رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 ذوالقعدة 1425هـ - 5 يناير 2005
العدد 1660

في حوار مع منتدى المبدعين في رابطة الأدباء
المثقفون الشباب إبداع متواصل وأمل المستقبل.. فأين الاهتمام؟

   

                           

 

·        العيسى: كل مبدع يعاني الاغتراب عن هذا الوجود

·         خليفة: كمثقفين نطالب بالحرية ولكن الكويت غير مهيأة

·         العربيد: مشكلة الثقافة تتوقف على الأسرة والبيئة والمؤسسة

·         الغيلاني: هناك أمل في الشباب بأن ندفعهم للتعليم والمعرفة والعلم

·         الحربي: ما أريد الوصول إليه صقل موهبتي وتوصيل أفكاري للمجتمع

·         الخالدي: أنا أبحث عن أرضية مشتركة والانتماء والتواصل وكسب المعرفة

 

حاورهم لطيفة البديوي وهادي درويش:

في صخب زمن العولمة وعلى الرغم من كل مغريات الألفية الجديدة واندفاع الشباب وراء تيار الفضاءات والانشغال بكل ما هو جديد وغريب من ملبس ومأكل وإلى جانب الكماليات التي أصبحت شيئا أساسيا في حياتهم·· وسط هذه الزوبعة نجد شبابا في عمر الزهور·· يجلسون مع كبار الأدباء والمفكرين في رابطة الأدباء يناقشون ما قرأوه من كتب ومراجع، يتنافسون ويناقشون ما قرأوه من كتب ومراجع يتنافسون فيما بينهم على أفضل إبداع شعري أو قصصي من خلال منتدى الشباب الذي يعقد مرة كل أسبوع في مقر رابطة الأدباء في العديلية·· تحت رعاية الشيخة باسمه الصباح·· التي تبرعت بطباعة الأعمال الممتازة للشباب·· وهناك من انضم إلى أعضاء الرابطة ومثلها في الكثير من الأنشطة خارج البلاد وحصل على جوائز·· فهناك مواهب تم اكتشافها من خلال هذا المنتدى الثقافي·· الذي يشرف عليه الأستاذ حمد الحمد والأستاذة ليلى الصالح·· فالرابطة احتوت هذه العناصر المبدعة الواعدة لتقدم لهم المجال ليمارسوا هواياتهم ويشبعوا ميولهم القرائىة وينموا مدركاتهم الفكرية في أجواء ثقافية، أدبية·· وتوفير الفرص التي قد تكون ذهبية بالنسبة لهم وقياسا للجيل السابق من الأدباء الذين عانوا وجاهدوا حتى وصلوا وحققوا ولو نسبة في المجد والشهرة على الصعيد المحلي وعلى الأقل بجهودهم الشخصية على حسب تصريحاتهم في الصحف ووسائل الإعلام·· إذن يعتبر المستفيدون من المنتدى أناسا محظوظين وأتوا في عالم الأدب وفي فمهم ملعقة من ذهب·· ولكن تبقى الموهبة سيدة الموقف في جميع الأحوال·· السؤال الذي يطرح نفسه: هل ينجح المنتدى في صنع جيل جديد من نجوم الشعراء والكتاب في ظل غياب التغطية الإعلامية اللازمة والتي من المفترض أن تصاحب فعاليات المنتدى·· وفي ظل غياب جمهور القراءة، ماذا يقول أعضاء المنتدى؟ وماذا يعلقون حول هذا الموضوع؟ وعن غياب الثقافة ماذا علقوا؟ "الطليعة" التقت بهم ودار هذا الحوار·

 

·     غياب الثقافة والشباب مسؤولية من؟

- بثينة العيسى: مسؤولية مشتركة في الدفاع عن الثقافة، فالثقافة الرائدة ثقافة سطحية جدا·

 

- يوسف خليفة: مشكلة الثقافة في مجتمعنا للأسف أن الإعلام أو الجهات المسؤولة عن الثقافة في المجتمع ليس لها هدف واضح وتمشي على هوى الجمهور، فالجمهور مثلا يحتاج إلى رغباته اليومية فقط ولا يحتاج إلى ثقافة أو فكر أو تطور والجهات المسؤولة تدعم هذه الأشياء، فالإنسان المثقف حاليا يعتبر مترفا لأن لديه وقتا ليقرأ به·

 

- مشعل العربيد: أتوقع أن مشكلة الثقافة تتوقف على ثلاثة عناصر - الأسرة - البيئة - المؤسسة، فيجب صقل مواهب الطفل منذ نعومة أظفاره مهما كانت الهواية تافهة فتشجيع الطفل منذ صغره يعمل على صقل المواهب أما من ناحية البيئة، مثال على ذلك خروجي مع الأصدقاء لنسهر "لغاية الصباح" ولكن تفكيري دائما يكون منشغلا في: ماذا يمكن أن أكتب للمجلة من مواضيع للأسبوع القادم؟!·

