رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 شعبان 1425هـ - 13 أكتوبر 2004
العدد 1649

���� �������
لن أتطرق إلى الوضع الأمني المتوتر في العراق· أولا، لأن الكثيرين تكلموا وكتبوا فية، وهو على كل حال غير خاف للعيان· ثانيا، حتى لانتهم بالتدخل بالشأن الداخلي العراقي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه، ثم إن "أهل مكة إدرى بشعابها"، ما يهمنا هو تداعيات هذا الوضع على الساحة الأمنية المحلية، ليس بالسر أن العلاقات الكويتية العراقية مرت بالكثير من التأزم حتى وصلت إلى ذروتها في عام 90،
قلمــــي
عبر التاريخ والأزمان نرى هناك سلسلة من الصراعات والحروب وعدم الاستقرار بين أبناء الشعب الواحد، وأسباب هذه الصراعات هي الطائفية والتعصب الطائفي والتطرف الديني والمذهبي في الوقت نفسه، وأقرب مثال حي حتى الآن له آثاره وسلبياته هو في لبنان وحروبه الأهلية في السبعينيات وكل هذا سببه ازدياد الولاء الطائفي على حساب الولاء الوطني وهذا ما حدث فعلا في الكويت في مطلع الثمانينات مما كان له الأثر على عدم تطور ورقي الكويت، حيث انشغل أبناء الشعب الواحد بمحاربة بعضهم البعض وإهمال الوطن والقيام على شق الصف الوطني بمحاربة كل طائفة للأخرى·
في كل حقبة زمنية، ثمة أناس قبلوا أن يكونوا من الأتباع، وبمحض إرادتهم رغبوا أن يسيروا خلف زعيمهم كسير السحاب الأدجن، مقابل ذلك هنالك أشخاص سطع نجمهم كي يكونوا من الزعماء البارزين والناجحين، إن مسألة القيادة، أمانة ثقيلة كبيرة وحساسة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتقبلها أو يتقلدها، إلا ممن تتوافر فيهم تلك الصفات القيادية·
يبدو أن مدير هيئة الزراعة فهد السالم لا يرغب في الانتباه إلى "النصائح" التي توجه إليه اعتقادا منه بأنها تهدف إلى التحدي والمشاكسة فقط· مشكلة فهد السالم الحقيقية أنه محاط بمجموعة من المستشارين وببطانة لا تجيد إلا السير وراءه، ولا تعرف كيف تنطق "لا" للقرارات الخطأ، ويبدو أن هؤلاء لا ينقلون إليه الواقع الحقيقي للسخط الشعبي والانتقادات اللاذعة الموجهة إلى هيئة الزراعة بسبب الإهمال بتخضير البلاد، أو أنه لديه "رؤية" أخرى تختلف عن رغبة التخضير·
"ممنوع من هالسوالف"
عندما يبدأ الكاتب بوضع أفكاره في شكل مقالة فإنه ما يلبث أن يأتيه تحذير من أشخاص مقربين أو من أصدقاء بعدم الخوض في الأفكار التي كان ينوي الكتابة فيها لخطورتها عليه وعلى مستقبله وهذا الإحساس ناتج من أن غالبية المواطنين يعانون من هاجس داخلي يمنحهم الحرية في الحديث بآرائهم ضمن نطاق المجموعات المقربة وليس علنا
دوي الأفكار
هناك طرفة شعبية تقول: إن في إحدى الغابات يوجد ثعلب كلما رأى القرد صفعه على وجهه من غير ذنب، وقال له: ليش مو لابس طاقية، فذهب القرد واشتكى إلى ملك الغابة الأسد، فوعده بأن يفرض النظام ويكفل الأمان للشعب، فاستدعى الثعلب وسأله عن سبب أفعاله؟ فقال: لأن القرد ليس من الحيوانات المفترسة، فانحاز الأسد للثعلب
لا أدري لم لا تكون أحلامي جميلة براقة إلا عندما أكون خارج حدود الوطن! هذه حقيقة، لكنها حقيقة مرة مع الأسف· إليكم هذا الحلم الذي أراه جميلا ويراه كثيرون قبيحا، وأراه بعيدا، ويراه قلة من المتفائلين قريبا! دخلت مجلس الأمة، فسمعت صوتا نسائيا يقول: سيدي الرئيس···! دخلت المسجد وسمعت الإمام يقول: كل الأديان تؤدي إلى الله···! دخلت الفصل وسمعت الأستاذ يقول: ليس بوسع أحد أن يزعم أن هناك حقيقة مطلقة···!
لو اجتمعت شياطين الجن والإنس لتعديل دستور الكويت فإن هذا التعديل يبقى مشروطا بعدم مخالفة المادة 175 من هذا الدستور· المادة 175 تنص بوضوح على أن "الأحكام الخاصة بالنظام الأميري للكويت وبمبادئ الحرية والمساواة المنصوص عليها في هذا الدستور لا يجوز اقتراح تنقيحها ما لم يكن التنقيح خاصا بلقب الإمارة أو بالمزيد من ضمانات الحرية والمساواة"·
طرح موضوع تدريس الفقه الجعفري في مدارس وزارة التربية أو جامعة الكويت في أكثر من مناسبة، بعضها كان بصورة عفوية، وبعضها ربما كان تنافسا في "المحاصصة" بين توجهات الطائفة الشيعية من داخلها، وأخرى تميل في جانب خفي منها إلى المزايدات في أثناء الحملات الانتخابية يجيده البعض عاطفيا!
