كتب محرر الشؤون السياسية:
استغربت الأوساط السياسية المتابعة لمعركة الحقوق السياسية للمرأة الكويتية هذا السجال العلني وعلى صفحات الصحف بين رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد ورئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي·
فعلى الرغم من العلاقة الوطيدة التي تربط الطرفين والتي تمتد الى سنوات سبقت حمل الخرافي حقيبة وزارة المالية في العام 1985، على الرغم من تلك العلاقة، إلا أن الخلاف الواضح بينهما حول موضوع الحقوق السياسية للمرأة أخذ بعدا يحتاج الى تفسير وانتباه·
والملاحظ لتصريحات الرئيسين لا يمكنه أن يرى الخلاف الواضح بينهما فحسب بل كأن تصريح أحدهما يأتي في اليوم التالي أو في اليوم نفسه بصيغة أقرب الى الرد على تصريح الآخر·
استغراب الأوساط السياسية يأتي من رصدها للارتياح الواضح لرئيس الوزراء منذ تولي الخرافي لرئاسة مجلس الأمة وما تلا ذلك من "تعاون" بينهما في ما يطرح في المجلس بل حتى في المرات التي أبدى رئيس مجلس الأمة رأيه السلبي في أداء الحكومة كانت آراؤه أقرب الى النصيحة منها الى النقد ولم تأت على أنها انتقادات لرئيس الحكومة بل كانت تشير إلى بعض الوزراء وليس رئيسهم·
الأمر الآخر الذي حيّر الأوساط المتابعة لهذه العلاقة يأتي من علم رئيس مجلس الأمة بأن مسعى الحكومة ورئيسها هذه المرة يبدو أكثر جدية في تمرير مشروع القانون وبالتالي فإن الحكومة ورئيسها أكثر حاجة الى أصدقائهم من أي وقت مضى وبخاصة عندما يضاف عنصر مهم تركز عليه الحكومة في حملتها وهو الرغبة الأميرية السامية لتمكين المرأة من ممارسة دورها السياسي، وهو موقف - تقول الأوساط - أنها توقعت من جاسم الخرافي رئيس مجلس الأمة أن يترك موقفه الشخصي جانبا خاصة أنها ترى "الأوساط" أنه مبني على حسابات انتخابية بحتة، لتغليب أمر يعد إضافة وتعديلا للممارسة السياسية وإصلاحا لقانون غير دستوري ناهيك عن انعكاس ذلك على مصلحة الكويت الدولية وسمعتها لدى أصدقائها والخصوم على حد سواء· بل تذهب هذه الأوساط لتحمل السيد الخرافي مسؤولية سياسية أكبر تتمثل في كونه رئيسا لمجلس الأمة يفترض في موقفه أن ينسجم مع الممارسات الديمقراطية ويعطي مزيدا من الحريات والحقوق للمواطنين من دون تمييز على أساس النوع·
يبقى أن تجد هذه الأوساط تفسيرا ليس لموقف الخرافي من الحقوق السياسية للمرأة بل في إصراره على الدخول في معركة علنية وعلى صفحات الصحف اليومية مع رئيس مجلس الوزراء حول هذا الموضوع، ومدى كونه اختلاف وجهات نظر فقط أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ قد يتعلق بعضها ليس بالحسابات الانتخابية للدائرة الانتخابية بل معها حسابات الرئاسة المقبلة لمجلس الأمة والتعويل على أصوات المعارضين خاصة أنه ليس من المحتمل أن تخاصمه الحكومة إن لم يقف مع موضوع المرأة لدرجة تدفعها للوقوف ضده في انتخابات الرئاسة المقبلة·