رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 6 يونيو 2006
العدد 1731

���� �������
بعد حل مجلس الأمة قام المرشحون بعمل جولات على دواوين الدائرة وعرضوا أفكارهم وتوجهاتهم للمرحلة المقبلة، وشيء طبيعي أن يقوم كل مرشح خلال فترة الانتخابات بالاستجابة السريعة والفورية لأي اتصال يدعوه لزيارة ديوانية أو عرس،
يذكر المؤرخ اليوناني الشهير هيرادوتس Herodatous من خلال كتاباته في القرن الخامس قبل الميلاد عن شعب الليدينس Lydians الأتراك حاليا - إنهم أول من عرفوا العملة النقدية، الليدينس كانوا يسكون العملة من الذهب والفضة، الطريف أنهم يصممون جهة واحدة من العملة النقدية والجهة الأخرى تكون على شكل ثقوب صغيرة فقط· فيما ظهرت العملة الورقية على يد الشعب الصيني.
كانت لحظة وصول شرائح المجتمع الكويتي الى درجة دقيقة من الوعي السياسي والقدرة على عرض تصورهم لوجوه الإصلاح وتغذية المشروع الحكومي المعلن للإصلاح وخصوصا فيما يخص مسألة الدوائر الانتخابية هي لحظة بيان الحكومة المدعية ورفضها القاطع لظهور هذه الشرائح الواضحة في موقفها وخططها لعملية الإصلاح، فقامت الحكومة بحل المجلس وقطع لسان الجهة الرسمية المتحدثة باسم الشعب الكويتي وباسم إرادته.
من أهم مفاتيح النجاح لدى البعض في هذا البلد وفي أي مجال هو إطلاق اللحية، فقد أصبحت اللحية وللأسف انعكاسا على مدى تدين الإنسان، ولأن تدين الإنسان يجعل الناس يشعرون بالارتياح تجاهه فقد أصبحت اللحية من أقصر السبل للوصول إلى النجاح حتى إن كان الإنسان على عكس ما تدعيه لحيته.
لعل أكثر العبارات شيوعا بين الناخبين هي عبارة: يصير خير! يقولها الناخب للمرشح الذي ينوي اختياره، ويهمس بها في أذن غير الراغب فيه على حد سواء! والعبارة، كما ترى، محايدة وتشي بالأمل· لكن "من يبني آماله على الأوهام يجدها تتحقق في الأحلام" بحسب "بودلير"! البلية أن أغلب المرشحين لا يتعظون بهذه المقولة·· ولا غيرها، بل يمعنون بالتشبث بالأمل الكاذب الذي تنطوي عليه عبارة يصير خير ما غيرها!
إذا كان أحد المقاييس المهمة لتحضر الأمم، كما يقول أحد المفكرين الغربيين، هو ذلك المعني بقياس ما تقدمه الدول من اهتمام أو برامج لرعاية الأطفال ورفاهيتهم وحفظ حقوقهم، فإن الواحد منا يستطيع القول، من دون أدنى شك، أننا لم نعد نعيش في مجتمعات متحضرة.
من الواضح لمن يتابع التحولات التي تمت في دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها حتى الآن، أن الدولة الاتحادية قد مرت بمرحلتين أساسيتين، المرحلة الأولى التي بدأت منذ نهايات الستينات من القرن الماضي واستمرت حتى بداية الألفية الثالثة حيث بدأت المرحلة الثانية مرحلة التأسيس وترسيخ التحول نحو بناء الدولة بمفهومها الحديث من خلال إرساء أسس السلطات المختلفة والتأكيد على اعتماد النصوص الدستورية والقرارات التشريعية وقرارات السلطة القضائية، إضافة إلى ترسيخ مبدأ المشاركة الشعبية بصورة تتماشى وطبيعة المرحلة، وإعارة أقصى الاهتمام لإنشاء البنية التحتية من نقطة الصفر تقريباً.
بقدر همة شباب "نبيها خمس" يجب أن تسير حملتنا الانتخابية، فهؤلاء الشباب قد أحيوا الأمل فينا، إنهم أيقظوا روح المقاومة بيننا، مقاومة الفساد وانتهاك القوانين، ليس بأضعف الإيمان بل بأقواه وهو العمل على إصلاح الاعوجاج بالتحرك الجماعي· لقد بث هؤلاء حماساً منقطع النظير في نفوسنا التي تجمعت عليها الكثير من الصدأ منذ أن أخفقت حركة "الإثنينات" من أن تأتي بأكلها قبل ستة عشر عاماً.
يشكل التعليم - خاصة في عصرنا هذا- عصب الحياة وحاجة أساسية لا يمكن التهاون بها أو التقليل من خطرها في تشكيل مستقبل الأمم، وضمان بقائها قوية متماسكة، وفي تنشئة الأجيال الصاعدة وفق منظومات معينة من القيم والمبادئ والتصورات التي - إن هي رسخت في أفئدة الناشئة وتشربتها عقولهم - تصبح مع الوقت دستورا عاما تنطلق منه الرؤى وتُرسم على هدي منه صورة المستقبل في أفق الزمن الممتد القريب والبعيد.
من المستحيل أن يمر يوم إلا ونسمع أو نقرأ عن إلقاء القبض على شبكة لتهريب المخدرات من قبل أسود حولي أو عن عصابات إجرامية مختلفة من قبل نمور القرين أو صقور الجهراء وهذا جهد مشكور على الرغم من ملاحظاتنا على ذلك النشر والتي لا يتسع المجال لذكرها أو شرحها لضيق المساحة.
حل المجلس يراه البعض فرصة مواتية وخصوصا من خسر الانتخابات الماضية بفارق ضئيل من الأصوات، سباق من أجل كسب المقعد البرلماني القادم، طبعاً الحل قصر الزمن بالنسبة لهذا البعض، لكن المدة ما بين الحل وإجراء الانتخابات القادمة قد تكون العقبة الوحيدة، لكنهم في كل الأحوال ماضون في طريقهم يحدوهم الأمل في تحقيق نتيجة أفضل من سابقتها.
قضيتنا المركــزية
بينما تزداد الممارسات الوحشية لقوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الفلسطيني، أعلن معهد التصدير الإسرائيلي أن حجم الصادرات الإسرائيلية للدول العربي سجل ارتفاعا خلال الربع الأول من العام الجاري بنسبة 35.5% قياسا بالفترة ذاتها من العام الماضي ليبلغ 57 مليون دولار منها 26 مليونا دولار مع مصر وحدها.
بلا حــــدود
الوضع الذي عَبَرت به الكويت مؤخرا، قبل وأثناء وبعد حل مجلس الأمة يعتبر وضعا حساسا للغاية، فالكويت وللمرة الأولى تدخل مرحلة الفرز السياسي الحقيقي الذي وفرته ظروف الحل وما أعقبتها من تداعيات.
فالساحة السياسية الآن أصبحت مكشوفة، والوعي الشعبي بلغ أوجه، أو هكذا على الأقل ما يراه المتابعون والمحللون للوضع بشكل عام، وهو بالتحديد ما يستند إليه الكثير من المتفائلين بتغيير جذري في هوية مجلس الأمة القادم قد يؤدي إذا ما واصل مساره الصحيح الى تنقيح جيد ومثمر للعملية الانتخابية وبالتالي سيصب مباشرة في مسيرة الديمقراطية الكويتية.