أرسلت الحكومة الى مجلس الأمة تستفسر عن عدم البت في اثنين وثمانين مشروعا بقانون بعثت بها إليه، والقائمة التي نشرت في الصحف بعضها تجاوزه الزمن وبعضها الآخر بحاجة ملحة الى مناقشته في المجلس والبت فيه·
إن تردي أوضاع الدول وأجهزتها لصالح الفوضى هو نتاج طبيعي لضعف كفاءة المؤسسة الحكومية، وتسلط النخبة السياسية الفاسدة وزبائنها، وتفاقم أزمة الوعي السياسي لمعظم النواب جراء محدودية إمكاناتهم وضعف أدائهم وابتعادهم عن العدالة والمساواة في ممارستهم التشريعية والرقابية لصالح العودة إلى القيم التي تعتمد على الفزعة الدينية والاجتماعية وبؤر القوة التقليدية في القبيلة والعائلة،
آفاق ورؤيـــة
من المستغرب أن الصحف الكويتية تنشر يوميا بيانات وتصريحات لمواطنين شيعة وعلماء دين يهاجمون فيها الحكومة وخصوصا وزارة التربية حول وجود مناهج تعليمية تهاجم فيها المذهب الجعفري·· والأغرب أن الحكومة تقف صامتة أمام هذا الأمر! وهنا نتساءل إذا كان الموضوع صحيحا فإن تصريحات المواطنين والعلماء الشيعة في محله ولا بد من محاسبة هذه الحكومة لاستخدامها المناهج "الطائفية" ضد فئة من المواطنين ولاستخدام "الدين" لشق المجتمع الى قسمين وفئتين متناحرتين؟
كنت عازم العقد على أن أكتب عن زيارتي للبحرين في الأسبوع الماضي، وحضوري لورشة عمل أقيمت هناك حول المجتمع المدني، حيث ساهمت بورقة عن الإرهاصات الأولى للمجتمع المدني في الكويت، إلا أن الهجوم على المنتجعات المصرية في سيناء قد غير قراري· فأحداث سيناء الإرهابية تعني هدماً لما كانت الحكومة المصرية تعمله منذ سنوات وهو الاستفادة من إمكانياتها السياحية وتطويرها بغية أن تكون أحد مصادر الدخل الرئيسية·
هو مفهوم غير مفهوم جار عليه الزمن ومن يعتقد به الآن لا يوصف إلا بأنه موهوم· هل أنت حكومي أم غير حكومي؟ إن كنت حكوميا فأنت يميني، خائن، رجعي وإن كنت غير حكومي فأنت يساري، مخرب، ضوضائي وربما وطني تمت هذه التقسيمة في غفلة من الزمن·· وتراكم هذا المفهوم·· جيلا بعد جيل الى أن أصبحنا نحن في دوامة مفاهيم عرجاء·
عزيزي القارئ الكل منا اطلع على أخبار الصحافة اليومية والفضائيات العربية والتي تتحدث عن جرائم القتل والخطف للرهائن سواء في البلدان الإقليمية أو الدولية والتي تسمى بظاهرة الإرهاب· وأعتقد يا عزيزي القارئ أن هذا الإرهاب وأنت تتفق معي طبعا بأنها قضية دولية ويجب القضاء عليها والتي لا تمت بأي صلة الى الديانات السماوية سواء كانت الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية لأن كل الديانات المذكورة ترفض فكرة العنف والإرهاب·
بعثت وزارة العدل ردا على ما جاء في العدد قبل الماضي في صفحة الرأي وتحديدا في مقال "العدل يا وزارة العدل" للكاتب نايف العتيبي وفيما يلي الرد:
قضيتنا المركــزية
بينما تدخل حرب تحرير فلسطين عامها الخامس دون أدنى دعم عربي أو إنساني لهذا الشعب المناضل، فإننا نستعرض في مقالنا هذا الأسبوع جملة من الحقائق الموثقة، ذات العلاقة بقضية الأمة المركزية·
تتسارع وتيرة النشاط في أسواق المال الخليجية بشكل يعكس أوضاع سيولة جيدة وثقة متزايدة في الأوضاع الاقتصادية وأداء الشركات الأساسية المدرجة في هذه الأسواق·· لكن التساؤل الأساسي في هذا السياق هو: هل هذه الأسواق اكتسبت أوضاعا مؤسسية ملائمة تمكنها من التحصن ضد أي تطورات غير مواتية، لا بد من الإقرار أن جهودا مهمة قد بذلت من الجهات الحكومية وغرف التجارة والصناعة في دول المنطقة لتكون هذه الأسواق مرآة حقيقية للنشاط الاقتصادي في دول المنطقة،
بلا حــــدود
أين وصل ملف حقوق المرأة السياسية؟ وهل لا يزال هذا الملف الحرج معلقا فوق قبة الخلافات السياسية بين الأحزاب والتيارات الفكرية المتصارعة في الكويت·
لقد أشبع موضوع حقوق المرأة السياسية بحثا وتحصيفا بصورة تجعل الحديث حول أهلية المرأة الكويتية أو عدم أهليتها لنيل حقوقها حديثا مكررا·· ولا نستثني من تلك الأحاديث المكررة إلا حديث أمين عام الحركة الدستورية الذي أدلى به الى جريدة "الرأي العام" في الأسبوع الماضي·
ربما لم تحتف أمة من الأمم بالزهور والورود كما احتفى العرب بها، فهم الذين شغفوا بها أيما شغف وجعلوا منها رمزا للسعادة والبهجة والتفاؤل في حياتهم، وزينوا بها مقتنياتهم ومساكنهم ومحلاتهم العامة وحفلاتهم وأفراحهم العامة منها والخاصة كما اتخذوها وسيلة لتبادل الإعراب عن المحبة والمودة فيما بينهم مثلما اتخذها العشاق كذلك فيما بينهم·