أما من ناحية المؤسسات مثلا أنا أحب الثقافة والإعلام·· ولكن العناصر التي في المؤسسة نفسها تضيّق علينا الحصار وهناك حزازيات فعندما يخطىء الإنسان خطأ بسيطا لا يتداركونه بل يكبرون الموضوع·

 

- عبدالقادر الغيلاني: أريد أن أضع مفهوما مبسطا للثقافة فهي تحليل للسلوكيات الاجتماعية بين الأفراد وهؤلاء يريدون نمطا فكريا معينا في الثقافة·· بالنسبة للأزمة لابد أن لا نحصر الأزمة في دولة الكويت ونقول إنها أزمة عالمية·· لن أستغرب إذا تحدثنا عن حركة ظهرت في أمريكا "الحركة المكانية" مجموعة مثقفين في الولايات المتحدة الأمريكية·· السلطات لم تقدر أن تستحوذ على أفكارهم·· فالأزمة تحدد شخصية العالم والمشكلة أن الثقافة لا تتعلق فقط بالمنتديات ولكن في المناهج أيضا والروايات ويجب أن تكون مخططة من السنة الخامسة إلى السابعة··

 

- ماجد الخالدي: لا أريد أن أقول 1+1 =2 فنحن نلقي باللوم وهذا من السهل القول بأن هذا أمر مشترك بين المسؤولين، والشباب لو كانوا فعلا يريدون للشعب الثقافة سواء في الرابطة أو غيرها، واللوم الأكبر على وسائل الإعلام·· ولكن يجب وضع معلومات مفيدة بين الأغاني أو الفواصل فالخطأ مشترك وليس على الإعلام فقط·

 

·   هل من الممكن إنقاذ الشباب؟

- خالد الحربي آمل إن شاء الله ولكن تدريجيا بداية من الأسرة بحيث تبدأ بتربية أبنائها وتعليمهم التعليم السليم وأيضا يأتي دور المدارس في توضيح بعض الأمور لهذا الجيل وأيضا دور المؤسسات الحكومية في تسليط الضوء على العلاقة بين السلطة والشباب وهذه العملية تتم تدريجيا بين البيت والمؤسسات التعليمية·

 

- بثينة العيسى: أعتقد أنه حل وليس الحل أن تتكلم بلغة الشباب أنفسهم وليس أن توضح رأيك بقدر ما هو أن تستخدم الإمكانات المتاحة للشباب ولقد سمعت أنه في الصين توضع الروايات في "الموبايلات" وفي اعتقادي أنه ينبغي وجود أمسيات وعلينا أن نقوم بإرسال مسجات عبر الهاتف وأعتقد أنها طريقة للتواصل ولجذبهم·

 

- يوسف خليفة: أسلوب تقديم الثقافة يجب أن يتغير فعلى سبيل المثال الأمسيات الشعرية أو القصصية تقديمها يجب أن يتغير·

في الماضي كانت خالية من الحياة وركيكة جدا وتغيرت تقريبا في الآونة الأخيرة مع الأمسيات الشبابية فقاموا بدمج الموسيقى التصويرية والديكورات كعنصر مشارك وهذه أمور تؤثر في نفسية المتلقي ونحن كمثقفين نطالب بحرية الرأي ولكن للأسف أن المجتمع الكويتي حسب التربية والنشأة وعلى مدى 30 سنة كان غير مهيأ لهذه الحرية فهي مسألة استكشاف المستقبل لطرح ما نريده··

 

- مشعل العربيد: هناك مشكله على سبيل المثال في الرياضة يوظفون إداريين ليس لهم صلة بالرياضة فإذا كنت رياضيا فلدي متطلبات لا يعرفها ويقدرها سوى رياضي مثلى عندما أطلبها من الإداريين لا يأخذونها بتلك الأهمية لذا الكثير من الشباب يتخبط ولا يهتم لعدم فهم الإداريين للرياضي على سبيل المثال، وقس ذلك  على باقي المؤسسات·

 

- عبدالقادر الغيلاني: بصراحة أنا معجب كثيرا لصورة الـ (مهاتما غاندي) وهو يفاوض على مصير الهند وهو جالس مع بريطانيا وهو ينسج قميصه الصوفي أحب كثيرا هذه الصورة لأنها تتكلم عن الهوية والأشياء المتعلقة بالإنسان العربي نعم هناك أمل لدفع الشباب للتعليم وأخذ مناهج المعرفة والعلم· لدي مقترح أتمنى أن يستمع إليه، وتؤخذ هذه الفكرة بعين الاعتبار·· هي أن يجلس المفكر والمثقف ورجل الدين ورجل الاقتصاد ورجل السياسة والإمام والخطيب والمفتي ليس لمناقشة الثقافة فقط ولكن الأمور التي تخصنا جميعا فعند هذا التجمع وانطلاقا من هذه الفكرة ينهضون بالشباب ويغيرون أفكارهم من الجذور·

 

