هايدن لرئاسة الـ CIA
هل ابتلعت وزارة الدفاع وكالة الاستخبارات الشهيرة؟