- ماجد الخالدي أنا من وجهة نظري على المدى البعيد والتأثير الإيجابي على الشباب نستطيع أن ننقذهم، فعلى سبيل المثال كنت أخرج مع زميل لي وكان يحب الاستماع لأحد المطربين وكنت لا أحب الاستماع له ولكن مع الوقت ذهبت لأشتري نفس الشريط·· فإذا رأى الشباب أمورا تحترم عقولهم فسوف يستجيبون، فنحن مازلنا لا نرى برامج مفيدة فكلها دعايات وهناك أمل في التوجيه (ألقي اللوم على وزير الإعلام )

 

·    ما سبب حضوركم إلى هذا المنتدى؟

- الحربي: بالنسبة لي أنا في داخلي شيء يلزمني للحضور للرابطة وأنا اشتركت في عضوية المواهب الشابة وكانت عندي هذه الرغبة وهناك من أخذ بيدي وهذه فرصة فلماذا لا أمسكها؟ وفي هذا المكان صقل لموهبتي وأجد نفسي أن هناك فئة من المجتمع نوعا ما تتقبل الأفكار ولا نلغي دور الكبار من الأدباء والمثقفين واحتكاكي معهم ينمي موهبتي واختلاطي معهم وضع عني انطباعا أني في الطريق الصحيح رغم وجود بعض السلبيات·

الذي أريد الوصول إليه هو صقل موهبتي وتوصيل أفكاري إلى المجتمع·

 

- بثينة العيسى: المنتدى متوقف لزعم الإدارة أن الدورة الأولى انتهت، الغريب واللافت والطريف في الأمر أن الشباب يلتقون كل اثنين - مع إن المنتدى تقريبا ألغي - أنا أحضر لأني أبحث عن أرضية مشتركة وأنا أعتقد أن كل مبدع يعاني من نوعية من الاغتراب عن هذا الوجود  مما يعطيني  دفعة أن أبدع·

لماذا نكتب ولماذا ننشر؟ نكتب لأنه كما يقول المجنون ما أنشد الأشعار إلا للتداوي·· أنا غائب طالما الآخر غائب، فالنشر هو عملية الحصول على هذا الآخر، فأنا عندما أحكم على هذا النقد بالنشر فأنا شخص هدفي إنساني جدا هو أن يقرأ الناس نصي بوعي·

 

- يوسف خليفة: فكرة المنتدى أساسا هي إيجاد جيل جديد، فحاليا الجيل الموجود جيل 50 و70 أما جيل 80 و90 نادر وجوده في الساحة الثقافية والرابطة أقل وعندما اختيرت الكويت عاصمة للثقافة عام 2001 فكرنا بجمع الشباب وأنشأنا منتدى المبدعين كانت هذه بداية بسيطة وكنا تقريبا 10-15 عضوا ويمكن أقل ومع السنين أصبحت الأعمال تنشر فطلع المنتدى والهدف الأساسي للرابطة هو إيجاد جيل جديد من الأعضاء لديهم الترابط والتواصل مع الأدب وهذا ما يجمعنا، فالمسألة مسألة تواصل فكري·· المنتدى انتهى من دورته الأولى ونحن إن شاء الله نتمنى تفادي الأخطاء القديمة وإن شاء الله يكون التفاعل أكبر، هناك شيء مفقود عند الشباب وهو الشرف والإيمان ولا أقصد الإيمان بالله إنما الإيمان بالشيء· في الدول الغربية يكرس حياته الشخصية لإظهار معلومة ما، هناك أناس يريدون الشهرة والمال وهناك أناس يريدون أن تكون أعمالهم مقروءة· المسألة هي ردة فعل وليس قلما وورقة ونكتب، والناس تحسد الكتاب لأنهم يستطيعون أن يعبروا عن شعورهم فالكتابة فيها شغف ومن وجهة نظري أن الحياة سوف تصبح أفضل بكثير إن أخذت أفكارا من جميع الفئات·

 

- مشعل العربيد: المبدع عبارة عن طفل، أي شيء يؤثر فيه ويجعله يبدع الطفل عندما يعيش يحتاج إلى أم تحضنه وأنا أرى أن الرابطة التي تحضنني وتحتويني فأنا أنتظر يوم الاثنين بفارغ الصبر لأسمع التوجيهات والآراء·

 

- ماجد الخالدي: هذا المكان يشبه بيت الأشباح فكل الصور صور لأناس موتى ليس المكان الذي يجذبني ليس جمال المكان، فأنا أبحث عن أرضية مشتركة أيضا والانتماء الذي أريد الوصول إليه هو التواصل بين الشباب وكسب المعرفة·

طباعة  

بعد أن كانت لعبة الفلاسفة والعلماء أصبحت لعبة المقاهي
قبازرد: أين تذهب الميزانية التي تخصـصها الهيئة لاتحاد الشطرنج؟

 
ديوان المحاسبة
عين على المال العام

 
غياب النواب عن اللجان والجلسات